محمد علي: مناطقنا باتت تمثل الأمان والعدل والآمال

أكد عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطي حسن محمد علي أن هناك تدابير وإجراءات جديدة تتم للتصدي لمرتزقة داعش والاحتلال التركي إلى جانب محاولات بناء نظام إداري جديد للمناطق المحررة من الإرهاب وجماعات المرتزقة.

أكد عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطي والمسؤول التنظيمي في المجلس حسن محمد علي أن كل مكونات المنطقة وليس الكرد وحدهم سيتصدون لهجمات الاحتلال التركي.

جاء هذا في رده على أسئلة صحيفة "Yenî Ozgur Polîtîka"، مشيراً إلى أن مجلس سوريا الديمقراطية على علاقة وتواصل مباشر مع جميع المجالس المشكلة في مناطق شمال وشرق سوريا.

وأوضح أن نظام هذه المجالس جديد على المنطقة وخاصة مناطق الطبقة، الرقة ودير الزور.

وقال: "إن شعوب المنطقة (شمال وشرق سوريا) وخاصة الشعب العربي ومنذ سنوات طويلة كان مسلوب الإرادة، ونظام البعث هو الذي كان يتحكم بالمنطقة ومصير شعوبها. وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أبناء المنطقة بتشكيل نظامهم الإداري وإدارة شؤونهم بأنفسهم".

وأضاف "اليوم في الرقة أبناء المنطقة يديرون مدينتهم وتشكلت مجالس وكومينات في كل المناطق والقرى، جنباً إلى جنب من عرب، آشور، سريان وتركمان وهذا التناغم يعزز قدراتنا. ومن خلال هذه الجهود تمكنا بناء وحدتنا والقضاء على إرهاب داعش، وهذا ما مهد لدخول مرحلة جديدة".

وتابع: "اليوم، غالبية المنضمين إلى قوات سوريا الديمقراطية هم من المكون العربي، وفي حملة تحرير الرقة غالبية الشهداء هم من رفاقنا العرب من الرقة واليوم غالبية المقاتلين في جبهات تحرير دير الزور هم من إخوتنا العرب أبناء المنطقة". و

وحول الخدمات وأعمال إعادة الإعمار قال محمد علي: إن "عمليات إعادة الإعمار عائدة لأبناء المنطقة. المكون العربي هناك يواصل أعماله ولا علاقة للتحالف الدولي وأمريكا بهذه الأعمال، لكن عملنا هناك يقتصر على الجانب التنظيمي والمؤسساتي وبدأنا بتطوير المجلس وندعم العمل المؤسساتي وعمليات إعادة الإعمار". 

وأوضح أن "هناك نحو سبعين دولة ضمن التحالف يدعمون أعمال إعادة الإعمار، نحن نمارس العمل السياسي ونراعي التوازنات، وعندما بدأنا العمل على هذا المشروع لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية موجودة، طبعاً وهذا لا يعني أننا لا نستفيد من دعم التحالف. بمعنى أن هناك منافسة بيننا وبين أعدائنا، هم يحاولون إفشالنا ونحن نحاول إثبات أنفسنا".

وأكد علي: "نحن أمام مسؤوليات تاريخية فالقدرة على بناء التنظيم المتين وبناء النظام القوي وإعادة الإرادة لمسلوبي الإرادة وبناء التوازنات السياسية مسؤولية كبيرة وهذا هو طريق النجاح. حتى اليوم نستطيع القول أننا نحقق النجاح وسنواصل العمل من أجل تحقيق المزيد من النجاحات". 

وتابع: "إذا ما لاحظتم أن الارتباك الذي أصاب الإدارة الأمريكية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قوات بلادة من سوريا، البعض استقال من منصبه. وهذا يؤكد مكانتا القوية، حيث أن هذه المكانة باتت اليوم تحدث ارتباكاً في كل مكان يصدر قراراً يخصنا، وتؤثر على التوازنات في العالم، وهذا لأننا حققنا نجاحاً يؤثر على تلك التوازنات. لهذا فالشعب الكردي والشعوب المتحالفة مع مشروعهم ويناضلون إلى جانبهم للوصول إلى مرحلة قطف الثمار وهم مُصرين على تحقيق المزيد من النجاحات".

ولفت آلى أنه "على هذا يتوجب علينا مواصلة النضال بشكل أقوى وأكثر تنظيماً. واتخاذ التدابير اللازمة في مقابل المتغيرات والشروط الجديدة بالتوازي مع تغيير التوازنات. وكل هذا يتطلب الثقة التامة بهذا المشروع والنفس والقوة المشكلة". 

وأضاف "مدينة الرقة دُمرت بشكل شبه كلي، نتيجة للمعارك الطاحنة التي دارت، لكن اليوم الأوضاع في الرقة أفضل من الأوضاع في مدن حمص، دير الزور، درعا وحلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري. وحتى اليوم نلاحظ موجات من النزوح في مناطق النظام إلى المناطق الخاضعة لسيطرتنا". 

وأوضح أن "المزارعين عادوا إلى أعمالهم، بعد أن قمنا بإعادة تأهيل والأقنية المائية وتأمين المساعدات اللازمة لإعادة الإنتاج الزراعي، وهذا العمل تم خلال أقل من عام لتأسيس المجلس في الرقة. وتمت إعادة تأهيل وإعمار عشرات الجسور الرئيسية وترميم المرافق العامة ومنها الملعب الرئيسي".

