قره يلان: شهداء عفرين قدوة لنا والانتقام لهم عهدنا

قال عضو الهيئة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني PKK مراد قره يلان, إن النصر في عفرين هو نصر على كافة الأنظمة الشوفينية، وإشراق جديد لكردستان والشعب السوري، منوهاً بأن شهداء عفرين هم قدوة، وأن الانتقام هو عهدهم.

وجاء تصريح عضو الهيئة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني PKK مراد قره يلان بصدد دخول مقاومة العصر في يومها الـ 53, والانتصارات التي يحققها شعب عفرين يوماً بعد يوم في وجه الاحتلال التركي ومرتزقته، في لقاء مع فضائية روناهي.

وفيما يلي نص الحوار:

 كيف تقيمون المقاومة التي يبديها أهالي عفرين, ووحدات حماية الشعب والمرأة خلال الـ 53 يوماً من الحرب؟.

في البداية  ننحني إجلالاً وإكباراً للمقاومة التي يبديها أهالي مقاطعة عفرين, والمقاومة التي تبديها وحدات حماية الشعب والمرأة تحت اسم حملتهم “مقاومة العصر”.

اليوم دخلت مقاومة عفرين يومها الـ 53 وعلى الرغم من استخدام كافة الأسلحة الثقيلة والطائرات لكن مقاومة عفرين منتصرة حتى الآن, مشيراً إلى أن مقاومة العصر فتحت صفحة جديدة في تاريخ الحروب والمقاومة, خرجت أساليب جديدة لكيفية المقاومة, كون مدينة عفرين هي مدينة صغيرة, مقاتلوها يحملون السلاح الفردي ومقابل السلاح الفردي الصغير “إرادة قوية” وقفت في وجه ثاني دولة في حلف شمال الأطلسي “الناتو” وأثبتت قوتها بالوقوف في وجه الأسلحة الثقيلة المتطورة, في الـ 53 يوماً هذه الحقيقة خرجت أمام الرأي العام والعالمي.

عندما كان جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بدؤوا بحربهم على عفرين, ذكرنا جميع العالم بأن المرتزقة حتى إن يصلوا إلى مركز مقاطعة عفرين لن يكونوا منتصرين أمام مقاومة الشعب, مضيفاً بأن الاحتلال التركي وصل الآن مقاطعة عفرين ونحن كنا بانتظار ذلك لأنه هناك ستبدأ “المفاجئات” ويجب على الاحتلال التركي تحمّل مسؤولية تلك المفاجئات.

مقاومة شعب عفرين ومقاومة مقاتليها خلال الـ 53 يوماً, صدمت العالم وخاصة الدولة التركية, لهذا هذه المقاومة ستكون لها نتيجة كبيرة وعواقب وخيمة على الاحتلال ومرتزقته.

المقاومة منتصرة, لكن هذا لا يعني بأننا سنتوقف عنها, بالعكس تماماً ستبدأ المرحلة الجديدة للمقاومة وبأساليب جديدة ستصل المقاومة إلى نتيجتها التي ستكون صدمة لجميع الدول المعادية التي كانت لديها يد في المجازر.

عندما يقول أهالي عفرين نحن سنكون خلف كل شجرة زيتون وسندافع عنها, هذا فقط يدل على أنهم متعلقون بفكرهم وأرضهم, وهذا القرار هو الرد الوحيد على هجمات الاحتلال.

المقاومة التي صمدت حتى الآن وبشكل خاص الشعب الكردي, وأصدقاؤه, وتكافتهم حول مدينة عفرين, هل هي وقفة منتصرة أم ماذا؟

نقول بأن الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على أهالي عفرين هي, لإفشال مستقبل الشعب الكردي والشعب العربي وجميع الشعوب التي تعيش في المنطقة, لذلك نحن نقول بأن الشهداء الذين استشهدوا من المدنيين ومن القوات التي تدافع عن عفرين هم سيكونون القدوة لجميع الشعوب, والانتقام لهم سيكون عهداً علينا.

عفرين لم تكن لوحدها في المقاومة, بل جميع أجزاء كردستان, أصدقاء الشعب الكردي, جميع مكونات شمال سوريا, وجميع المنظمات الديمقراطية التي تهدف إلى الحل والحرية شاركت فيها, وهذا الموقف جاء في وقته ونحن ننحني له.

