كالكان: الشعب الكردي لم يعد يقبل الحياة إن لم تكن حرة

قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني(PKK) دوران كالكان إن حملات الإضراب والفعاليات التي يخوضها الشعب الكردي تأييداً لهذه الحملات تؤكد أن الشعب الكردي لم يعد يقبل حياة إن لم تكن حرة.

تحدث العضو في اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني(PKK)دوران كالكان لبرنامج Ulkeden الذي تبثه محطة Medya Haberê عن مرحلة النضال الذي يخوضها الشعب في حملات الإضراب عن الطعام، والانتخابات المحلية في تركيا وشمال كردستان، والمجازر التي ترتكب في كردستان، والأوضاع الراهنة في شمال وشرقي سوريا، والذكرى السنوية لمجزرة حلبجة وأعياد النوروز في هذا العام.

وفي بداية حديثه هنأ جميع النساء في العالم بمناسبة يوم المرأة العالمي وتمنى للنساء اللاتي تناضلن من أجل الحرية مثل ليلى كوفن، صباحات تونجل وسلمى ارماك النصر في نضالهم.

وأشار كالكان إلى حملات الاضراب عن الطعام مؤكداً أنهم مؤمنون بالنصر، أن الحملة "ستنهي العزلة، وستحطم الفاشية"، وأنها جعلت العديد من القوى والدول تتحرك.

وقال: "إن موجات القلق والاستياء من العزلة تزداد كل يوم. وإننا لاحظنا هذا الاستياء في نشاطات المعتقلين التي تزداد وتتوسع يوما بعد آخر.

كما نلاحظ هذا الاستياء خارج المعتقلات من خلال ما يقوم به الشعب الكردي من نشاطات وإضرابات. فالأحداث التي تقع في أجزاء كردستان الأربعة وفي الدول الأوروبية والفعاليات التي يقوم بها الشعب الكردي وأصدقائهم واضحة جداً، ووصلت إلى مرحلة مهمة.

وهذه الأحداث ستؤثر على العالم بأكمله وبشكل خاص ستؤثر على القوى السياسية، والمؤسسات الحقوقية والقوى الديمقراطية وتلفت انتباههم بشكل كبير".

وأكد كالكان أن الحكومة التركية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية(AKP) والحركة القومية(MHP) لها دور كبير في تأزم هذه المرحلة، موضحاً: "نحن نؤيد آراء بعض النشطاء عندما أكدوا أن فعالياتهم وصلت إلى مستوى مهم وأنهم يقتربون من النصر.

فهذا النضال سينتصر بالتأكيد. ولن يستطيع أحد إنكار ذلك لأن هذا النضال وصل إلى مستوى عالي بفضل إرادة شعبنا القوية وهذه الإرادة لن تفشل".

وقال: "أمامنا عيد النوروز، الانتخابات وحملات الإضراب عن الطعام الدورية.

ونحن مؤمنون بأنها ستتوسع وتتعمق بشكل أكبر وهذا سيجعل من النشاطات والفعاليات والمقاومة تتوسع بشكل أكبر". وأكد كالكان في حديثه بأن الشعب الكردي يناضل بكل أطيافه نساء، شبيبة والوطنيين ولن يقبلوا حياة إن لم تكن حرة.

وقال: "إن الشعب الكردي يتعرض لجميع أنواع الانتهاكات من ظلم وعنف وتنكيل. ووجدوا بأن لا حياة من غير الحرية والديمقراطية ولا يستطيع المرء إثبات وجوده، لذلك يناضل بكل قوته لكي يثبت إنسانيته ويحقق هدفه في الحرية والديمقراطية.

فالضغوطات المفروضة على القائد أوجلان مفروضة على الشعب الكردي برمته، وشعبنا وحركتنا منذ البداية يقولون بأن السياسة التي ظهرت خلال الحرب العالمية الاولى هي سياسة إبادة وتطهير.

والقائد أوجلان أوضح من البداية بأننا نرفض حياة مع هذه السياسة. والعديد من النشطاء نادوا بذلك وأنا أؤيد آراءهم بكل تصميم". أما بالنسبة للحياة الحرة فأوضح: "من المثير أن يضحي المرء بنفسه كي يصل إلى حياة حرة فهذا شيء مقدس".

وتابع: "نحن لا نريد حياة إذا لم تكن حرة وهذا طريقنا الذي اخترناه.

وان النضال يكون على هذا المبدأ. ولن يردعنا احد عن هذا النضال لانه ومن خلاله سنحصل على حريتنا وبالنضال سنحقق اهدافنا.

وسنواصل نضالنا الى ان تنهار الفاشية كما انهار التنظيم الارهابي داعش". وأشار كالكان إلى حملات الإضراب عن الطعام وقال: "إن هذه الحملات تؤثر على الجميع وتضعهم في الطريق الصحيح وتظهر لهم حقيقة الحياة الحرة.

وإن النشطاء علمونا درساً في الحرية والديمقراطية، اعطونا درساً في الحياة بأننا كيف نرفض الاضطهاد والاستبداد. لذلك نشكرهم على نضالهم ومقاومتهم.

ونتعهد بأننا سنواصل هذا النضال رغم كل الظروف ونؤكد على انتصار هذا النضال".

وأشار كالكان إلى التهديدات التي تمارسها الحكومة التركية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية(AKP) والحركة القومية(MHP) على الشعب الكردي وإلى البيان الذي أصدره أردوغان والمسؤولون في حزب العدالة والتنمية(AKP)المعادي للشعب الكردي، قائلاً: "إنهم يقولون سنحرقهم، سننهي حزبهم ويمارسون أبشع أنواع الانتهاكات ويتهمون الجميع بالإرهاب.

