دويتشه فيله: الاعتداءت على الكرد في تركيا تزداد بعد العدوان على سوريا

فتح العدوان التركي على سوريا بابا واسعا أمام زيادة المشاعر القومية المتطرفة ومعه تزايدت العنصرية وممارسات التمييز بل والجرائم العنيفة ضد المواطنين الكرد في تركيا.

وأشار تقرير موسّع لإذاعة صوت ألمانيا "دويتش فيله" إلى حجم الجرائم المتزايدة ضد الكرد في تركيا من جانب مواطنين عاديين نتيجة للشحن الإعلامي والسياسي من جانب حكومة حزب العدالة والتنمية وحلفاءها القوميين.
"يتعرض رجل للاعتداء في عيادة طبية فقط لأنه تكلم باللغة الكردية، كما أن الجاني لم يحاكم. ويبدو أن هذه ليست حالة فردية، إذ يتحدث نشطاء حقوقيون عن سلسلة اعتداءات من هذا القبيل، خصوصا بعد الهجوم العسكري التركي على شمال سوريا"، بحسب موقع دويتش فيله.
إن الهجوم العدواني العسكري التركي الذي أمر به الرئيس رجب طيب اردوغان ضد وحدات حماية الشعب الكردية، قد حظي بتأييد داخل القوى المتطرفة في المجتمع التركي حيث تزداد المشاعر القومية. وهذا التأييد، كما يقول منتقدون يفتح الباب أمام التمييز والعنصرية حتى ضد مواطنين أكراد في تركيا.
وتتزايد أعداد التقارير الإعلامية حول تجاوزات وإنتهاكات ضد الكرد مع الافلات من المسائلة والعقاب، واشار التقرير إلى حالة أكرم يسلي البالغ من العمر 74 عاما الذي رافق زوجته إلى موعد عند الطبيب وتعرض للهجوم من طرف مرافق لمريض آخر، لأنه تحدث بالكردية مع زوجته. "هنا الجمهورية التركية"، قال له الرجل الذي غادر الحجرة ثم رجع بقنينة زجاجية وكسرها فوق رأس الرجل المسن، وهو ما يمثل ترديد للعبارات التي تنتهجها السلطات التركية القومية المتطرفة.
وتقدم الرجل الكردي بشكوى جنائية ظلت بدون نجاح، وقالت النيابة العامة بأنه ليس هناك دليل على أن الكردي تعرض للهجوم، لأنه تكلم بالكردية. "ليس هناك أدلة ملموسة على هذا الاتهام الوهمي". وتم رفض الشكوى.

وقالت محامية المجني عليه لدويتشه فيله أن موكلها "أصيب بجرح كبير في رأسه". 
وقالت المحامية بأن حاكم المدينة استبعد فرضية العنصرية، قائلا: "هذا الرجل مضطرب نفسيا، وليس لهذا علاقة بالعنصرية".
وتفيد محامية يسلي بأن حالات الاعتداء على خلفية عنصرية تزداد، لاسيما بسبب العملية العسكرية التركية في شمال سوريا: "دائما عندما يزداد الاستقطاب وعندما يتلقى سياسيون كرد عقوبات سجن وعندما يزداد تجريم الكرد، فإن عدد هذه الهجمات يرتفع". 
وبعد انطلاق العملية العسكرية التركية العدوانية في شمال شرق سوريا أثارت حادثة دموية أخرى اهتمام الصحافة في تركيا: ففي الـ 13 تشرين الأول/ أكتوبر توفي شرين توسون بسبب جروحه البليغة. فالشاب البالغ من العمر 19 عاما تعرض للهجوم من طرف ستة أشخاص وأطلق الرصاص عليه، لأنه تكلم بالكردية. وبعد 50 يوما في قسم العناية المركزة توفي داخل المستشفى.
ويقول بعض الخبراء بأن خطاب الكراهية والعنصرية داخل المجتمع التركي هي التربة الخصبة لهذه الهجمات الدموية. ويفيد المراقبون بأن هذه الهجمات تزداد، لأن الدولة لا تواجهها بحزم. والعنف ضد الأكراد كان دوما موجودا، ولاسيما في التسعينات عندما استخدمت الدولة العنف ضد الكرد وكتمته، واليوم يمارس العنف ضدهم بشكل مكشوف، بحسب تقرير DW.