مباحثات مصرية أوروبية حول دور تركيا التخريبي في سوريا وليبيا 

نظمت وزارة الخارجية المصرية اجتماعا لسفراء الدول الأوروبية المعتمدين بالقاهرة لمناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع في سوريا وليبيا، في ظل التدخلات التركية ودور أنقرة التخريبي بالمنطقة. 

كشف دبلوماسيون اوروبيون بالقاهرة لوكالة فرات للأنباء ANF ان اجتماعا حضره سفراء اوروبيين في مصر ناقش مخاطر التهديد التركي للاستقرار في المنطقة بعد أقدام أنقرة على تصعيد تدخلها العسكري في ليبيا، وخاصة بإرسال مقاتلين مرتزقة إرهابيين من سوريا إلى ليبيا. 

وعُقِد بمقر وزارة الخارجية المصرية اليوم الخميس اجتماعاً موسعاً لسفراء كافة الدول الأوروبية بالقاهرة برئاسة السفير الدكتور بدر عبد العاطي مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، وبمشاركة السفير عمر أبو عيش مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية متعددة الأطراف الدولية والإقليمية، والسفير د. أحمد إيهاب جمال الدين مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان والمسائل الاجتماعية والإنسانية الدولية، والسفير ياسر عثمان مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، والسفير محمد أبو بكر مساعد وزير الخارجية مدير إدارة ليبيا، حسبما ذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية.

واستعرض مساعدا وزير الخارجية للشئون العربية، ومدير إدارة ليبيا، رؤية مصر للموقف الراهن للأوضاع في ليبيا وسوريا وسبل تحقيق تقدم نحو التسوية السياسية للأزمتين بهدف إنهاء حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الدولتين. كما أكد الجانب المصري أهمية تكاتف الجهود الدولية لوقف الدور السلبي والتخريبي الذي تلعبه بعض الدول الإقليمية بهدف مد الصراع في ليبيا وسوريا، وهو ما يؤدى لاستمرار معاناة الشعبين الشقيقين، فضلاً عن زعزعة مجمل الاستقرار في المنطقة، بحسب البيان الرسمي. 
وفي سياق متصل، طرح مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية متعددة الأطراف الدولية والإقليمية خطة مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، خاصة في أعقاب إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط كمنصة تهدف لتحقيق التعاون بين الدول الأعضاء. 
ويشار الى ان تركيا ليست عضو في منتدى غاز شرق المتوسط الذي تم تأسيسه بمبادرة مصرية ويتخذ من القاهرة مقرا له، ويضم اليونان  وقبرص وإسرائيل والاردن وفلسطين وإيطاليا، وعضوية فرنسا والولايات المتحدة كمراقبين. 

وتناول الاجتماع سبل دفع وتطوير أوجه العلاقات بين مصر والدول الأوروبية في مختلف المجالات، سواء من خلال الأطر الثنائية أو التنسيق والتعاون القائمين بين مصر والتجمعات السياسية المختلفة مثل الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، والاتحاد من أجل المتوسط، ومؤسسة آنا ليند للحوار بين الثقافات والتي تستضيفها مصر، أو في إطار المشاورات المنتظمة التي تجريها مصر مع بعض التجمعات الأوروبية مثل تجمع دول فيشجراد. 

وقد أوضح مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية تطلع الجانب المصري لمزيد من التطوير لعلاقة المشاركة القائمة بين مصر والدول الأوروبية على أساس من الثقة والاحترام للمصالح المتبادلة ولتحقيق المكاسب للجميع. كما تناول الجانب المصري سبل تعزيز العلاقات السياسية، والاقتصادية، والثقافية بين مصر والدول الأوروبية، فضلاً عن دفع الروابط التجارية والاستثمارية بين الجانبين والاستفادة من الترتيبات التجارية التي أبرمتها مصر مع العديد من الدول العربية والأفريقية، وأهمها اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية. كما استعرض الجانب المصري المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصري خلال الفترة الأخيرة والفرص الواعدة للاستثمار في مصر، لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وفي المشروعات الوطنية الكبرى التي يتم تنفيذها حالياً في مختلف القطاعات، ومنها رفع كفاءة البنية التحتية وإنشاء المدن الجديدة. وأكد الجانب المصري كذلك أهمية العمل على تعزيز حركة السياحة الأوروبية إلى مصر بالنظر لمناخ الأمن والاستقرار الذي تشهده مصر.