كالكان: العدالة والتنمية والحركة القومية أعداء للشعوب

قال دوران كالكان: إنه كما عادى هتلر في القرن العشرين قيم أوروبا فإن فاشية AKP/MHP تعادي شعوب الشرق الأوسط في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين. 

شارك عضو الهيئة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني PKK دوران كالكان في برنامج خاص على قناة ميديا خبر قيّم فيه ألاعيب القوى الدولية في شمال وشرق سوريا.

وأوضح كالكان أن الولايات المتحدة في بادئ الأمر اتفقت مع تركيا ومن ثم اتفقت روسيا مع تركيا.

وقال: "سيقوم أردوغان بزيارة أخرى لواشنطن في 13 تشرين الثاني. ماذا يوجد في صلب الاتفاقين مع أمريكا وروسيا؟ يوجد في صلبها الموافقة على احتلال كري سبي وسري كانيه. كما يوجد قرار إخراج قوات الحماية الكرية من كردستان. وماذا يعني ذلك؟ إنه يعني النفي كما يعني الإبادة. وليس هناك أي جانب غير مفهوم في هذا الأمر. لذلك فإنه يتم الموافقة على هجوم الاحتلال والإبادة للدولة التركية".

وأضاف "اللقاء الذي تمّ في سوتشي أيضاً هو بنفس الشكل ولا يوجد أي فرق بينها. والاتفاقية بين الدولة التركية وروسيا أيضاً هي بذات الشكل وتمّ فيها الموافقة على قيام الدولة التركية بالاحتلال. وقالت أمريكا: إنني أسلم الملف لروسيا. حيث يزداد التأثير الروسي بعض الشيء ويقال بأنه سيزداد تأثير الدولة السورية. ومن الآن فصاعداً قد تتقدم الدولة السورية لكن مصير إدارة الأسد غير واضح. 


وأوضح: المسألة هي بهذا الشكل حيث يتمّ الموافقة على احتلال الدولة التركية لمناطق جرابلس، الباب، إدلب وعفرين. كما يتم الموافقة الآن على احتلال كري سبي وسري كانيه. ويقولون فيما يخص جزءاً من كردستان "بأننا نتفهم تحقيق تركيا لأمنها".

وتسائل: ضد من تقوم تركيا بتحقيق أمنها؟ هذا يعني أن الدولة التركية تخوض حرباً وأنتم أيضاً منخرطون في الحرب وتوافقون عليها. القوة التي تحاربها معروفة. وبهذا الشكل فإن العالم كله يدعم الحرب في كردستان. وإذا كنتم توافقون على احتلال الدولة التركية فإن أمريكا أيضاً كانت قد أرسلت جنودها للمنطقة، فلتقم هي بالاحتلال إذاً، وكانت روسيا أيضاً قد أرسلت جيشها لتلك المنطقة قلتقم هي بالاحتلال. لكنهم لم يحتلوا بل يدفعون الدولة التركية للاحتلال. ماذا سيفعلون بتركيا؟ إنهم يستخدمون الدولة التركية الآن مثل القاعدة وداعش. ولا أعلم كيف سيستخدمونها بعد ذلك. 

الاحتلال الذي تمارسه الدولة التركية هو نتيجة 

واستطرد: لكن يجب أن يتم توضيح هذا الأمر وهو أن احتلال الدولة التركية هو نتيجة. فقد احتلت الأرض السورية وانتهكت وحدة الأراضي السورية وهذا عبارة عن نتيجة. واتفاقية أمريكا والدولة التركية هي عبارة عن نتيجة، كما أن اتفاقية روسيا والدولة التركية هي عبارة عن نتيجة. حيث ارتكبت المجازر، واستخدمت الأسلحة الكيميائية، وقُتل المئات من الأشخاص في كري سبي وسري كانيه، كما استخدمت الأسلحة الكيميائية وشُنت أكثر الهجمات همجية. لكن هذا كله عبارة عن نتيجة. لماذا حصل الأمر بهذا الشكل؟ هناك إدارة ذاتية في شمال وشرق سوريا، وهناك قوات سوريا الديمقراطية (QSD)، ووحدات YPG وYPJ. وفي حال قبلت الاتفاقيات فإن السبب هو هذا. لأنه بحسب الدولة التركية فإن سبب الاحتلال هو الإدارة الذاتية الديمقراطية ووجود الكرد في شمال وشرق سوريا. وإذا قبلت هذه الاتفاقية فإن حجة الدولة التركية تكون قد قبلت.

وأشار إلى أوروبا تصف الأمر على أنه احتلال وأمريكا تقول إنها حرب تدور منذ 200 سنة. وفي حال كان الأمر كذلك فإن سببه يجب أن يوضح بشكل جيد.

وتسائل: هل تقبلون بحجة الدولة التركية وبحجة أردوغان-باخجلي أم هناك سبب آخر؟ الدولة التركية تحتل وتشن الهجمات. ترتكب المجازر. وهي تقتل من؟ إنها تقتل الكرد.. لماذا احتلت الأراضي السورية وتقول: "أنا مع وحدة الأراضي السورية". حينذاك يجب على المرء أن يفهم سبب ذلك.

وأردف: سببه هو وجود الكرد. وهي تقول بشكل واضح "هناك إرهاب". وبحسب العقلية الموجودة للدولة التركية فإن كلمة "الإرهاب" والكرد هما مترادفتان. ويقال بأن المسألة هي مسألة وحدة الأراضي السورية والسلطة السياسية في سوريا. لكن المشكلة الحقيقية هي الدولة التركية. 