إذا خرج أحد من الشعب الكردي وأي من الشعوب الأخرى من عفرين فلن يقدروا مرة أخرى الرجوع إليها”, نقول ذلك لأن زعيم جيش الاحتلال التركي أردوغان يقول بأنه سيقوم بتوطين سكان عفرين الأصليين في بيوتهم, وهدفه الثاني هو تغيير السياسة الديمغرافية للمنطقة, وتوطين سكان غير أصليين فيها, وارتكاب مجازر بحقهم كالعديد من المجازر التي ارتكبتها الدولة العثمانية وسياسة الـ “جينوسايد”, كما فعل في جزيرة بوطان, والمناطق الكردية في تركيا (باكور كردستان).

لذلك على شعبنا في مدينة عفرين عدم ترك أرضهم للطغاة وعدم الخوف من طائراته لأن هدفه زرع الخوف في قلوب المدنيين وإجبارهم على ترك أرضهم, ويجب على الشعوب التي تريد الديمقراطية والحرية الوقوف إلى جانب عفرين وأهلها وفي هذا الوقت مستقبل عفرين في أيادي أهلها.

هنالك هجمات عنيفة على مناطق عفرين لذا يتوجب على الجميع الانضمام إلى المقاومة والفعاليات المطلوبة، فاليوم هنالك ضد الإبادة والدمار مقاومة تاريخية لذا يتوجب على كل من يحمل ضميراً ألا يصمت تجاه هذه الممارسات الوحشية وهذا واجبنا جميعاً، شعبنا منذ بدء هجمات تركيا على عفرين يخرج العشرات منهم لتنظيم الفعاليات المتنوعة وعليهم أن يستمروا بذلك وبشكل أكبر.

ما سبب هذا الصمت الدولي تجاه ما يحصل في عفرين؟

فكرنا فكر القائد عبدالله أوجلان وهو الاعتماد على النفس ولكن من الممكن أيضاً استمرار العمل الدبلوماسي فالدعم الخارجي جيد ولكن إن لم يتم تقديم الدعم اللازم من الخارج يجب الاعتماد على النفس والمقاومة التي تحصل في عفرين هي نتيجة الفكر نفسه.

في روج آفا هنالك دبلوماسية كبيرة فحسب علمنا هنالك علاقات مع كافة الدول الخارجية، وحتى الآن الرأي العام تقرب بشكل جيد مما يحصل في عفرين، بالإضافة إلى تقرب بعض الدول تجاه  ما يجري في عفرين دون وجدان.

الرئيس الفرنسي السابق السيد هولاند قال إن تركيا تحارب بدل داعش وهذا الكلام صحيح، فوحدات حماية الشعب تحارب  ضد المجموعات الجهادية وضد النصرة وداعش وبمساندة الأمم المتحدة واستشهد من تلك القوات 5 آلاف عنصر، تركيا التي غضبت من وحدات حماية الشعب لأنهم قاموا بطرد المجموعات الإرهابية تقوم بالنيل والانتقام من الوحدات في عفرين.

كل يوم يخرج أردوغان ويقول إنهم قاموا بقتل الآلاف من وحدات حماية الشعب فهو رئيس دولة واليوم يفرح بالقتل وتلك الدول التي كانت تساند وحدات حماية الشعب في دحر الإرهاب الآن هي في وضعية المشاهدة وملتزمة بالصمت.

بعد أن لقى مرتزقة داعش حتفهم على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة, بدأت الدولة التركية بهجماتها على مناطق شمال سوريا لتنتقم لداعش.

كما فعلت الدولة العثمانية في عام 1915 عندما قامت بمجزرة بحق الشعب الأرمني تحت حجة الدولة العثمانية في خطر, الآن تهاجم الشعب الكردي تحت الحجة المستهترة ذاتها.

ليذهب بعدها أردوغان إلى المدينة كي يقطن مجموعاته المرتزقة فيها هذه هي حسابات أردوغان، لكن نحن على ثقة تامة بشعب عفرين وبفضل المقاومة الذي يبدونها ستفشل كافة حسابات أردوغان، أما بالنسبة للدول العالمية هي في صمت تجاه ما يجري في عفرين من انتهاكات وقتل، فالكل كان يعلم أن عفرين هي إحدى المناطق الآمنة في سوريا واليوم تركيا ومرتزقتها يدخلون إلى تلك المنطقة لتخريبها.

اليوم في عفرين لا يوجد هنالك حرب بين طرفين بل هنالك وحشية ضد المدنيين فالحرب ليست كما يعتقد أردوغان وأعوانه، إذا كانت الدولة التركية تملك الجسارة فلتحارب مع وحدات حماية الشعب والمرأة وليس استهداف ما تراه في عفرين وهذا الاستهداف العشوائي يعتبر وحشية وإجراماً وعلى الدول محاسبتها

كيف ترون دور النظام السوري في عفرين؟

النظام السوري الآن ليس راضياً مع اكتشاف أهداف أردوغان لكنه حتى الآن لم يقم بأي شيء لوضع حد للاحتلال التركي ومرتزقته، وحسب رأيي الشخصي فإن النظام السوري لم يفهم حتى الآن الاتفاقيات الروسية التركية ورسيا لها مصالح شخصية مع الدولة التركية، وتركيا اليوم تقوم بوضع المجموعات الإرهابية في المناطق التي تحتلها وتلك المجموعات هي نفس المجموعات التي يحاربها النظام اليوم في الغوطة.

روسيا اليوم ساكتة على ما تفعله الدولة التركية وذلك لبناء سوريا جديدة حسب المخطط الروسي التركي، وأردوغان يعلن بشكل يومي أن بشار هو قاتل الآلاف، فيمكن القول إن المخطط الروسي التركي هو لنهاية سلطة بشار في سوريا، فينظر الجميع على أن تركيا هي فقط ضد الشعب الكردي لكن ليس كذلك الدولة التركية هي اليوم أيضاً للقضاء على سلطة بشار الأسد وتتريك المنطقة.

إن المداخلة الروسية في الأراضي السورية تعني التقسيم فهل مستقبل سوريا بدمار المدن السورية أو قتل الكرد، ونؤكد أن الاتفاقية الروسية التركية هي لتقسيم سوريا وهي ضد مصالح الشعب السوري وحتى الآن النظام لا يعلم بالمخطط الروسي التركي، فتركيا إن احتلت أرضاً لن تخرج بسهولة وما فعلته تركيا في قبرص هو أكبر دليل على ذلك.

الدولة التركية لن تخرج لا من جرابلس ولا من الباب ولا من عفرين، واليوم عندما تذهب إلى جرابلس ترى صور أردوغان معلقة في المدينة ويتم تتريك المدينة خطوة تلو الأخرى، ويخرج اليوم بخجلي ويقول في تصريحاته إن الأراضي السورية هي لتركيا منذ 100 سنة وهذا يوضح أن الدولة التركية لها طموح في سوريا.

تصريحات النظام السوري لا تكفي لوقف الاحتلال التركي، وهنالك بعض الدول ليست راضية على تدخل تركيا في الأراضي السورية لكن لم يخرج أحد ويقف بجدية تجاه العدوان التركي على عفرين، لذا يتطلب من الساسة الكرد العمل في المجال الدبلوماسي أكثر لأن الأبواب مفتوحة أمام الدبلوماسية والحل.

مع مقاومة عفرين دخلنا إلى عصر جديد لذا يتطلب من كافة القوات والمنظمات الكردستانية التكاتف أكثر من أي وقت آخر لكسر العدوان التركي على مناطق عفرين لأن الهجوم يستهدف كافة الشعوب الكردستانية  ومستقبلهم لذا على الجميع أن يعمل حسب متطلبات الثورة.

ونناشد كافة الدول العالمية عدم العمل حسب الدول الفاشية وأن تقف ضد هدر دماء الأبرياء، وعلى الدول العالمية ألا تكون صامتة تجاه الانتهاكات على عفرين لأن عفرين تقاوم من أجل الإنسانية ضد عدوان غاشم.

على المرأة الكردية والشبيبة الانضمام إلى مقاومة العصر والانضمام إلى المسيرات فاليوم هو يوم النفير العام وليس يوم المشاهدة.

إن مقاومة شعب عفرين ستكون مفتاحاً لانتصار عفرين، فشعب عفرين الذي تعرض للقصف ولم يترك أرضه لن يترك أرضه لأحد وعلى شعبنا أن يعلم جيداً أن الانتصار سيكون من حقهم، والمقاومة خلال 53 يوماً بنت أساس النصر وفي المرحلة الثانية على الجميع التكاتف كالمرحلة الأولى والتصدي للعدوان الغاشم التركي.

إن النصر في عفرين هو نصر على كافة الأنظمة الشوفينية وشروق جديد لكردستان والشعب السوري ، وتفوح من شعب عفرين رائحة الحرية والنصر.