مباحثات أمريكية مصرية حول التطورات في الشمال السوري وتطبيق قرار 2254

بحث مبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا وممثل التحالف الدولي ضد داعش سبل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 في سوريا، والتطورات الميدانية الراهنة في شمال غرب وشمال شرق سوريا مع وزير الخارجية المصري.

استضافت القاهرة اليوم مباحثات أمريكية مصرية حول سوريا تستهدف العمل على وقف التصعيد الميداني الروسي والتركي في شمال غرب وشمال شرق سوريا، جنبا إلى جنب مع منع انتقال العناصر الإرهابية إلى دول المنطقة، والعمل على دفع العملية السياسية، حسبما ذكرت ذكرت مصادر في السفارة الأمريكية بالقاهرة.

واستقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الثلاثاء، جيمس جيفري الممثل الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا والمبعوث الخاص الأمريكي إلى التحالف الدولي ضد داعش، حيث تناول اللقاء آخر تطورات الأوضاع في سوريا، ومُستجدات جهود مكافحة الإرهاب.

وتناول وزير الخارجية المصري خلال اللقاء مُحددات الموقف المصري تجاه الأزمة السورية، وعلى رأسها "الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها"، مُؤكداً على استمرار المساعي المصرية مع مختلف الأطراف المعنية بهدف الدفع قدماً بالعملية السياسية والعمل على "خلق أفق إيجابي لمستقبل البلاد"، بالتوازي مع "جهود التصدي للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة" هناك، وبما "يُلبي تطلعات الشعب السوري ويُعيد سيطرته على مقدراته"، حسبما صرح المُستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.

وتضمن اللقاء تبادل الرؤى حول سُبل دفع كافة جوانب العملية السياسية وحلحلة حالة الجمود الراهنة اتساقاً مع ما تضمنه قرار مجلس الأمن رقم 2254، وكذلك مسألة إنهاء تشكيل اللجنة الدستورية وبدء عملها في أقرب وقت ممكن. كما شمل اللقاء بحث تطورات الأوضاع الميدانية على الأرض، خاصةً في مناطق شمال غرب وشمال شرق سوريا.

وأضاف بيان لوزارة الخارجية المصرية أن اللقاء شمل كذلك تشديد الوزير المصري على "أهمية تنسيق الجهود الدولية والإقليمية بهدف عدم السماح بنفاذ المقاتلين الفارين من المعارك إلى دول المنطقة، والعمل على تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية والتصدي لأي دعم سياسي ولوجستي لها".

واختتم المتحدث باسم الخارجية، بأن جيفري أطلع شكري على الرؤية الأمريكية تجاه مُستجدات الأوضاع في سوريا. كما أكد جيفري على تقدير ودعم بلاده للدور المصري الهام على صعيد إنهاء الأزمة السورية "فضلاً عن الجهود المصرية المُستمرة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف كأحد أهم مجالات التعاون الاستراتيجي بين البلديّن".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت ان المبعوث جيفري سيلتقي كبار المسؤولين المصريين وقيادات الجامعة العربية لبحث تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، وتقديم إحاطة حول جهود مكافحة تنظيم داعش الارهابي.

وخلال لقاءه بالأمين العام لجامعة الدول العربية حرص أحمد أبو الغيط على أن ينبه في هذا الخصوص إلى الأبعاد والتداعيات السلبية  لاستمرار التدخلات الخارجية في الأزمة السورية، خاصة وأن هذه التدخلات كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء إطالة أمد الأزمة وتعقيدها بحيث أصبحت أكبر وأوسع الأزمات الدولية نطاقا خلال السنوات الأخيرة.

وأشار أبو الغيط إلى "خطورة التدخلات الإيرانية والتركية على وجه التحديد، بما في ذلك ما يتعلق بالمسعى التركي لإقامة ما يسمى بمنطقة آمنة في شمال سوريا ومنطقة إدلب"، وهو ما "يؤثر على الوحدة الإقليم السوري ويمثل انتهاكاً في ذات الوقت للسيادة السورية"، مع التأكيد في ذات الوقت على "رفض أية صورة من صور التدخل الإسرائيلي في أية ترتيبات تتعلق بمستقبل الأوضاع في سوريا، ومع الأخذ في الاعتبار استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الأرض السورية"، حسبما ذكر بيان للأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم.