الخبر العاجل: الاحتلال التركي يقصف ريف عفرين المحتلة

قره سو: لا يمكن التعايش مع التجريد والعزلة بعد الآن

قره سو: حملة " لننهي العزلة ونهدم الفاشية ونحرر كردستان" هي حملة نقد ذاتي لشعبنا وحركتنا؛ وقد اتضح جلياً إن الحياة لا تطاق مع العزلة والتجريد، وعزلة القائد أوجلان لن نقبلها بعد الأن.

قَيّمَ عضو اللجنة الإدارية لحزب العمال الكردستاني (PKK) السيد مصطفى قره سو، مجمل التطورات والمستجدات السياسية والعسكرية، وفي مقدمتها الاحتلال التركي لجنوب كردستان، في إطار لقاء أجراه الصحفي جوان تونج من راديو" دنكي ولات":

ومن المواضيع التي قَيّمَها السيد قره سو:

" مقاومة 14 تموز لها أهمية كبيرة في تاريخ حزب العمال الكردستاني وكذلك في تاريخ كردستان، فقد حددت هذا المقاومة الدرب الذي سار عليه نضال حرية الشعب الكردي وطوره وأوصله إلى المرحلة الراهنة، ومن الضروري أن يتم تقييم هذه المقاومة في إطار تلك الأحداث التي قادت التاريخ وأوضحت المستقبل؛ فعلى الرغم من أن هذه المقاومة كانت في ظروف السجن، إلا أنها أثرت بشكل فاعل على التطورات السياسية في كردستان وتركيا والشرق الأوسط، وتمخضت عنها نتائج هامة، والسبب في ذلك كانت السياسات والممارسات التي كانت ترتكب ضد معتقلي السجون؛ حيث أنهم لم يكونوا يريدون فقط إخضاع المعتقلين لإرادتهم، بل كانوا يسعون إلى تحويل السجن إلى ساحة انضباط لتطبيق نظامهم وكسر إرادة المعتقلين؛ وقد أنشأوا نظاماً ظالماً وطاغياً في السجن، وأرادوا هزيمة حركة حرية الشعب الكردي والقضاء على آمال الحرية وإعاقة الانتفاضة في وجه الاستعمار من خلال ممارسة سياساتهم وضغوطاتهم على معتقلي حزب العمال الكردستاني؛ وبذلك كانوا سيتمكنون من إضعاف الحركة الكردية وتمكين سياسة الإبادة بحق الشعب الكردي، وفي هذا الإطار كانت الفاشية التركية تمارس سياسة خاصة في سجن آمد من قبل مختصين وبأساليب خاصة وكانوا يقولون لهم "بإمكانكم أن تمارسوا أقسى أنواع التعذيب والظلم بحق المعتقلين، ويجب أن تجعلونهم يندمون على انضمامهم إلى حزب العمال الكردستاني، وأن يصبحوا عبرة لغيرهم، لكي لا يتجرأ أحد على الانتفاض ومناهضة النظام الفاشي الاستعماري" ولذلك فقد كانت جميع ممارساتهم تعتبر جرائم بحق الانسانية.

"كان الهدف من الانقلاب العسكري الذي حصل في 12 أيلول في تركيا، هو خنق النضال التحرري للشعب الكردي وتصفية الحركة الثورية التركية، وقد أثبتت الوثائق التي ظهرت مؤخراً أن السبب الرئيسي وراء انقلاب 12 أيلول كان ضرب وخنق الحركة التحررية الكردستانية؛ وقد أفصح كنعان أيفرين عن ذلك بكل وضوح، حينما قال " عندما اتخذنا قرار الانقلاب العسكري، كنا نذهب في طائرة الهليوكوبتر من ماردين إلى أنقرة مروراً فوق حلوان وسيورك، والدولة التركية لها سياسة أساسية تكمن في إبادة الكرد ونشر الأمة التركية على جغرافية كردستان؛ وإذا شعرنا بأي خطر يتهدد هذه الغاية، حينها تصبح استخدام كافة الوسائل مباحة"، على الشعب الكردي أن يعلم ذلك لكي يدرك مدى أهمية مقاومة 14 تموز.

