قره يلان: ستتصاعد وتيرة حربنا ضد الفاشية في السنة الـسابعة عشرة من قفزة 1 حزيران

أشار عضو الهيئة الإدارية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان إلى أهمية قفزة الأول من حزيران 2004 بعد انطلاقة الكفاح المسلح في 15 آب 1984، وقال " ستتصاعد وتيرة حربنا ضد الفاشية في السنة الـسابعة عشرة من قفزة 1 حزيران".

بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لقفزة الأول من حزيران 2004، تحدث عضو الهيئة الإدارية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان على شاشة قناة (Stêrk TV)، قيم خلالها هجمات الاحتلال التركي على الشعب الكردي.

بارك قره يلان في بداية حديثه الذكرى الـ 16 لقفزة الأول من حزيران، للقائد عبدالله أوجلان والشعب الكردي والقوى الديمقراطية وجميع المناضلين والمقاومين، وقال " أنجزنا هذه القفزة المجيدة بدماء الشهداء، وشهدنا تضحيات كبيرة وشهداء عديدون منذ ذلك الوقت إلى الآن، نستذكر في شخص كل من الشهداء أردال، عادل، نودا، هلمت، دلال آمد، آتاكان ماهر، جميع شهداء قفزة الأول من حزيران ونقف إجلالاً وإكباراً أمام ذكراهم ونكرر لهم عهدنا بالسير على دربهم ف سبيل حرية القائد عبدالله أوجلان وكردستان.

أشار قره يلان إلى أهمية هذه القفزة، قائلاً " كما هو معلوم أن انطلاقة 15 آب 1984 كانت خطوة تاريخية لسد الطريق أمام سياسة الإبادة والإنكار، كذلك قفزة الأول من حزيران 2004 فتحت الطريق أمام الحل والحرية".

قفزة الأول من حزيران حملت القضية الكردية إلى المنابر العالمية

ونوه قره يلان إلى أنه لأجل طرح فتح الطريق أمام الحل والديمقراطية، كان لا بد من إفشال المؤامرة الدولية على القائد عبدالله أوجلان والشعب الكردي، وقال " قفزة الأول من حزيران لعبت دوراً كبيراً في إفشال المؤامرة الدولية، في البداية اتخذنا من الدفاع المشروع أساساً لنا وأبقينا باب الحوار مفتوحاً، حيث لم تكن هناك حرب طاحنة، لكن مع مرور الوقت كان من الضروري توجيه رسالة إلى العدو مفادها " لا تستطيع القضاء علينا ولا بد من حل القضية الكردية"، أي أن الهدف من هذه القفزة كان إجبار العدو للجلوس على طاولة الحوار وطرح الحل الديمقراطي؛ نضالنا الذي تصاعد مع قفزة الأول من حزيران، وضع القضية الكردية على جدول أعمال الرأي العام العالمي، وخلق بذلك نتائج هامة وملموسة واضطرت الدولة التركية إلى الجلوس على طاولة الحوار؛ الجميع يعلم مرحلة الحوار التي جرت بين وفد الدولة التركية وهيئتنا في أوسلو بوساطة قوى خارجية والتي استمرت ثلاثة أعوام، لكن الدولة التركية قضت على تلك المرحلة وأعلنت " أنها ستمارس الأساليب التي اتبعتها سريلانكا ضد نمور التاميل" حيث أراد مناصري حكومة العدالة والتنمية، البدء بهكذا مرحلة من خلال نشر المقالات والنظريات.

قفزة الأول من حزيران ساهمت في حماية مكتسبات جنوب كردستان

لفت قره يلان الانتباه إلى أن الدولة التركية استغلت موقعها في حلف الناتو، وقال " طبعاً بشكل ظالم، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية، حزبنا ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، كما أن الدولة التركية استغلت عضويتها في حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، لمعاداة مكتسبات الشعب الكردي، والمرحلة التي بدأت بقفزة الأول من حزيران، كانت لها دوراً كبيراً في حماية مكتسبات الشعب في جنوب كردستان، لأن الدولة التركية تشن حروباً ضروس ضدنا، ولولا كفاحنا ومقاومتنا، لكانت الدولة التركية قد هاجمت مكتسبات شعبنا في جنوب كردستان بشراسة، كما أن قفزة الأول من حزيران هيأت الأرضية لثورة روج آفا؛ دولة الاحتلال التركي سعت على الدوام إلى القضاء على مقاتلي الحرية، لو تمكنت في فعل ذلك، هل يا ترى كانت هناك قوة بإمكانها الوقوف في وجه إرهاب داعش؟ بالطبع لا، بفضل قفزة 1 حزيران التي تعتبر امتداداً لانطلاقة 15 آب، تصاعد النضال والكفاح المسلح ضد الفاشية وشن مقاتلي الحرية حرباً واسعة في كردستان ضد تنظيم داعش الإرهابي، ذلك كان له الدور الأساسي في تعزيز المكانة الاستراتيجية للكرد في الشرق الأوسط، ونرى اليوم بأم أعيننا كيف دخلت دولة الاحتلال التركي في أزمة كبيرة نتيجة سياسات الإبادة والإنكار التي لا تزال تصر عليها، ولذلك نشهد اليوم صراعاً ما بين نهج القائد عبدالله أوجلان المتمثل في حل القضية الكردية من جهة وسياسة الإنكار والإبادة التي تنتهجها حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب الوطن والأرغنكون من الجهة الأخرى؛ إننا على ثقة أن الحرب ستتصاعد في مواجهة الفاشية في العام السابع عشر من قفزة الأول من حزيران".

