رسمياً.. الولايات المتحدة تعلن عن قمّة قريبة لإنشاء تحالف استراتيجي يضمّ الخليج ومصر والأردن

كشفت وسائل إعلام عالمية ومسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة تبحث تشكيل تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط يضم دول الخليج ومصر والأردن.

أعلن تيموثي لندركينج نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون منطقة الخليج، إن واشنطن تبحث على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مع الشركاء الخليجيين ومصر والأردن عقد قمة في يناير/ كانون الثاني، المقبل تستضيفها الولايات المتحدة، لمناقشة تحالف استراتيجي سياسي واقتصادي وأمني لمنطقة الشرق الأوسط يخدم مصالح الدول المشاركة.

ويعقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، غدا الجمعة، اجتماعاً على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مع وزراء خارجية الدول الثماني (دول الخليج الست بالإضافة إلى مصر والأردن) لمناقشة عقد هذه القمة، وسيستغل الزخم في فعاليات الجمعية العامة للتنسيق مع الأطراف الرئيسية.

وأكد المسؤول الأمريكي أن كل الأطراف وافقت على عقد القمة في الولايات المتحدة، لكن النقاش حالياً يجري حول المحتوى الذي ستناقشه القمة، موضحا أن الاطراف حاليا ليسوا ملتزمين بموعد محدد.

وأشار "لندركينج"، في حوار خاص مع صحيفة "الشرق الأوسط" على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن إيران تعمل على إطالة النزاع في منطقة الشرق الأوسط وبصفة خاصة الحرب في اليمن، لافتاً إلى أن واشنطن تفكّر في تصنيف جماعة الحوثي التي تدعمها إيران على قائمة المنظمات الإرهابية، مثلما فعلت مع "حزب الله" المدعوم والمموّل من الجهة نفسها.

ورفض المسؤول الأميركي فكرة توجيه ضربة عسكرية حاسمة تنهي الصراع في اليمن، مشدّداً على أهمية الدور الذي يقوم به المبعوث الأممي مارتن غريفيث لجمع الأطراف اليمنية حول طاولة الحوار.
وحذّر "لندركينج" من محاولات إيران إلقاء مسؤولية الهجوم الإرهابي في الأحواز على الولايات المتحدة أو دول خليجية، مشيراً إلى أن طهران لا تريد تصديق أن هجوماً كهذا يمكن أن يحدث من الداخل.

ورفض المسؤول الأمريكي اتهامات إيران لدول خليجية والولايات المتحدة بالضلوع في هجوم الأحواز، موضحا الولايات المتحدة أدانت هذا الهجوم كما تفعل مع أي هجوم إرهابي بغضِّ النظر عن أين وقع. كما صرّح وزير الخارجية مايكل بومبيو بأنه بدلاً من توجيه أصابع الاتهام للخارج، على الإيرانيين النظر إلى الداخل. كما أشار إلى حقيقة أن ما يقوم به النظام الإيراني من أفعال تؤذي الشعب الإيراني، ليس فقط فيما يتعلق بمساندته للإرهاب، وإنما أيضاً استخدام الموارد المالية لتمويل مخططات طهران الخارجية ومساعدة عملائها، مثل "حزب الله" في لبنان و"الحوثيين" في اليمن.

وشدد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون منطقة الخليج، على أنه لا توجد أي دلائل أو إشارات على تورّط أي دولة خارجية في هذا الحادث، لا الدول الخليجية ولا الولايات المتحدة. وتابع: "قد يوجه النظام الإيراني أصابع الاتهام بهذه الشكل لأنه لا يريد تصديق أن شيئاً كهذا يمكن أن يحدث داخل البلاد، كما لا يريد أن يصدق المظاهرات الكثيرة التي خرجت بسبب القلق من الأوضاع الاقتصادية؛ فإيران تحت ضغط العقوبات، ومظاهرات الإيرانيين تؤكد أن حكوماتهم خذلتهم".

وحول إذا كانت إيران تستخدم التصعيد مبرراً للإقدام على إغلاق مضيق هرمز، كما لوحت وهددت من قبل على لسان مسؤولين كبار، قال:  "سيكون ذلك تصرفاً غير حكيم، وأعتقد أن الإيرانيين يلوّحون بذلك فقط. وعلى مدى سنوات، أقدمت إيران على مضايقات للأسطول الأميركي في منطقة الخليج عدة مرات، وهدّدت الملاحة الدولية. ورأينا مساندتهم للحوثيين الذين يهددون الملاحة الدولية في باب المندب. وما نراه أن البحرية الإيرانية تقوم بتصرفات مستفِزّة وتهرب الأسلحة في محاولة لإطالة أمد النزاعات في المنطقة وتصعيد الصراع، وهذا أمر خطير، ونصحنا الإيرانيين بألا يقوموا بذلك".

وشدد المسؤول الأمريكي على أنه لا أعتقد أن هناك حلاً عسكرياً لأي نزاع في المنطقة، وبصفة خاصة في اليمن. ولا توجد ضربة واحدة أو سلسلة ضربات يمكن أن تؤدي إلى حل الوضع في اليمن. ولفت إلى أن المشكلة تكمن في "إصرار الإيرانيين على إطالة أمد الصراع وتوجيه هجمات على السعودية".
 

ويأتي ذلك بالتزامن مع ما كشفته صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية حول "تحالف عسكري خليجي أمريكي للتدخل في اليمن، وحماية دول الخليج من التهديدات الإيرانية. وقالت الصحيفة الإماراتية، نقلا عن مصادر دبلوماسية أمريكية، أن "دولا عربية تستعد في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل لإطلاق تحالف عسكري جديد تحت مسمى "التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط" "MESA".

جدير بالذكر أن رؤساء أركان القوات المسلحة لدول الخليج بالاضافة لمصر والاردن كانوا قد اجتمعوا في وقت سابق هذا الشهر مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل، لبحث تنسيق العمل العسكري المشترك ومواجهة التهديدات في المنطقة، وساد في هذا التوقيت تسريبات حول نوايا إنشاء هذا التحالف.