محلل سياسي مصري: المعارضة السودانية وعت الدرس ولن تسمح باختطاف الثورة

أكد المحلل السياسي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أحمد العناني أن المتظاهرين وخاصة تجمع المهنين والمعارضة السودانية وعوا الدرس جيداً ولن يسمحوا باختطاف ثورتهم لإعادة إنتاج نظام البشير الإخواني. 

وقال المحلل السياسي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية  أحمد العناني لوكالة فرات للأنباءANF إن "ما حدث فى السودان هى انتفاضة ضد نظام شمولى وراديكالى وعلى رأسه البشير، الذى يعتبر أحد أقطاب التنظيم الدولى للإخوان والجزء الذى لا يتجزأ عنهم، والذي يقوده (نظام الحمدين) بقطر وحزب العدالة والتنمية التركية بقيادة أردوغان الذي يهدف بالسيطرة وأخونة مؤسسات الدولة".
وواستدرك العناني قائلاً: "لكن أعتقد أن السودان سيتعافى بعدما اجتث هذا المرض، الخبيث من جسد الدولة المسمى بالإسلام السياسي".
وحول الذراع التركي السياسي في السودان المتمثل بالأحزاب ذات الخلفية الإخوانية والتي تشارك في الاحتجاجات قال: "صحيح ولكن تجمع المهنين هو الأقوى والذى يمثل التيار المدنى المعتدل والذى استجاب له بن عوف".
وفي سؤال حول دور الجامعة العربية والدول الخليجية لمنع تكرار ما حدث في سوريا وغيرها من الدول حيث تم اختطاف الثورة من قبل الإخوان المسلمين عبر عن اعتقاده بأن "المتظاهرين وخاصة تجمع المهنين والمعارضة السودانية وعت الدرس جيداً ولن تسمح ان تختطف ثورتهم لاعادة إنتاج نظام البشير الإخواني"، مضيفاً "أما فيما يخص الجامعة العربية فدورها التشديد والرفض لأى تدخل لدول أجنبية حتى لا يتكرر المشهد العراقى والسورى".
وعن مصير اتفاقيات تركيا مع السودان خاصة ما يخص جزيرة سواكن والاتفاقيات النفطية قال"يتوقف على من سيدير المرحلة الانتقالية وتوجهاته هل هو من بقايا الدولة العميقة المتاسلمة أم هو مدنى ضد سياسة التنظيم الدولى للإخوان، لو كان مدنياً أعتقد أنه سيكون هناك إما إلغائها أو تجميدها".
وأشار إلى أن "أردوغان يريد التوسع وللأسف البشير ساعده فى ذلك ولكن فى المقابل هناك تحالف قبرصى يونانى مصرى فى المتوسط
والأمور لن تسير كما يتمنى أردوغان".
ولفت إلى أن "الخليج ينظر للخطر التركى لأن تركيا تريد أن تقدم نفسها على أنها الدولة السنية الأولى فى المنطقة وبالتحديد صراعها مع السعودية حول الزعامة السنية والخوف الخليجى يأتى بدعم تركيا لإيران والحوثيين فى البحر الأحمر".
الإخوان ذراع تركيا 
وبحسب مراقبين فإن تركيا أردوغان أهدافها التوسعية في المنطقة والسياسة التركية هذه لا تخفيها أنقرة، فمستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أكطاي، قال علنا "إن إسقاط الخلافة تسبب في فراغ سياسي في المنطقة، وقد سعى تنظيم الإخوان لأن يكون ممثلاً سياسياً في العالم نيابة عن عن الأمة، البعض منا يستخف بقوة الإخوان ويقول إنهم عبارة عن جماعة صغيرة، لكن جميع الحركات الإسلامية اليوم ولدت من رحم جماعة الإخوان".