ويقولون ليس للشعب الكردي حق في الحياة. ويسيطرون على الصحافة كي لا يكشفوا اكاذيبهم وكي يمارسوا انتهاكاتهم بحرية مطلقة". وقال: "إن اردوغان يتعهد بأحراقنا ولا يدرك بأن من سيحترق هو نفسه.

يجب عليه أن ينظر حوله ويدرك الانتصارات التي حققناها على أرض الواقع. ليس له الحق بأن يحرق أحد. ومتى أصبح صاحب هذا الوطن كي يحرق من فيها؟، فنحن نسعى إلى تحقيق حياة حرة وديمقراطية وتحقيق المساواة والأخوة.

ولكن إذا استمروا بموقفهم هذا فإن من سيفشل في نهاية المطاف هم أنفسهم ولن يستطيع أحد حجب الحقيقة". أما بالنسبة للتهديدات التي تمارسها تركيا تجاه حزب الشعوب الديمقراطي(HDP)قال كالكان: "يسعى أردوغان إلى إظهار حزبه في الساحة من خلال قمع الاحزاب الاخرى.

كما فعل في 11 من كانون الاول عام 2009 عندما قمعوا حزب المجتمع الديمقراطي.

وهم الآن يهددون بأنهم سيقمعون جميع الأحزاب. من سيصدق بأنه ستجرى انتخابات نزيهة في ظل هذه التهديدات.

فليس هناك انتخابات بل هناك نضال والانتخابات التي ستجري في 31 من آذار الجاري هي جزء من هذا النضال.

لذا على الجميع أن يدرك ذلك". وتطرق كالكان إلى الهجمات، التي تشنها الحكومة التركية من خلال الشرطة والجيش، وقال: "إن الحكومة التركية رغم التهديدات والانتهاكات التي تمارسها فإنها مهددة بالفشل ولن تنجح في الانتخابات، ولكي لا تظهر في صورة الفاشلة فإنها تشن هجمات شنيعة على الشعب الكردي وتتهم الجميع بالإرهاب.

ومن المتوقع أنها ستزيد من هجماتها وتهديداتها لذلك يجب على الشعب الكردي أن يستعد وأن يزيد من نضاله في الساحات".

وبدوره استذكر كالكان شهداء مجزرة قامشلو بكل احترام وتقدير وقال: "لقد خطى شعبنا في روج آفا خطوات تاريخية وكبيرة خلال 15 عاما الماضية.

والشهداء الذين سقطوا في المجزرة ينيرون درب النضال لرفاقهم في أجزاء كردستان الأربعة".

وأكد: إننا حققنا انتصارات كبيرة منذ وقوع أحداث المجزرة وحتى يومنا هذا وخير دليل على ذلك انهيار أكبر تنظيم ارهابي ألا وهو داعش على يد أبطالنا في روج آفا.

كما وجه التحية للمقاتلين في صفوف وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية وقال: "استذكر الشهداء بكل احترام. فقد بات لهم 4 أعوام وهم يعطونا دروس في الإنسانية".

وحول النضال في شمال وشرقي سوريا، قال: "لقد أدى هذا النضال إلى دحر الفاشية كما اندحرت فاشية هتلر في عام 1945.

حيث كان يعتقد البعض بأن المقاومة في روج آفا ستفشل في النهاية.

والذين اعتقدوا بأنهم سيدحرون الكرد في روج آفا ها هم يندحرون في دير الزور. وعندما نستمع الى الصحافة التركية ندرك بأن الدولة التركية مرتبطة بالتنظيم الارهابي داعش لأنها تدعي أن القوات الكردية تجمع عناصر داعش في المخيمات وسيقتلونهم جميعا.

لقد أظهرت وجهها الحقيقي في دفاعها عن التنظيم الإرهابي داعش. وأكد كالكان أنه من الضروري محاكمة الفاشية. كيفما تم القضاء عليهم في ساحات المعارك، ويجب على المحاكم أن تحكم عليهم وأن تظهر العدالة.

ويجب على الجميع تحمل مسؤولية إرشاد الذين تم الحكم عليهم". وبدوره استنكر كالكان مجزرة حلبجة في الذكرى 31 لهذه المجزرة واستذكر شهداء المجزرة بكل احترام، مؤكداً: "لن ينسى الشعب الكردي هذه المجزرة.

وما تزال تشكل جرح عميقا في قلوبهم.

ولكن مع التقدم الذي حققه الشعب الكردي من خلال النضال اندمل هذا الجرح والالم قليلا. هذا النضال والتقدم كان بفضل دماء الشهداء وجهود الابطال".

وفي حديثه عن البيشمركة أكد كالكان أنهم لا يطالبون بأن يكون طريق حزب العمال الكردستاني هو الطريق الأساسي، ولكنهم يقولون إن عليهم اتخاذ طريق البيشمركة هذا الطريق الذي ضحى بالألاف من الشهداء ويمثل 5 الآف من شهداء حلبجة.

ويجب على الجميع ان يتخذوا من شهداء حلبجة شعلة لهم. وأكد بأنهم مؤمنون بأن الساسة، الكتاب، الشبيبة والمرأة في جنوب كردستان سيتخذون من شهداء حلبجة رمزا لهم وسيواصلون نضالهم.

وفي نهاية حديثه أشار كالكان الى اعياد النوروز وقال: "إن شهر آذار يشهد على نضالات عديدة كما انها تشهد على مجازر عديدة.

ففي هذا الشهر سقط العشرات من شهداءنا.

وإن يوم نوروز هو يوم البطولة والشجاعة والنضال، لهذا أبارك للشعب الكردي بهذا اليوم المبارك.

ونحن مؤمنون بأن هذا اليوم سيتحول إلى يوم للنضال والمقاومة وسيكون يوم لكسر حاجز العزلة المفروضة على القائد أوجلان وانهيار للفاشية".