وواصل حديثه: "واليوم إذا أردت أن تزور مدينة الرقة فستشاهد بعينك عودة الحياة والازدحام في المدينة من جديد. يعيش في الرقة اليوم نحو مئتي ألف شخص عادوا إلى منازلهم. وعادت التجارة إلى المدينة. لتر المازوت في الرقة لا يتجاوز سعرة (55) ليرة سورية وهذا السعر لا يوجد في أي بقعة من العالم. اليوم عاد نحو 300 ألف طالب إلى مدارسهم في الرقة، الطبقة ودير الزور، بعد بناء وترميم نحو 800 مدرسة، كما أن هناك 11 ألف معلم ومعلمة عادوا إلى مدارسهم، إضافة إلى آلاف الموظفين ونحن نقدم لهم رواتبهم". 

وتابع: "بشكل عام يوجد نحو 300 ألف موظف ونحن ندفع لهم رواتبهم بما معناه أن هذه الرواتب تصل إلى نحو 300 ألف عائلة وهذا نجاح كبير بالنظر إلى أننا حققنا هذا في ظل ظروف الحرب. لكن رغم هذا نحن نعتبر أن الأمر غير كافي".

وقال: "نحن نواصل، اليوم، معركتنا ضد إرهاب داعش لكن هناك تهديدات لنظامنا القائم، كما أننا نسعى إلى تطوير نظامنا. إلى جانب هذا نواصل متابعة وتطوير الكثير من الأعمال منها إعادة الإعمار، الزراعة، الصناعة، البنى التحتية، تأهيل القرى المدمرة وإيصال الخدمات إليها كل هذه الأعمال كبيرة وبحاجة إلى جهود. والحقيقة هي أننا في شمال شرق سوريا نخوض ثورة على كل المستويات ونستطيع القول أنها ثورة عظيمة بكل المقاييس". 

وعن علاقة المعارضين لنظام الإدارة الذاتية المشكل في مناطق شمال وشرق سوريا مع الجماعات المرتزقة محمد على قال: "لا شك أن هناك علاقة فيما بينهم. البعض يرفض الإدارة وآخرون ينتقدونها، أبناء المنطقة ينتقدون رئاسة المجالس وإداراتها. الكثيرون باتوا اليوم يثقون بهذه الإدارة من كل الفئات، ولهذا يأتي إلى المجلس وينتقد ويعبر عن رأيه. ونحن نتخذ أسلوب النقد وسيلة لتطوير نظامنا. لكن إلى جانب هذا فكل من يعيش في هذه المناطق سواء كان متفقاً من الإدارة أو يعارضها يؤكدون أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة، ويجب أن ندافع عن هذه المكتسبات".

وأضاف "إلى جانب هذا البعض منهم اتباع لدول أخرى، ويريدون إجراء تغيرات في الإدارة وفقاً لمصالح تلك الدول. البعض ينشر الإشاعات الكاذبة ويستغل بعض الأطراف المحلية الداعمة له، لكن بالنسبة لنا العمل الجيد الذي يخدم أبناء المنطقة هو الذي سيُفشل أجندات الغير ولن يكون بمقدور احد استغلال هؤلاء ضد الإدارة". 

وتطرق محمد علي بالحديث إلى محاولات تركيا للضغط على العشائر في مناطق كري سبي (تل ابيض) والرقة وإجبارها على التعامل معها، تمارس عمليات الاغتيال والتخريب لخلق فتنه، قائلاً إن "تركيا، إيران، روسيا والنظام كل من جانبه كان يحضر لدخول المنطقة فور انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من المنطقة، تركيا كانت تنفذ عمليات اغتيال بغرض ترهيب أبناء المنطقة وتعمل على خلق فتنه بين العشائر في منطقة كري سبي. النظام بدوره يروج الأكاذيب والإشاعات بهدف خلف فتنة بين الكرد في العرب في المناطق الجنوبية ويرتكب جرائم اغتيال بحق شيوخ ووجهاء العشائر في محاولة لإبعاد تلك العشائر عن الإدارة، وإيصال رسالة "إذا ابتعدتم عن النظام مصيركم الموت"، كل أبناء المنطقة يدركون هذه الحقيقة، وهو يفشل في خلق تلك الفتنة وتأليب العشائر على بعضها البعض".

وأضاف "تركيا أيضاً لها علاقة بهذه العمليات ومحاولات خلق الفتنة لكنها فشلت في تحقيق أهدافها، واليوم تهدد بالتدخل العسكري بعد كل تلك المحاولات الفاشلة، لكن أبناء المنطقة الذين تمكنوا من تحريرها, إعادة الأمن والاستقرار إليها بعد أن نالوا الحرية وحققوا أهدافهم في ظل هذه الإدارة الديمقراطية يلتفون حولها ويتمسكون بها". 

وبالحديث عن تهديدات تركيا الأخيرة لمناطق شمال وشرق سوريا قال عضو اللجنة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطي حسن محمد علي حديثة: إن "قوات سوريا الديمقراطية تستعد بشكل كبير لمواجهة أي خطر، هذه الهجمات إن حصلت فستجلب معها الكثير من الدمار، لكن رغم كل الظروف الشعب والقوات العسكرية مستعدة للمواجهة الدفاع عن أرضهم ومكتسباتهم. قوات سوريا الديمقراطية تحضر نفسها والشعب بدوره ينظم صفوفه".

وأوضح: "إذا لاحظتم هذا مؤخراً باتت كل المكونات تدين أي تهديد حتى ولو كان صغيراً وترفض أي اعتداء وهجوم على مناطقها. حتى الشعب العربي، في كل مكان يعلن رفضه لأي تهديد للمنطقة، وفي حال أي هجوم تركي فستكون مجبرة على مواجهة كل المكونات وشعوب المنطقة وهذا سيفشل كل محاولات تركيا لاحتلال المنطقة".