المقاومون في سجن آمد، أدركوا جيداً ما يربو إليه نظام 12 أيلول في شخصهم، وأن الدولة الفاشية تريد ضرب آمال ومصير ومستقبل الشعب الكردي من خلال كسر مقاومتهم ؛ وفي مثل هذا الوضع من الطبيعي أن يبادر القياديين في حزب العمال الكردستاني إلى التحرك بحسب العهد الذي عاهدوا الشعب عليه، وليثبتوا للتاريخ والشعب أن كافة سياسات الدولة الفاشية لن تنال منهم؛ واستناداً على هذا المفهوم والإرادة الصلبة وبمعنويات مرتفعة بدأوا بحملتهم واستمروا فيها إلى آخر نفس وهم محتفظين بحماسهم ومعنوياتهم العالية؛ وأفادوا من خلال مقاومتهم هذه " أننا سوف نؤسس للأسلوب والشباب والكوادر التي سوف تقود الثورة الكردستانية، وسوف ندفن العدو تحت خرسانة سجن آمد".

وأشار مصطفى قره سو، إلى القائد عبدالله أوجلان أنه قد قال له في العام 1994م، عندما توجه إلى جبال كردستان؛ "قره سو، سوف أطلب منك طلباً واحداً فقط لا غير، عليك أن تُعَرِفَ بخصائص وشخصيات هؤلاء المقاومين (مناضلي مقاومة 14 تموز) وأن تجعل من اسلوبهم ونهجهم وخصائصهم الشخصية منبراً لشخصية مناضل الحركة واسلوبه، ولا يوجد أكبر من هكذا عمل للقيام به"؛ وذكر قره سو بأن الخاصية المشتركة بين هؤلاء المناضلين جميعاً؛ هي إدراكهم وتعمقهم لمدى أهمية البدء بحركة التحرر الوطنية بقيادة حزب العمال الكردستاني، وقد أدركوا جيداً بأن الحياة الحرة والديمقراطية للشعب الكردستاني ممكنة فقط على نهج القائد آبو وبالشخصية الثورية في صفوف حزب العمال الكردستاني؛ ولذلك كانوا الكوادر القيادية، كانوا يدركون قيمة الحزب جيداً وكيف أن حزب العمال الكردستاني يمثل الفرصة الأخيرة للشعب الكردي نحو الحرية؛ أي أما أن ينهض الشعب الكردي من سباته وينتفض في سبيل حقوقه ويطالب بها ويشارك في الثورة ضد المستعمر الفاشي، ويسير قدماً نحو الحياة الحرة والديمقراطية، أو أن ينهزم في وجه الظلم والاحتلال ويمحى من التاريخ على إثر سياسات الإبادة التي تتبعها الدولة الفاشية

ونوّه قره سو في حديثه إلى أبرز خاصيتين كان يتميز بها الكوادر القيادية في مقاومة 14 تموز، ألا وهما؛ روح المسؤولية والجدية؛ وأن القائد آبو كان دائماً يكرر قوله" إذا تحلى الكادر الثوري بالجدية وروح المسؤولية، لن يصعب عليه شيء أبداً" وكما يقال " وعد المرء، شرفه" ولذلك كان مفهوم الوعد والعهد عند هؤلاء الرفاق بمثابة الشرف والوجود الاجتماعي، ولذلك فهم إذا قطعوا على نفسهم عهداً، سوف يوفون به؛ وكان القائد آبو يقول في هذا السياق" أنا لا أخدع أحداً ولا أدع أحداً يخدعني ولا أقول له كلمة دونما سبب، لا أتحدث عبثاً."؛ هل هناك شيء أكبر من أن يقول المرء "أنه يحب الحياة لدرجة أن يفديها بروحه".

