صحيفة معارضة: أردوغان فتح جبهات الحروب من كافة الاتجاهات منذ هجومه على الكرد

تسبب النشاط العسكري التركي المتزايد في الشرق الأوسط ومنطقة شرق البحر المتوسط في دخولها إلى مرحلة صراع مع دول المنطقتين ما يهدد باندلاع حروب واسعة النطاق.

أكدت صحيفة تركية معارضة أن رئيس النظام التركي فتح جبهات الحروب على تركيا من كافة الاتجاهات منذ تدخلاته في شمال سوريا والعراق لاستهداف الكرد. وقالت صحيفة "أحوال" التركية المعارضة في تقرير لها اليوم، إن القوات التركية شنت خلال العام الماضي هجمات كبيرة ضد الاطراف الكردية في سوريا والعراق، وتدخلت في ليبيا لدعم حكومة الوفاق وعززت العلاقات مع الجماعات الإسلامية مثل حركة حماس الفلسطينية، كما دعمت دولة أذربيجان في نزاعها الإقليمي مع أرمينيا بخلاف صدامها مع اليونان في مياه المتوسط.

وتصاعد التوتر في المتوسط، بعدما أعلنت تركيا أنها قررت إجراء تدريبات عسكرية شرقي البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين.

ووسط تصاعد التوترات بين أنقرة وأثينا، أعلنت اليونان، يوم الأحد، أنها ستدافع عن حقوقها بكل الوسائل المشروعة، مؤكدة أن حقوقها البحرية لن تتأثر بالاتفاقية غير الشرعية بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج وتركيا. وقالت "اتفاقنا مع مصر يؤكد عدم شرعية اتفاقية السراج مع تركيا".

وأشار التقرير إلى أن الصراع في بعض هذه المناطق يتميز بدخول دول ولاعبين جدد، مما يهدد المنطقة بالغليان والدخول في حروب كاملة مع مزيد من إراقة الدماء، لكن من الصعب تخمين أي نزاع سيكون شرارة أحد هذه الحرب.

وأكدت الصحيفة أن التوتر بين اليونان وتركيا العضوين بحلف الناتو زاد بعد أن أرسلت أنقرة سفينة أبحاث وتنقيب عن النفط رفقة سفن حربية تركية إلى منطقة متنازع عليها بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية في 10 آب/أغسطس الجاري، لترد اليونان بإرسال وحدات بحرية وجوية لتعقب سفينة التنقيب، كما أجرت اليونان مناورات عسكرية مع قبرص وفرنسا في المنطقة ما زاد من خطر التصعيد إلى الدخول مواجهة مباشرة مع تركيا.

ودعا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الأربعاء الماضي، إلى إجراء محادثات مصالحة مع أنقرة بشرط وقف أنشطتها العدوانية في المنطقة، في غضون ذلك، قامت ألمانيا بدور الوسيط وأرسلت وزير الخارجية هايكو ماس إلى أثينا وأنقرة في محاولة لمنع وقوع تصادم كامل وتهدئة التوتر، ومع ذلك لم تظهر تركيا سوى القليل من المؤشرات على الدخول في حوار مشترك.

كما أعلنت البحرية التركية يوم الخميس الماضي عن إجراء تدريبات بالذخيرة الحية قبالة ساحل مقاطعة إسكندرون الجنوبية الشرقية يومي 1 و 2 أيلول سبتمبر المقبل، ومُنحت السفن الحربية المشاركة في المناورات الضوء الأخضر للرد على أي تهديدات يتعرضون لها دون انتظار قرار من أنقرة.

وقال الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إنه يعكف على إعداد عقوبات ضد تركيا، وهو ما أثار ردا غاضبا من نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي.

وبجانب ذلك وفقا لـ"احوال"، أعلنت البحرية التركية إجراء مناورات عسكرية قبالة سواحل بلدة أنامور بجنوب تركيا بين 29 آب/أغسطس و 11 آيلول/سبتمبر.

وردا على عدم رغبة تركيا في الحوار، قال رئيس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل يوم الجمعة إن الاتحاد الأوروبي يعد عقوبات تهدف إلى الحد من قدرة تركيا على إجراء عمليات مسح عن الغاز الطبيعي في المياه المتنازع عليها، وفي نفس اليوم قالت المستشارة الألمانية أنجيل ميركل إن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ملزمة بدعم اليونان في النزاع.

ولإضفاء الشرعية على مطالباتها في المنطقة وقعت تركيا وحكومة الوفاق الليبية في طرابلس اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ما أثار حفيظة اليونان وقبرص وفرنسا وغيرها من الدول المتعاونة في مشروع خط أنابيب قبالة الساحل القبرصي.

ومقابل التدخلات التركية في ليبيا، حذرت مصر من أنها سترد عسكريًا على أي محاولات للسيطرة على سرت أو الجفرة، ونشرت قوات وأسلحة على حدودها الغربية مع ليبيا وأجرت تدريبات برية وبحرية استعدادًا لتدخل محتمل.

وفي جبهة أخرى، شنت تركيا هجومًا على شمال العراق في حزيران يونيو استهدفت حزب العمال الكردستاني، وتابعت الصحيفة "رغم أن تركيا "تستهدف" حزب العمال شمال العراق إلا أن حجم هذه الحملة غير مسبوق، ما دفع  بغداد بمن فيهم الرئيس العراقي برهم صالح  تركيا إلى الكف عن انتهاك سيادة العراق."

وفيما يتعلق بسوريا شنت تركيا ثلاث عمليات داخل البلاد تهدف إلى صد وحدات حماية الشعب الكردية جنوب الحدود السورية التركية، كما تحالفت تركيا مع المعارضة والجماعات المسلحة التي تقاتل النظام السوري.

ويقول مراقبون وخبراء وفقا لـ"أحوال"، إن نهج السياسة الخارجية لأنقرة، تحت قيادة رئيس النظام رجب أردوغان تقوم على محاولة استعادة تراث الإمبراطورية العثمانية باللجوء إلى التدخل العسكري وكسب دعم المسلمين من جنسيات مختلفة.