الجيش التركي التقليدي تلقى الهزيمة على أيدي مقاتلي الحرية

أكد قره يلان في سياق حديثه على أن الدولة التركية وجيشها التقليدي الحامل للذهنية الكمالية، تعرضت للهزيمة على ايدي مقاتلي الحرية، وقال " الدولة التركية تدرك تماماً أنها منيت بالهزيمة في مواجهة الكريلا، لذلك اضطرت إلى قبول وقف إطلاق النار في نهاية العام 2012 والبدء بمرحلة الحوار والمفاوضات مع نوروز 2013، على شعبنا أن يعلم جيداً أن الدولة التركية اعتبرت تلك المرحلة، كمرحلة تحضيرية تكتيكية، كما أنها لم تلتزم بالوقف التام لإطلاق النار، لأنها كانت تشن هجماتها على روج آفا من خلال مرتزقتها من جبهة النصرة، بعدها ساندت ودعمت داعش في هجماتها على غرب كردستان (روج آفا)، وعليه لا يمكن اقول أن الحرب بين الدولة التركية والكرد قد توقفت، خاصة بعد أن استلمت التكنولوجيا العسكرية المتطورة من الناتو في العام 2015، وبعدها دخلت مرحلة التحضير للبدء بمخططها الواسع.

أشار قره يلان إلى أن الحرب لم تعد " حرباً برية"  كالسابق، بل هي "حرب استخبارات وتكنولوجيا طيران"، وقال " دولة الاحتلال التركي تحارب مقاتلينا في شمال وجنوب كردستان متسلحة بأحدث التكنولوجيا العسكرية وأنظمة الحرب الإلكترونية والاستخباراتية، كما أنها شنت حملات وحشية على المؤسسات السياسية والثقافية والاعلامية للشعب الكردي، والهجمة الأكبر استهدفت إمرالي، من خلال كل هذه الهجمات المكثفة حاولت فرض الاستسلام على المجتمع وحركة الحرية، ولم يراعوا اية قوانين أو دساتير أو معايير إنسانية أو حقوقية في ممارساتهم وهجماتهم الوحشية".

واضاف قره يلان بأن الدولة التركية فشلت في تحقيق أهدافها بالرغم من استخدامها لكافة أساليب الحرب القذرة والخاصة، وقال " كانت لمقاومة القائد عبدالله أوجلان دوراً بارزاً في هزيمة دولة الاحتلال التركي، إلى جانب بطولات شهدائنا ومقاتلي الحرية وتضحيات شعبنا".

