صواريخ تركية بتنقية ألمانية تكشف عدم التزام حكومة ميركل بوعودها بعد "انتهاكات عفرين"

على الرغم من ادعاءات الحكومة الألمانية التزامها بشروط عقد صفقات إنتاج الأسلحة والذخائر، إلا أن المعلومات تؤكد موافقة حكومة ميركل على تصنيع رؤوس حربية ذكية توضع على صواريخ "طائرات بدون طيار" في الجيش التركي.

كثيراً ما ادعت الحكومة الألمانية في ردها على مذكرات استجواب مقدمة من قبل نواب ألمان أن الحكومة الألمانية تلتزم بشروط عدم إنتاج الأسلحة للدول التي تشهد الصراعات والتي تنتهك حقوق الإنسان، لكن تبين أن الرؤوس الحربية المحملة على الصواريخ في "طائرات بدون طيار" في الجيش التركي هي من صنع شركة (TDW) الألمانية لصنع الذخائر والأسلحة، كما تبين أن الشركة نفسها حصلت على موافقة لتصنيع الصواريخ المصنفة ضمن برنامج "الأسلحة القاتلة" لصالح تركيا من قبل حكومة ميركل وأبرمت صفقتاً تقدر قيمتها 300 ألف يورو.

حكومة ميركل وتماشياً مع مطالب الشعب ونظراً للضغط الكبير عليها من قبل الرأي العام أعلنت تقليص عقد صفقات بيع الأسلحة والذخائر مع تركيا خاصة بعد أن هاجمت تركيا عفرين وارتكبت جرائم حرب فيها ناهيك عن انتهاكها للقوانين والاتفاقات الدولية بشن عدوان واحتلال ارض بلد مجاور لها. رغم هذا الإعلان إلا إن الحكومة لم تلتزم بوعودها بكل كانت وسيلة لامتصاص غضب الرأي العام، ومؤخراً تطورت العلاقة بين حكومة أنقرة وبرلين حول عقد المزيد من صفقات بيع وإنتاج الأسلحة.

هذا وقدم حزب اليسار الألماني مقترحاً إلى البرلمان الاتحادي للكشف عن صفقات الأسلحة التي أبرمتها حكومة ميركل خلال النصف الأول من هذا العام, لترد الحكومة على المقترح كشفت فيه بعض النقاط المثيرة.

ووفقاً لرد وزارة الاقتصاد الألمانية, شركة (TDW) الألمانية لإنتاج الأسلحة والذخائر أبرمت صفقتين أنتاج ذخائر مع الدولة التركية خلال شهري كانون الأول وحزيران 2018, بموافقة من قبل حكومة ميركل. وبلغت قيمة الصفقتين نحو 290 الف يورو.

وتعتبر شركة (TDW) الألمانية فرعاً لشركة (MBDA) الخاصة بصنع الرؤوس الحربية في أوروبا ولها فروع في فرنسا وإيطاليا. ووفقاً لحقيق أجرته وكالتنا فرات للأبناء(ANF) تقوم هذه شركة (TDW) بصنع منظومة الصواريخ المسماة (OMTAS) التي أعلنت حكومة أردوغان أنها صناعة تركية.

صواريخ (OMTAS) والتي تعتبر صواريخ مضادة للدروع مزودة برؤوس الحربية ذكية تبحث عن الأهداف بالأشعة تحت الحمراء، باتت تحمل في الطائرات بدون طيار في سلاح الجو التركي. هذه الصواريخ البالغة وزنها 35 كيلو غرام باتت تستخدم في سلاح الجو أيضاً ومن الممكن أن تصيب أهدافها بفضل التكنولوجيا الألمانية.

شركة (TDW) تصنع الصواريخ المميتة

صواريخ (OMTAS) الألمانية الصنع تستخدم أيضاً على الأرض ومداها الأقصى 4 كيلو متر والأدنى 200 متر. شركة (TDW) التي ساهمت في إنتاج هذه الرؤوس الحربية باتت مستهدفة من قبل المؤسسات المناهضة للحروب، هذا لأنها تقوم بإنتاج الأسلحة والذخائر لجميع الأنظمة المستبدة في العالم والتي تنتهك حقوق الأنسان والقوانين الدولية.

وتمنح شركة (TDW) الكائن مقرها في مدينة شروبنهاوزن في ولاية بارين الألمانية حقوق ترخيص إنتاج رؤوسها الحربية للشركات الأجنبية بكل سهولة.

هذا وبعد إن حصلت تركيا على ترخيص إنتاج من الشركة الألمانية نفسها بات بمقدورها أنتاج كم هائل من تلك الصواريخ الذكية بفضل التكنولوجيا الألمانية. بهذا تكون الشركة المذكورة قد حققت أرباحها بشكل سهل وتخلصت من الرقابة المفروضة عليها من قبل الحكومة.

في هذا السياق اعد معهد الدراسات "ترانس آتلنتيك" الكائن مقرة في العاصمة الألمانية برلين تقريراً تحت عنوان: "بيع الذخائر مسؤولية ألمانيا", وأشار التقرير إلى منتجات شركة (TDW).

وحمل التقرير ألمانيا مسؤولية مقتل الكثير من البشر في كل العالم لأنها تنتج الأسلحة القاتلة ودورها في تطوير تلك الأسلحة، كما أشار التقرير بشكل خاص إلى شركة (TDW) الألمانية ودورها في إنتاج الأسلحة المتطورة التي تذهب إلى مختلف المناطق التي تشهد صراعات في العالم. كما أشار التقرير إلى القدرة التدميرية الهائلة للصواريخ المزودة بتقنية الرؤوس الحربية التي تنتجها الشركة الألمانية نفسها، مضيفاً أنها إحدى الاخطر الأسلحة التي تؤدي إلى وقوع المزيد من الضحايا في الحروب.