مجدداً أردوغان يبتز العراق في ملف المياه والأخيرة تلوج باللجوء إلى مجلس الأمن

 يواصل رئيس النظام التركي، أردوغان استفزازاته ضد دول المنطقة، مستغلاً انشغال العالم بأزمة فيروس كورونا وشن عملية عسكرية احتلالية جديدة ضمن عدوانه المستمر على اقليم كردستان، فيما أعلن استئناف تشغيل سد أليسو ذو التأثير المباشر على إمدادات مياه نهر دجلة.

وأعلن وزير الموارد المائية مهدي رشيد، عن تقديمه طلب للبدء بمباحثات مع الحكومة التركية حول تأثير ملء سد إليسو العملاق على منسوب مياه نهر دجلة.

وقال الوزير في تصريح لجريدة (الصباح) شبه الرسمية في عددها الصادر اليوم، أن "الوزارة طلبت من الجانب التركي اجراء محادثات بشأن سد اليسو، للاتفاق على خطة لتشغيل السد من دون الإضرار بحصة العراق المائية، وضمان حقوقنا من المياه".

وأضاف أن "السد سيكون له تأثير سلبي كبير على نهر دجلة بعد اكتمال عملية الملء، اذ سيبدأ التأثير المباشر خلال المواسم المقبلة، ولن يكون له تأثير في الوقت الحالي لوجود مخزون كبير من المياه"، مشيراً إلى أن "هدف الوزارة الأساسي هو التوصل الى اتفاق مُرضٍ للطرفين".

وعلى لسان المستشار والناطق باسم وزارة الموارد المائية، عون ذياب عبدالله،  لوح العراق، بِخيار اللجوء الى مجلس الأمن الدولي للشكوى على تركيا في ملف تأمين حصته المائية بعد تدشينها سد إليسو العملاق على نهر دجلة.

وقال ذياب إن "خيار التحرك نحو مجلس الأمن لتأمين حصة العراق المائية وارد ولكن المشاورات الثنائية بين البلدين مازالت كافية في الوقت الحالي، ونتمنى من الجارة تركيا أن تكون واقعية في هذا الموضوع كي نستطيع الوصول الى اتفاق مشترك بشأن الحصص المائية المنصفة والعادلة للعراق".

واستدرك بالقول, "أن الذهاب الى مجلس الأمن وارد ضمن الخيارات من الدرجة الثانية،  وهذا فقط إذا تعنتت الدولة التركية في أمر تأمين احتياجاتنا المائية".

وكان انشغال العراق بمشاكله الداخلية والحروب التي أنهكت الدولة سبباً في ضعف الحكومات المتعاقبة لممارسة وسائل الضغط السياسي على أردوغان للتوصل إلى تسوية تضمن حقوق العراق في مياهه وعدم عبث تركيا بموارده الطبيعية.

ومنذ عام 2017، أدى نقص المياه في العراق إلى اتخاذ إجراءات مثل حظر زراعة الأرز، ودفع المزارعين إلى هجر أراضيهم. وشهدت مدينة البصرة احتجاجات استمرت شهوراً بسبب عدم وجود مياه صالحة للشرب.

و يعد نهر دجلة، إلى جانب نهر الفرات، شريان الحياة بالنسبة للكثير من العراقيين، إذ يغذي النهران الكثير من محطات المياه، وتُستخدم مياهها لري الزراعات على طول ضفتيها.

ويعاني العراق منذ سنوات، من انخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات، جراء قلة تساقط الأمطار.

و حذر نشطاء البيئة الذين يعملون على صيانة الأهوار في العراق من أن سد إليسو سيخلق مشكلات غير قابلة للحل للعراق والبلدان المجاورة له، وسيؤدي إلى تجفيف أعداد كبيرة من الأهوار، مثل هور الحويزة، وهذا نتيجة المرحلة الأولى فقط من عملية ملء سد إليسو بالمياه.

وتعمل الحكومة التركية منذ سنوات على مشروع ضخم يسمى بمشروع "غاب"، والذى يتضمن بناء قرابة 22 سداً، منها 14 على نهر الفرات و 8 سدود على نهر دجلة، والتى سوف يكون لها تأثير كبير على تخفيض نسب المياه التى تدخل إلى العراق وإقليم كردستان.

كما تسبب  اليسو، الذي وافقت عليه الحكومة التركية عام 1997، في تشريد نحو 80 ألف شخص من 199 قرية، لطالما دعا نشطاء يقودون حملة ضد المشروع إلى إفراغ الخزان لمخاوف بيئية وثقافية.

ومدينة هسكيف التاريخية في شمال كردستان التي تعد من أقدم المدن في العالم، إذ يرجع تاريخها لـ(12) ألف سنة، ويوجد بها آلاف الكهوف والكنائس والمقابر، كانت ضحية هذا المشروع، حيث تم إجلاء سكان المدينة التي ستغرق  بيوتهم تحت مياه السد بينما فرضت السلطات طوقاً أمنياً على البلدة وأغلقت الطرق المؤدية إليها.

وشيدت تركيا سد اليسو على نهر دجلة الذي ينبع من جبال طوروس، ويبلغ طول مجراه نحو 1718 كيلومتراً، 1400 كيلو متراً منها داخل العراق.

يذكر أن السدود التي بنتها أنقرة على نهر دجلة والفرات وكلاهما ينبع من تركيا، تسببت أيضاً في تهجير مئات القرى خصوصاً تلك التي يقطنها الشعب الكردي، حيث أُجبر مئات الآلاف منهم على الهجرة إلى المدن الكبرى غربي تركيا.