كمال باي:  انتخابات إسطنبول بمثابة استفتاء

حذرت عضو البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي، النائبة سربيل كمال باي، من أن حكومة العدالة والتنمية ستشن هجماً شرساً وتفرض المزيد من الضغوط بحق الطبقة العاملة والموظفين في الدولة، بعد انتخابات 23 حزيران الجاري، ودعت الجميع إلى التصويت وفق هذا المنطلق. 

تحدثت عضو البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، النائبة سربيل كمال باي، إلى وكالة فرات للأنباء عن أهمية انتخابات إسطنبول المقررة في 23 حزيران/يونيو الجاري بالنسبة للطبقة العاملة والكادحة.

وأوضحت أن هذه الانتخابات تحمل معانٍ أكثر من كونها انتخابات، وذلك بقولها: تركيا تعاني منذ مدة طويلة من أزمة ديمقراطية، سياسية واقتصادية، والنظام الاستبدادي الحاكم للبلاد يحاول إخفاء كل هذه الأزمات. 

وأشارت كمال باي إلى أن هذه الأزمات تنعكس سلباً على المجتمع وتؤثر بشكل خاص على الطبقة الكادحة والعاملة، وقالت: إن العمال وصلوا إلى مرحلة الانتحار وإضرام النيران بأنفسهم في سبيل إيصال أصواتهم وصرخاتهم، وكثيراً ما أعلن العمال العصيان المدني سواء بشكل فردي أو منظم. 

وتابعت: "الطبقة العاملة تعيش الآن مرحلة شبيهة بتلك المرحلة التي تلت فترة الانقلاب العسكري في العام 1980م، إلى جانب سوء المعاملة والعمل دون عقود تضمن حقوق العامل والعمل في ظل ظروف عمل غير آمنة، فقد قامت الدولة بإلغاء عمل ودور النقابات العمالية التي مهمتها الدفاع عن حق العمال".

واستطردت: "كذلك عمال وموظفي الدولة الذين تم فصلهم من عملهم أثناء الانقلاب الأخير 2016م في ظل إجراءات قانون الطوارئ، تم حرمانهم من كامل حقوقهم وتعويضاتهم، ومع فقدان العمال  لتنظيم صفوفهم، يتعرضون بشكل أعنف إلى سياسات الدولة تجاه الطبقة العاملة إلى أن وصلوا إلى مرحلة يعبرون عن استعدادهم للانتحار استنكاراً لهذا الواقع. حتى أن النقابات العمالية التي تعاني من الضغوطات من قبل الحكومة غير قادرة على إيجاد حلول استراتيجية لمشاكل العمال وكل هذا بسبب ضغوطات السلطة الحاكمة المفروضة على الكادحين والعمال". 

ولفتت إلى أنه رغم كل هذه المعاناة إلا أن الحكومة غير راضية وتحاول دفع الطبقة العاملة ثمن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد تحت مسمى"الحزمة الاقتصادية" حيث تحاول الحكومة إلغاء تأمينات نهاية العمل وإدخالها في حساب الراتب بالإضافة إلى فرض المزيد من الضرائب على الجميع. 

ناشدت كمال باي، العمال والموظفين في معرض حديثها، قائلة: "لمناهضة هذه السياسة نحن بحاجة إلى نضال قوي، ما لا شك فيه أن هذه الضغوطات والهجمات على الطبقة العاملة والكادحين ستكون أقوى وأعنف بعد انتخابات إسطنبول، وعلى الجميع أن يحضر نفسه لهذه الهجمات؛ وعلى جميع العمال والموظفين أن يصوتوا في الانتخابات وفقاً لهذا المنطلق، لهذا نحن نعتبر الانتخابات بمثابة استفتاء؛ يجب أن يكون النضال قائماً على أساس مناهضة فاشية العدالة والتنمية والحركة القومية عبر هذه الانتخابات، كما يجب أن تكون هذه الانتخابات رداً على السياسة التي أدخلت البلاد في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، انتخابات إسطنبول هي أساس دعم كتلة مناهضة السياسة الفاشية ودعم الديمقراطية. 

وفي ختام حديثها أكدت النائبة كمال باي أن حزب الشعوب الديمقراطي ثابت على موقفه من النظام الفاشي كما كان في انتخابات 31 آذار 2019م.