صفقات سريه بين أردوغان و مركل

الرئيس التركي طيب رجب اردوغان يجري المزيد من الاجتماعات مع المسؤولين الألمان , تندرج تحت بند " أسرار الدولة "وما بين هذا و ذاك اتفاقيات جديدة .

أوضحت بعض المصادر ان الرئيس التركي اردوغان يجري المزيد من الاتصالات مع ألمانيا حول ملف قضية المواطنين الألمان المحتجزين لدى السلطات التركية مقابل ان تسلم الحكومة الألمانية شخصيات تقدمت للحكومة الألمانية بطلب اللجوء السياسي .

فبعد الإفراج عن احد نشطاء منظمة حقوق الإنسان الألماني بريت شتودنر من قبل السلطات التركية بشكل مفاجئ بتاريخ 25 تشرين الأول , بدأت تفاصيل علاقات ما بين ألمانيا و تركيا تتوضح .

وبحسب ما نشرته مجلة دير شبيغل الأسبوعية الألمانية , فأن الناشط شتودنير تم الإفراج عنه في إطار عملية تبادل بين ألمانيا و تركيا بشرط تسليم شخصيات تركية قدمت اللجوء السياسي للحكومة الألمانية , المجلة أوضحت ان اردوغان قدم مقترح التبادل لرئيس الوزراء الألماني السابق جيرهارد سكرودر.

كذلك و بعد الانتخابات الألمانية التي أجريت في 24 أيلول بأسبوع , وعلى الرغم من ان جيرهارد سكرودر لم يكن يحمل اي صفه حكومة توجه إلى تركيا باسم الحكومة الألمانية و اجمع هناك مع الرئيس التركي اردوغان . ويذكر ان اردوغان حينها اخبر جيرهارد سكرودر ان تركيا ستقوم بإطلاق سرح المواطنين الألمان لديها في حال قامت السلطات الألمانية بتسليم الضباط الأتراك الذين لجئوا إلى ألمانيا بعد انقلاب 15 تموز 2016 .

اطلاق سراح شتودنير " أسرار دولة  "

بحسب ما ورد في مقالة دير شبيغل فأن جيرهارد سكرودر أخر اردوغان ان المفاوضات حول موضوع بهذا الشكل غير ممكنه وهذا بحسب الدستور الألماني امر مستحيل ولا يمكن تسليم أي شخص قدم طلب اللجوء إلى ألمانيا إلى بلده . لكن ما حصل بعد مدة قصيرة من هذه الزيارة هو اطلاق سراح مفاجئ للناشط بيتر شتودنير الذي اعتقل في الخامس من شهر تموز أثناء حضوره محاضرة في احد الفنادق في إسطنبول مع مجموعة من النشطاء الحقوقيين .

ألمانيا لم تسلم الأشخاص الذين طالب بهم اردوغان لتركيا , و السؤال هو : ما الذي ستقدمه ألمانيا لتركيا لقاء اطلاق سراح الناشط شتودنير؟ . الحكومة الألمانية رفضت التعليق على قضية اطلاق سراح الناشط شتودنير و تفاصيل العملية . في حين ان عملية اطلاق سراح شتودنير وحدة من بين 10 مواطنين ألمان محتجزين لدى السلطات التركية قضية تثير الرأي العام.

عن هذه القضية عرض عضو البرلمان الألماني عن حزب اليسار النائب ستيفان ليبيجه مذكرة على البرلمان الألماني . في المقابل ردت الحكومة الألمانية على هذه المذكرة بالقول : " هذه أسرار دولة " رافضتاً توضيح تفاصيل عملية اطلاق سراح شتودنير . ستيفان ليبيجه انتقد حكومة ميركل بشده قائلاً : من غير المقبول تماماً إخفاء تفاصيل مفاوضات و مباحثات مع شخص استبدادي مثل اردوغان .

اردوغان عندما يتحدث عن حملة "التطهير" يقصد بها الكرد

بعد زيارة جيرهارد سكرودر قام مستشار رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا مركل السيد بيتر التماير بزيارة إلى أنقرة.

ألتماير وفي مهمة خاصة اجتمع مع الرئيس التركي اردوغان , و بحسب الأنباء التي تناولتها وسائل الأعلام التركية الألمانية فأن السبب الرئيسي لهذه الزيارة هو التفاوض من اجل عملة اطلاق سراح شتودنير .

ما يثير الاهتمام هو معرفة سبب هذا التغير المفاجئ من الجانب التركي , و ما هي الصفقة الغير معلنة بين تركيا و ألمانيا , كذلك معرفة ما هي الخدمة التي ستقدمها ألمانيا مقابل اطلاق سراح شتودنير ؟ . الأشخاص الذين لجئوا إلى ألمانيا و تتدعي تركيا انهم من أعضاء جماعة فتح الله غولن والذي تتهمه تركيا بالتخطيط و تنفيذ انقلاب 15 تموز . باتوا مهددين حيث صدرت بعض التصريحات من المسؤولين الألمان بخصوص قضية لجوء هؤلاء تطالب تغير الدستور الألماني , بهذا تستطيع ألمانيا تقديم خدمة لتركيا و تقديم المطلوبين إلى تركيا دون خرق و انتهاك للدستور .

بهذا اردوغان يتمكن من تصفية جميع معارضيه و لا يبقى احد يعارضه ممن يقول عنهم اردوغان في إطار حملة " التطهير " . هجمات الدولة الألمانية و الحظر الأخير التي تفرضه على الرموز الكردية و الفعاليات الكردية هي ربما جزء من هذه الصفقة الألمانية التركية . هذه الحملة بدأت في 4 تشرين الثاني حيث كانت تشهد مدينة دوسلدورف مسيرة جماهيرية تطالب بالحرية لقائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان و حينها هاجمت الشرطة الألمانية على المتظاهرين . في نفس اليوم عقد اجتماع في أنقرة بين وزير الخارجية الألماني كابريئل و وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو .