ديلوك: قلعة داعش

مرتزقة داعش الذين ارتكبوا مجزرة بحق الكرد وبعد انطلاق هجمات الاحتلال على عفرين دخلوا الأجندات مرة أخرى. المرتزقة الذين يعملون من خلال جمعيات رسمية يجندون العناصر من أجل إرسالهم إلى عفرين.

داعش التي سمع بها العالم بعد الحرب الأهلية في سوريا هي منظمة همجية انبثقت عن القاعدة وأصبحت وباء على شعوب العالم.

والدولة التركية وثقت من علاقاتها مع داعش يوماً بعد يوم. بشكل خاص فإنها استغلت داعش من أجل سد الطريق أمام الكرد وإضعاف ديناميكيات المعارضة المجتمعية. الهجمات بالقنابل على مباني حزب الشعوب الديمقراطي HDP في أضنة وميرسين والمجازر في اعتصام آمد وبرسوس ومحطة أنقرة شنت من قبل عناصر داعش بكل سهولة. بشكل خاص فإن المهاجمين الذين قتلوا 105 أشخاص في أنقرة انطلقوا من ديلوك بكل سهولة ورغم أنهم كانوا قد احتجزوا فقد أطلق سراحهم. وكان هذا دليلاً صارخاً على التعاون بين الدولة التركية وداعش.

عش المنظمات الإرهابية

مدن ديلوك، سمسور ورها وغيرها من المدن المشابهة كانت منذ فترة طويلة مناطق يمكن لداعش والمنظمات المماثلة أن تعزز من تواجدها فيها. فالوضع الاجتماعي والجيوبوليتيكي ملائمان لاحتضان مثل هذه المنظمات. عندما قتل زعيم حزب الله حسين ولي أوغلو في منزله باسطنبول بعد أن داهمت الشرطة المنزل فقد بدأ الحديث عن ديلوك من جديد كأحد أماكن العمل للمنظمة المذكورة. حيث انتقلت ديلوك والمدن المحيطة بها إلى الأجندات على الدوام في هذه المواضيع لكن لم يجر أحد تحليلاً دقيقاً حول ذلك. اليوم أيضاً فإن داعش التي تعتبر منظمة رجعية وتبني أمجادها على الدم تتحرك من مركز ديلوك وتدير أعمالها بذريعة "التنظيم المجتمعي".

وبعد أن صعّدت المنظمات السلفية الرجعية من أمثال داعش والنصرة من نشاطاتها في هذه المدينة يلاحظ بأن ديمغرافية المدينة تغيرت. فبعد الحرب الأهلية في سوريا تدفق الشعب العربي إلى ديلوك. وهذا تسبب بزيادة عدد سكان المدينة من جهة كما أدى إلى تغيير في وضع المدينة من جهة أخرى. ونعلم من المصادر المحلية أنه بين اللاجئين هناك مجموعات سلفية. وأشكال من هذا النوع ترى كل يوم بالأعين.

داعش ينظم نفسه في أحياء العمال

وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها من المصادر المذكورة فإنه توجد مجموعة دينية في كل حي وهذه الجمعيات تستخدم من أجل داعش والمنظمات التابعة لها كمراكز للتنظيم والتدريب. عدد هذه الجمعيات مرتفع في الأحياء التي يقطنها الكرد بشكل خاص. في الأحياء التي تعيش فيها الطبقة الوسطى لا توجد دروس للقرآن أو المؤسسات المشابهة لها. لأن الأحياء التي يمكن فيها تنظيم المجتمع هي أحياء الفقراء على الأغلب. وحي حجي بابا أيضاً هو أحد الأحياء الرئيسية لهذا الشيء. داعش تستخدم حي حجي بابا كمعسكر. في هذا الحي تدار الأعمال على شكل جمعية من جهة ومن جهة أخرى يعيش فيها عناصر داعش.

يتلقون دروساً عسكرية وإيديولوجية في الفيلات

هناك مزاعم حول المنازل الفخمة التي تقع خارج مركز المدينة. في هذه المنازل التي تتألف من طابق أو طابقين ولأنها خارج مركز المدينة فإن منظمات من قبيل داعش ما تزال تنشط فيها بأريحية. وبحسب المزاعم فإنه في هذه المنازل هناك أعمال كثيرة مجردة من الأخلاق من مثيل القمار والفواحش. لكن يرى المرء أيضاً أن داعش يستخدم هذه المباني من أجل التدريب والتنظيم . ويقال بأنه في هذه المنازل فإنه هناك تدريب عسكري وأيديولوجي.

مراسم عزاء سرية ومستشفيات مليئة...

هناك حركة ونشاط كبيرين في المدينة. وصرحت المصادر من داخل المدينة أنه بعد انطلاق الهجمات على عفرين فقد زادت الحركة. السيارات ذات النوافذ السوداء والتي يعتقد أنها عسكرية ولمسؤولي الدولة تثير الأنظار في المدينة على الدوام. كما ازدادت التدابير الأمنية حول مباني الأمن والدرك والبلدية. وأوضحت المصادر المحلية أن أرتال من السيارات المدنية ذات الحماية المشددة تشاهد في مركز المدينة على الدوام. وتشير المصادر إلى أنه في الأحياء التي يتواجد فيها أعضاء داعش تنظم مراسم عزاء سرية كما أن العديد من المستشفيات امتلأت.

يجندون المرتزقة من أجل المشاركة في الهجمات على عفرين

ارتفع أعداد عناصر داعش في أحياء أوجاكلار، فاتان، باي بخجة، أونالدي، حجي بابا، جوزل فادي، دوز تبه، جونش، أولش، يوكاري باير، 60 يل، جنكيز توبل، جندرسي وخوش غورة بعد بدء الهجمات على عفرين بضعفين. وفي كل واحدة من هذه الأحياء توجد مجموعة دينية بكل تأكيد. حيث يجند داعش عن طريق هذه الجمعيات عناصر له من أجل إرسالها إلى عفرين والمشاركة في حرب الاحتلال. بلدية المدينة الكبيرة وبلديات النواحي المركزية شهيد كامل وشاهين باي تنشئ ساحات بالنسبة لداعش باسم "المراكز الاجتماعية" لتستطيع فيها تنظيم نفسها.

مدينة ديلوك لا تعني شيئاً سوى مكان من أجل تمركز داعش والجيش الحر والجيش التركي.