وتطرق عضو اللجنة الإدارية لحزب العمال الكردستاني في حديثه، للمقاومين الذي خاضوا حملة الصوم حتى الموت الأخيرة التي دامت 200 يوماً، وقال" مقاومة هؤلاء الرفاق أظهرت لنا آفاق جديدة للنضال والمقاومة، إن هؤلاء الرفاق قد أبدوا استعدادهم للتضحية بحياتهم، ولذلك عليهم أن ينضموا بشكل فعال إلى الفعاليات والأنشطة التنظيمية وإلى قيادة النضال، وأن يتعمقوا في فلسفة القيادة وايديولوجيته، وأن يصبحوا كوادر الحركة وأن ينظموا حياتهم ويبرمجوها لجعلها أكثر تنظيماً وتأثيراً، وأن عليهم أن يَنْشَطُوا ويُنْشِطْوا الجماهير معهم؛ ولا بد من تقديم التضحيات العظيمة عندما تكون المطالب عظيمة، وعدم التضحية تعني قبول العبودية؛ وهذا هو قانون الحياة الحرة في كردستان."

ولفت قره سو في معرض حديثه الانتباه إلى المهام التي تطلبها المرحلة، وقال أن حملة " لننهي العزلة ونهدم الفاشية ونحرر كردستان" هي حملة نقد ذاتي لشعبنا وحركتنا؛ وقد اتضح جلياً إن الحياة لا تطاق مع العزلة والتجريد، وعزلة القائد آبو لن نقبلها بعد الأن؛ من الآن فصاعداً لا نحن  ولا الرفاق في الجبل ولا الشعب، لن نقبل بهذه العزلة وهذا التجريد؛ ولذلك علينا أن ننتقد أنفسنا على عدم القيام بفعاليات وأنشطة فعالة ضد التجريد والعزلة التي يعاني منها القائد آبو، إن كنا فعلاً رفاقاُ للقائد آبو علينا أن لا نقبل بالتجريد المفروض عليه، فالتجريد المفروض عليه هو تجريد على الشعب الكردي بأكمله؛ علينا أن نصعد من كفاح الكريلا ونضال الشعب ضد التجريد؛ وهذا هو درسنا الأول؛ والدرس الثاني؛ في السابق وعندما كنا نبدأ بأي حملة أو نضال أو قفزة؛ كان يسود الجو مفهوم خاطئ، وهو أننا لن ننجح؛ وما أود قوله هنا أن النضال لا يشترط أن يكون بلون واحد ومن طرف واحد، وبإمكان كافة الأطراف أن تساهم في إغناء وتقوية الطرف الآخر؛ حملة الانتخابات استطاعت أن تعزز من حملة التصدي للتجريد وتؤثر فيها بفاعلية، ولذلك علينا أن نسير نضالنا بشكل تكاملي، وأن لا يتسم نضالنا بلون واحد، بل بإمكان كل ساحة نضالية أن تتخذ اسلوباً ونمطاً في النضال، وبذلك سيكون بالإمكان تحصيل نتائج أكثر إيجابية.

وذكر قره سو أن هجمات دولة الاحتلال التركي امتداداً من عفرين إلى خاكورك، هي أجزاء ومراحل هجمة واحدة، وقال:" تغيرت أشكال الهجمات عما كان في السابق؛ وعلى الجميع أن يدركوا بأن الدولة التركية ترى بأن تحالفات القرن العشرين قد انهارت في ظروف الحرب العالمية الثالثة، وتسعى إلى تحقيق ما عجزت عن تحقيقه في بداية القرن العشرين، وهي السيطرة على جنوب كردستان وشمال سوريا؛ وبلا شك هذا الهدف يعني إبادة الكرد على وجه الخصوص، وفي السابق عندما كان يشار إلى المناطق التي يعيش فيها الكرد والترك معاً ضمن "الميثاق الملي"، الآن نرى بأنهم يسعون إلى احتلال هذه المناطق والقيام بحملات إبادة على الشعب الكردي.

