ذوي المقاتلين.. قصص لم ترو عن باب آخر للبطولة والوطنية منذ المهد

مقاتلون عدة رحلوا خلال مشاركتهم في مسيرة المقاومة والدفاع عن أرضهم ووطنهم (روج آفا) ضد العدوان التركي ومرتزقته إلا أن قصصهم وقصص صمودهم بقيت ليرويها أبنائهم من بعدهم ولتتداولها الأجيال اللاحقة.

 كثيرون هم أبناء الأبطال من شعوب روج آفا وشمال وشرق سوريا والذين دافعوا عن أرضهم بمقاومة كبيرة وفدائية حتى القطرة الأخيرة من دمائهم، استشهدوا في سبيل هدف سامي لتُخلد أسمائهم في تاريخ مقاومة هذه الأرض الأبية.

غادر مقاتلو روج آفا عالمنا وتركوا من خلفهم أبناء وزوجات وكذلك آباء وأمهات سيظلوا يرون قصة نضالهم في سبيل حرية وطنهم ورفضهم للعدوان التركي.

وبعضهم تركوا خلفهم أطفال لم يتعرفوا عليهم ولم يبصروهم لكنهم تركوا خلفهم رسالة مفادها أننا كنا حتى الرمق الأخير نُدافع عن أرضنا.

وأحد هؤلاء الأطفال هو ابن الشهيد سرحد (خلف) وهو سرحد (خلف) الصغير والذي لم يكن قد وُلد بعد عندما استشهد أبوه في مقاومة الكرامة في سري كانيه.

وتتحدث والدة خلف البالغ من العمر 7 أيام فقط عن رفيق عمرها الشهيد وأيام المقاومة تلك قائلة: "لقد أحببنا أنا وسرحد (خلف) بعضنا البعض وتزوجنا وبسبب ضيق ذات اليد هاجرنا إلى جنوب كردستان. لكن سرحد كان يقول على الدوام أنه سيعود إلى روج آفا وسيدافع عن أرضه مع رفاقه في وحدات حماية الشعب YPG. وقد فعل ذلك بالفعل حيث كان في فترة السنتين من عمر زواجنا مقاتلاً يحبه جميع رفاقه وكان يعرف بحبه للمساعدة".

وأضافت "عندما قلت له إنه سيولد طفل لنا فلا تذهب إلى أي مكان قال: يجب أن يكون هناك مستقبل مشرق لهذا الطفل. وكان مقاتلاً مقداماً يُريد أن يولد طفلنا وأن يراه. لكن الدولة التركية التي قدمت من أجل احتلال أرضنا أصبح مرتزقتها سبباً في استشهاد زوجي قبل أن يرى ابنه". 

وتابعت: "بعد استشهاد سرحد بشهر ولد ابني. وأطلقنا اسم والده عليه وهو أيضاً سيسير على خطى والده. وحملنا ثقيل وطالما أعطاني الله القوة لي ولابني فإننا سنسير على خطى زوجي".

الشهيد أركش: إذا استشهدت يوماً فقولوا إنه كان من تل تمر

أيضا الطفل الذي يحمل اسم آراس والذي هو في حضن جدته المسنة التي تحمل اسم شمسة إبراهيم خليل ينظر إلى المحيط بعين تبرق. 

وشهيد مقاومة الكرامة أركش (يوسف محمد) عندما كان ابنه ما يزال في عمر الثلاثة أشهر اتجه نحو الجبهة وكان يقبل ابنه مثل كل مرة ويشمه ويتوجه نحو الجبهة من أجل تقديم مستقبل مشرق له. ويحدث والدته قائلاً: "إذا استشهدت يوماً فقولوا إنه كان من تل تمر".

 وتقول أمه: "كان ابني أركش متزوجاً لمدة سنة وكان أباً لطفل. وكان متواجداً في صفوف وحدات حماية الشعب YPG منذ 7 سنوات".

وتُضيف "استُشهد في معركة سري كانيه، ولم يبق شيء لي من ولدي سوى هذا الطفل الذي يبلغ من العمر 3 أشهر، لقد نهبت العصابات الإرهابية منزلي وأحرقوا قلبي على ولدي. وهناك ولدان آخران لي يحاربان ضد المحتل ولقد خرجنا من ديرانا وتركنا كل شيء خلفنا. كما أننا عقدنا مراسم لولدنا الشهيد إلا أننا لم نبني خيمة العزاء، وقد دخل المحتل التركي ومرتزقته إلى قريتنا".

وعن استشهاد نجلها ومشاعرها حيال ذلك قالت السيدة شمسة: "هذه الأرض أرضنا وكرامتنا، إذا لم نُدافع عنها ونقدم التضحيات، من سيقدم؟ لا أحد ينكر بأن قلبي يحترق على ولدي، ولكن هذا لا يعطينا مبرراً لمنع أبنائنا من الدفاع عن أرضهم، لقد قلت له لا تتخلى عن المشاركة في المعركة، فأجابني: "لو اعرف بأنه يومي الأخير فلن أتخلى عن رفاقي وأهرب من المعركة".

وأردفت: "كان يوسف مقاتلا معروفاً في سري كانيه، وساربي حفيدي على حب الوطن والأرض حتى يأخذ مكان والده الشهيد. فقد دخلت العصابات الإرهابية إلى منازلنا ونهبوا ممتلكاتنا، وأجبرونا على التخلي عن ديارنا والنزوح منها".