الدولة التركية تسعى إلى إهانة شعبنا من خلال انتهاك حرمة مقدساته

تطرق قره يلان إلى انتهاكات دولة الاحتلال التركي لحرمة الأضرحة ومزارات الشهداء، وقال " هناك تصعيد خطير للخطاب العنصري القومي ضد الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في تركيا، من خلال ضرب العناصر الوطنية والثورية، وبذلك يتم السعي إلى إنجاح سياسة الإبادة بحق الشعب الكردي وانتهاك قيمه الاجتماعية وإهانة حرمة مقدساته؛ نعم يعملون على الدوام لأجل تطبيق مفهوم " الأمة الواحدة" وهذا يعني أنه لا وجود لأية قومية أخرى غير القومية التركية، وإنكار تام لوجود الشعب الكردي؛ في العام 2016 صرح أحدهم ويدعى سليمان سويسز قائلاً " لن يتداول أحد اسم حزب العمال الكردستاني في العام 2017، لأنه لن يبقى منه شيء"، كان يقول ذلك لأن الدولة التركية كانت قد استلمت حينها طائرات استطلاع مسلحة من دون طيار، وانطلاقاً من تلك الذهنية العنصرية، قاموا بفرض العزلة الظالمة على القائد عبدالله أوجلان، ومارسوا القتل والتنكيل بحق الآلاف من أبناء شعبنا وزجوا بعشرات الآلاف في غياهب السجون والمعتقلات، وكل ذلك من أجل القضاء على الوجود الكردي، ما يمارس اليوم في سجون ومعتقلات دولة الاحتلال التركي، لا تقل بتاتاً عن الجرائم والانتهاكات التي مورست في أيام النظام الانقلابي في 12 أيلول 1980، ففي ذلك الحين كان اسعد أوقتاي يمارس التعذيب الجسدي بحق المناضلين والمقاومين، ولا يزال التعذيب مستمراً على المدى الطويل وبأفظع صورها بشكل دقيق ومدروس، بهذا الشكل يهدفون إلى قتل الشعب الكردي، مؤخراً استشهد المناضل صبري كايا في معتقلات الفاشية التركية، حيث ايقنوا أنه سوف يستشهد، وقد استشهد في نفس اليوم الذي أطلقوا سراحه.

الهجمات على مزارات الشهداء

وعن استهداف الاحتلال التركي لمزارات الشهداء في مختلف أجزاء كردستان قال قره يلان: "الهدف الأساسي من هذه الهجمات هو انتهاك حرمة المقدسات وتدمير قيم الشعب الكردي. الشهداء ضحوا بأنفسهم في كافة المناطق للدفاع عن الشعب الكردي وهويته وكرامته ومقدساته ولذلك أعلن الاحتلال التركي الحرب على الشهداء. في أمريكا كان يقال إن الهندي الجيد هو الهندي الميت. الأحزاب التركية الفاشية متمثلة بحزب العدالة والتنمية وحزب العمل التركي وحزب الوطن والأرغنكون لا يقبلون حتى بالكردي الميت. يريدون رؤية جميع الكردي يسلمون أنفسهم. وهم لا يقبلون الكردي ككردي. هذا يوضح الذهنية القومية الفاشية التي تحكم تركيا."

الحكومة التركية تريد الحفاظ على الدكتاتورية عبر إبادة الكرد

وفي حديثه تطرق قره يلان إلى رؤساء البلديات المنتخبين ممن جرى عزلهم قائلاً: "رؤساء البلديات المشتركين وصلوا إلى تلك المراكز من خلال أصوت الجماهير بطريقة ديمقراطية وهم مسؤولين فقط عن الأمور الخدمية في المدن والبلدات الكردية ولكن لأنهم كرد يرفض حزب العدالة والتنمية القبول بذلك ويتم عزلهم تباعاً وتعيين الوكلاء المرسلين من الحزب الحاكم ليحلوا محلهم."

لن يستطيعوا قتل إرادتنا وكفاحنا في سبيل الديمقراطية والحرية

وأشار قره يلان إلى عمليات الإبادة السياسية التي تديرها الدولة التركية ضد السياسيين الكردي وبالأخص ضد مؤسسات المرأة في شمال كردستان حيث قال: "نظام حزب العدالة والتنمية وحزب العمل القومي منزعج كثيراً من المرأة الكردية والسياسة التي يديرها الكرد في الوقت الحالي. سابقاً لم يكن الكرد يمارسون السياسة وكانت ثوراتهم تقتصر على الجانب العسكري والمرأة أيضاً كانت حبيسة المنزل ولم تكن قادرة على إحداث أي تغيير يذكر. الآن هنالك وبفلسفة القائد عبدالله أوجلان دخلت المرأة بشكل فعال إلى المجتمع وهنالك تغييرات بنيوية كبيرة تحدث في المجتمع وتؤثر على النساء ليس فقط في كردستان بل في تركيا والعالم أجمع."

وفي ختام حديثه أكد ققره يلان بأن الفاشية ستفشل في تحقيق هدفها القائم على إبادة الكرد من خلال استهداف المرأة الكردية واستهداف السياسيين الكرد الديمقراطيين وقوات الكريلا وجميع المناضلين في السجون. كما وستفشل الفاشية في تحقيق أهدافها من العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان، مشدداً على أن النضال والكفاح في سبيل الديمقراطية والحرية هي إرادة لا يمكن القضاء عليها وهذه الإرادة متواجدة في الجبال، في السجون، وفي شوارع المدن والأحياء.

"في النهاية أوجه التحية للمرأة الكردية التي تكافح في سبيل الحرية وجميع المناضلين ضد النظام الفاشي في تركيا."