"دنيز فرات".. ذاكرة الأمة الحرة وصوت الملايين من الكرد

كانت دنيز فرات التي انضمت في سن مبكرة لحزب العمال الكردستاني كطفلته الصغيرة، واجهت العديد من المصاعب، كانت مناضلة واضحة الأهداف، واثقة في واقعيتها، أصبحت صوت شعبها.

إن إحياء ذكرى دنيز فرات لها من الأهمية الكبيرة في هذا الوقت الذي يفرض فيه الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) حصاراً شديدًا على مخيم مخمور (الشهيد رستم جودي) للاجئين.

كانت دنيز تتذكر وان التي نشأت وترعرعت فيها كحلم يراود خيالها، مدينتها التي تركتها في سن مبكرة نتيجة المضايقات التي تعرضت لها عائلتها من قبل سلطات الاحتلال التركي واستقرت في جنوب كردستان، وكانت تأمل دائماً أن ترى بحيرة وان مجدداً.

ولدت دنيز من عائلة وطنية دفعت بدورها ثمناً باهظاً خلال نضالها ضد استبداد دولة الاحتلال التركي، ورغم صغر سنها، قررت الانضمام إلى صفوف النضال مع شقيقتيها الأكبر منها سناً، مع صغر سنها رأت عظمة الجبال فوق كل شيء، وحسبت نفسها كبيرة، تعلمت القراءة والكتابة داخل حركة التحرر الكردستانية، كانت تملك قلماً قوياً جداً، كانت تشعر بفرحة عارمة أثناء مشاركتها الكتابة عن جغرافية كردستان أو كتاباتها الخاصة مع رفاقها.

نشأت كطفلة صغيرة لحزب العمال الكردستاني

كبُرت ضمن صفوف حركة التحرر الكردستانية، ولأنها انضمت إلى صفوف النضال في سن مبكر، فإن مشهدها في الحياة وأسلوب مشاركتها في النضال كان يُنظَر إليه على أنها طفلة الحزب، كانت دنيز شابة راسخة داخل الحزب، وعضوة في حزب العمال الكردستاني منذ الولادة.

عملت في عدة مناطق، في كل عمل قامت به سارت بطريقة قوية وعميقة، عملت في بوطان، بهدينان، إيران، جنوب كردستان، قنديل، في خنير ضمن إعلام حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، في كاره، ومؤخراً في مخمور حيث استشهدت هناك.

استشهاد دليل وبنفش وسارية

استشهد شقيقها دليل الذي انضم إلى الحركة في سن مبكرة في غارة جوية في معسكر زلي، كما لعبت شقيقتيها بنفش وسارية و اللتين انضمتا إلى النضال في مرحلة الشباب، دوراً مهماً من أجل الحرية، تُعرف الشهيدة بنفس بأنها الفدائية الوحيدة التي استخدمت استخدمت سلاح الدوشكا في النضال التحرري، استشهدت عام 1997 في منطقة متينا، كما استشهدت ساريا عام 1999 في منطقة كوري جحرو، والشقيقة الصغرى للشهيدة دنيز تدعى بنفش تناضل حالياً ضمن صفوف النضال التحرري.

كانت مناضلة صغيرة وتعرف ماذا تفعل

تعرفت على الرفيقة دنيز في خريف 2013. كانت مسؤولة عن الصحافة في منطقة مخمور، كانت ذات دم فائر، حاولت جاهدة تعليم أصدقائها أسلوب العمل، أظهرت لي العمل أيضًا، واجهت العديد من المصاعب، حسبت عملها بكل تفاصيله وتصرفت على هذا الأساس، للتعرف عليها يكفي أن ينظر المرء إلى أسلوب حياتها فقط، كانت واضحة الأهداف، كانت مناضلة واثقة من واقعها، كانت تنقل حقيقة الحرب على شاشات التلفزيون بشكلٍ مباشر، أصبحت صوت شعبها، أصبحت وسيلة رفع المعنويات للمقاتلين.

كانت كاميرتها في متناول يديها دائماً وأصبحت صوت الملايين من الناس، من خلال صوتها سمعنا عن ضراوة الحرب في مخمور كانت عين وأذن الآلاف من الناس بصوتها.

كانت مدرِّبة جيدة

سعت إلى إيجاد حلول لمشاكل الناس ووجدت نفسها مسؤولة أمام كل مجال من مجالات الحياة، إضافة إلى الصحيفة التي كانت تنشرها في المخيم، كانت تكتب أيضاً مقالات لوكالات وصحف خارج مخمور بشكل دوري ومنتظم، شاركت وأشركت من حولها أيضاً في العمل، كما شاركت مع الشعب قضايا المنطقة، بهذا الشكل حاولت تعزيز الشعور بالمسؤولية.

 أثناء القيام بذلك، كانت تتوقع اتخاذ موقف مسؤول من الجميع، وأبدت هذا الشيء في كل مناحي الحياة، على الرغم من ذلك، كانت معلمة جيدة في حياتها، لكنها كانت معلمة، ورفيقة جيدة، ومناضلة حقيقية.

لم تتهرب من تنفيذ أي عمل

كانت تعمل في كل مكان، في الجبال والتلال والسهول والقرى والمدن وفي كل الساحات، لم تتهرب من أي عمل، لإحياء ذكراها، يتم تنظيم مسابقة الشهيدة دنيز فرات للقصة والشعر كل عام من قبل منظمة مخمور للشباب، حيث تتم مشاركة قوية كل عام، كما أُطلِقَ اسمها على مدرسة إعدادية.

لا تدع قلبك، عيناك خلفك، نم جيداً، على هذه الأرض المقدسة، لن ننساك.