 وأضاف قره سو في دوام قوله: "هم لا يهدفون إلى السيطرة على تلة أو تلتين، بل هم يهدفون إلى احتلال المنطقة بالكامل، وتشكيل إدارة تتناسب مع آمالهم، وفرض التبعية على هذه الإدارة مع مرور الوقت؛ وأود الإشارة إلى أننا نتعرض بالفعل لمؤامرة دولية جديدة، كيفما استهدفت الدولة التركية وإلى جانبها القوى الدولية، القائد آبو في مؤامرة دولية عام 1998، تركيا تسعى مجدداً إلى مثل هذه المؤامرة التي تهدف إلى تصفية حركتنا، بالتعاون مع بعض القوى التي استطاعت تركيا استقطابها؛ ولكن علينا معرفة أن القوى المتآمرة ليست موحدة الآن وهي متناحرة فيما بينها وهذا يعطينا فرصة جيدة للنضال، والدولة التركية تدرك ذلك تماماً، تعلم بأنها غير قادرة على هذا العمل، ولذلك فهي تلجأ إلى عمليات فردية لاستهداف قيادات حركتنا؛ فقد استهدفت المناضلة سارا (ساكنة جانسيز) وكذلك الرفيق زكي شنكالي، والآن الرفيق هلمت (ديار غريب)؛ نعلم ما تخطط له الاستخبارات التركية، فقد ألقينا القبض على مجموعة من تشكيلات الأمن القومي التركي في العام 2017 وهم اعترفوا بتشكيل "الوحدة القيادية" التي تضع الخطط لاستهداف قيادات حزب العمال الكردستاني.

وركز القيادي الكردي على هدف دولة الاحتلال التركي من الهجمات على جنوب كردستان، وصمت القوى الكردستانية في جنوب كردستان حيال هذه الهجمات، وقال" يريدون ضم الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني إلى هذه الهجمات في خاكورك ومناطق أخرى؛ أقول بأن صمت بعض الأطراف في الديمقراطي الكردستاني وانضمام بعض الأطراف الأخرى من الاتحاد الوطني إلى هذه الهجمات، توضح هذه المؤامرة؛ ولذلك على الشعب الكردي أن لا يستخفوا بهذه الهجمات؛ هم يهدفون إلى القضاء على حركة التحرر الوطنية الكردستانية والسيطرة على المناطق التي كانت في السابق تحت الهيمنة العثمانية، والعائق الأكبر أمامهم هو حزب العمال الكردستاني، وعلى الجميع أن يفهم ويدرك جيداً ما تعنيه هذه الهجمات، وأن يتخذ موقفه بناء على فهمه وإدراكه لها.

وفي ختام حديثه ركز مصطفى قره على أهمية دور الشباب في مستقبل الشعوب، وقال:" عندما بدأ الرفاق المناضلين مقاومة 14 تموز، كان الأكبر سناً من بينهم يبلغ من العمر 30 عاماً، ولذلك لا يجوز أن يتساهل ويتقاعس الشباب الكرد، وعليهم أن يدركوا أنهم أمام مسؤولية تاريخية، وعليهم أن يسألوا أنفسهم أسئلة عدة ويربطوا مصيرهم بمصير شعبهم ومجتمعهم، ويتساءلوا كيف يمكن أن يخلق الشبيبة روح الحرية ؟ إن لم يتحرر المجتمع والوطن، كيف يمكن للشبيبة أن تكون؟  ولذلك على الشبيبة أن تصبح من رواد الحياة الحرة وأن تصبح فدائيين في سبيل الحياة الحرة، ولذلك هذا الوقت ليس وقت أن تقول الشبيبة "من سوف يضمني إلى الكريلا أو من سيضمني إلى التنظيم" الشباب بإمكانه الوصول إلى كل مكان، ومن ناحية أخرى لا تقولوا " من سينظمنا أو فليأت أحد لأجل تنظيم صفوفنا"؛ أقول للشباب أنه بإمكانكم أن تنظموا أنفسكم في الشوارع والأحياء، وأن تقوموا بأنشطتكم في وجه المستعمرين والمحتلين؛ وفي وقتنا الراهن أصبح الجميع يتقبل أن المجتمع الكردي هو مجتمع سياسي، لذلك هذه القوة السياسية تكفي للقيام بالفعاليات والأنشطة والانضمام إليها.