يتمّ السير على النهج الهتلري الجديد

وقال: إن المشكلة هي مشكلة فاشية AKP/MHP. من يحتل ويرتكب الجرائم ويشن الهجمات هي الدولة التركية. وهذه هي المشكلة. ولماذا تقوم بذلك، من أجل عدائها للكرد. ويجب أن يتم الإشارة لهذا الأمر بشكل واضح. إنها عدوة الكرد، الأرمن، الآشوريين، السريان، اليونانيين والمرأة والشعوب كلها. والنهج الذي يقف أمامنا هو النهج الهتلري الجديد. كما عادى هتلر في القرن العشرين قيم أوروبا كلها فإنه في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين تعادي فاشية AKP/MHP قيم الشرق الأوسط. ويجب أن تلاحظ هذه الحقيقة.

وأشار كالكان إلى أنه وراء كل شيء هناك سياسة وعقلية تريد القضاء على الكرد وقال: "في الوقت الحالي تمارس الدكتاتورية الفاشية لأردوغان-باخجلي هذه العقلية والسياسة بشكل واضح. وهي تفرض هذا الشيء على الجميع. وتقول: يجب أن تتحركوا وفق سياستي".

الولايات المتحدة تخلت عن مبادئ ويلسون واهتمت بآبار النفط

وأكد أن "ترامب يقول الآن إن هذه المشكلة تعود لمئتي سنة خلت وهي حرب لا تنتهي لذلك يجب ألا نشارك فيها. وقصده هو القرنان التاسع عشر والعشرين. إنها قضية شعب. أنت تصف نفسك كونك دولة وقوة عظمى عالمية. تبني نظاماً عالمياً جديداً، فهل يكون النظام العالمي الجديد بهذا الشكل؟"

وتعجب في معرض حديثه من وضع السياسة العالمية كيف ستكون وترامب يقول ذلك، قائلاً: "الشيء الذي تقول ليس لي علاقة به هو قتل الكرد، العرب والتركمان بأيدي الدولة التركية. لكنك من طرف آخر تقول: إنني سوف أحمي آبار النفط".

ولفت إلى أن هناك نقاشات الآن في الولايات المتحدة، مُذكراً أنه كانت هناك قبل مئة سنة مبادئ ويلسون، والتي تمحورت حول الحرية، الحياة الحرة والإدارة الذاتية. لافتاً إلى أن "إدارة ترامب بعد مئة سنة تهتم بآبار النفط بدلاً من مبادئ ويلسون. وهي تلهث وراء آبار النفط. وإذا كانت هناك نقاشات فكرية تجرى في أمريكا فإنها يجب أن تكون في إطار هذه المبادئ".

معيار حق تقرير المصير 

وذكر كالكان كذلك أنه قبل مئة سنة كان مؤسسو ثورة تشرين الأول في الاتحاد السوفييتي قد طوروا من هذه المبادئ بشكل أكبر.

وقال "لقد أقرت الجمهوريات السوفييتية معيار حق تقرير المصير للشعوب ومعيار إدارة الذات بالذات. والآن فقد تقدمت الكثير من الشعوب. وروسيا في الحقيقة حازت على القوة الحالية على أساس هذه القيم.

وتسائل: هل تتلاءم هذه القيم مع اتفاقية يوم 22 تشرين الأول؟ كان بوتين عضواً سابقاً في جهاز KGB وهو أحد الكوادر الذين تم تدريبهم من قبل السوفييت. أين حق تقرير المصير وحق إدارة الذات بالذات للشعوب في وقت يُباد الكرد بشكل واضح؟

لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية في أوروبا وآسيا في وقت يكون فيه إبادة في كردستان

وأشار كالكان إلى الإبادة التي تمارس بحق الكرد وقال: "لا يمكن لأحد في العالم أن يتغافل عن هذه الأفعال التي تمارس ضد الكرد. وأي شيء يحصل للكرد سيحصل لك أيضاً. في حال تم انتهاك حقوق أحد ما فإنك لن تستطيع أن تكون حراً أنت أيضاً. وفي وضع يباد فيه الكرد فإن الفرنسيين، الروس، الأمريكيين، العرب والأتراك لا يمكن أن يكونوا أحراراً. سيكونون تحت ضغوط واستعمار قاس. وفي حال كانت هناك إبادة في كردستان فلن تكون هناك ديمقراطية في أوروبا وآسيا. يجب ألا يخدع أحد نفسه. الوضع الموجود واضح للعيان. حرية الكرد ليست قضية كردية فحسب. إنها قضية كل مهتم بالديمقراطية والحرية". 

سيتمّ تصعيد النضال

ولفت كالكان إلى النضال من أجل الديمقراطية والحرية في شمال وشرق سوريا،وقال: "لقد قاموا بأفعال ناجحة خلال السنوات العشر أو الخمسة عشر الأخيرة وقضوا على الكثير من الدكتاتوريات. وهم لا يريدون شيئاً عدا الديمقراطية. ونحن نعلم أنهم سيطورون من إمكاناتهم أكثر. وسينتشرون في العالم أجمع. يجب أن يعلم الجميع هذا الأمر. وقد انفضح من يحملون عقلية أردوغان-باخجلي".

وشدد على أن النضال في روج آفا والكفاح بين الكرد وفاشية AKP/MHP قد أفرز نتائجاً واضحة، وأن سياسة الجميع وعقليتهم انكشفت وماذا يعني ذلك بالنسبة للقيم الإنسانية، كما أن الأقنعة سقطت عن وجوههم.

واختتم حديثه قائلاً: "إنها مرحلة مهمة جداً وقد بدأ وضع جديد. وستكون هناك تطورات جديدة ونتيجة لذلك فإن تطورات سياسية مهمة ستتحقق وسيتصاعد النضال وسينتشر أكثر ويستمر".