وأضاف أكطاي، في لقاء تلفزيوني له، إن لجماعة الإخوان "فروعها الخاصة وفقهها الخاص، وهي تمثل اليوم ذراع للقوة الناعمة لتركيا في العالم العربي، فهذه الجماعة ترحب بالدور التركي في المنطقة، وهم بالتالي ينظرون إلى الدور التركي على أنه النائب للخلافة الإسلامية التي تم إسقاطها سابقا".
تركيا وجزيرة سواكن
ومن المعروف أن السودان، في عهد البشير، قام بتقديم جزيرة سواكن، خلال زيارة قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى السودان في عام 2017، حيث تم تخصيصها لتركيا لكي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يتم تحديدها.
وبعد فترة قصيرة، أعلن مصدر بوزارة النفط السودانية أن السودان وقّع اتفاقية مع شركة تركية مملوكة للدولة، تسمح لها بالتنقيب عن الذهب ومعادن أخرى في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان.
وتأتي أهمية الجزيرة الإستراتيجية إلى أنها أقرب الموانئ السودانية إلى ميناء جدة الإستراتيجي على البحر الأحمر، وتصل مساحتها إلى 20 كم مربع، وتحتوي على أكثر من 270 قطعة أرض سكنية.
ويشار إلى أن الجزيرة تبعد حوالي 560 كم عن العاصمة السودانية الخرطوم، وكانت عبارة عن أطلال وحجارة، وبسبب اللسان البحري، الذي يدخل مدينة سواكن، يجعل منها ميناءً بحرياً طبيعياً.
وعلى ما يبدو أن تركيا لا تريد قطع العلاقات مع السودان، وذلك بعد أن صرح السفير يوسف الكردفاني، بأهمية زيادة التعاون بين تركيا والسودان، مشدداً أن "جزءاً مهماً جداً من الشعب السوداني لا يرغب باندلاع هذه الأحداث".
محتجو السودان: لن نفض الاعتصام 
وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، السبت، أن الاعتصام أمام مقر قوات الجيش في العاصمة الخرطوم، لن ينفض إلا برحيل كل وجوه النظام الحالي، وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
وقال التجمع، الذي يقود الاحتجاجات في البلاد منذ أكثر من 4 أشهر، إن "الاعتصام لن ينفض حتى الإسقاط الكامل للنظام، بكل مكوناته الشمولية ورموزه الفاسدة".
وأضاف في تغريدات على حسابه في تويتر أن الاعتصام سيستمر حتى يتم "تسليم السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية وفقاً لإعلان الحرية والتغيير، الذي ارتضته جماهير شعبنا العظيم ميثاقا لثورتنا المباركة".
وطالبت قوى الحرية التغيير بنقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية عبر المجلس القيادي لقوى إعلان الحرية والتغيير، وإلغاء أي قرارات تعسفية من قيادات لا تمثلها ولا تمثل الشعب.
وأكدت في بيان على ضرورة التحفظ على كافة رموز السلطة الماضية من المتورطين في جرائم ضد الشعب إلى حين عرضهم على محاكمات عادلة.
وكتب التجمع على حسابه في تويتر: "لن نتراجع ولن نحيد عن أهداف الثورة، وتطلعات شعبنا الواضحة والمحددة والمشروعة في الحرية والسلام والعدالة".
ودعا التجمع السودانيين في العاصمة وضواحيها للاحتشاد في ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش، كما دعا التجمع السودانيين في كافة الأقاليم والمدن والأحياء للخروج للشوارع والاعتصام أمام مقرات الجيش.
وتأتي هذه التطورات عقب إعلان رئيس المجلس الانتقالي العسكري عوض بن عوف، تخليه عن منصبه، تحت ضغط الشارع، وتولي عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس خلفاً له.
وجاءت استقالة وزير الدفاع بن عوف، أمس الجمعة، بعد يوم واحد فقط له في المنصب مع مطالبة المحتجين بتغيير سياسي أسرع عقب إطاحة الجيش بالرئيس السابق عمر البشير.