داوود أوغلو: نظام أردوغان رسخ الاستبداد في تركيا

قال حليف أردوغان المنشق عن حزبه أحمد داوود أوغلو، إن نظام الرئيس التركي رسخ الاستبداد والفساد بالدولة التركية.

وأكد حليف أردوغان المنشق عن نظامه بعد أن شغل مناصب مستشار الرئيس السابق ومستشار رئيس الحكومة ووزير الخارجية السابق والرئيس العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس عدة حكومات لحزب العدالة والتنمية، أن خطايا حزب رئيس النظام التركي رسخت انقسامات قوية في المجتمع عرقيا وطائفيا.

وأكد داوود أوغلو أن وضع المعارضة مؤلم، وأن حزبه يواجه محاولات اقصاء. وخلال حوار خاص مع صحيفة اندبندنت تركية، ترجمته ونشرته النسخة العربية من اندبندنت، تحدث السياسي التركي عما وصفه بـ"خطايا العدالة والتنمية"، مؤكدا ردا على سؤال حول أن تاريخ تركيا "مليء بدفع السلطة أو القوة الحاكمة إلى الخصم السياسي بطرق مختلفة وحتى بطرق توصف بغير الديمقراطية خارج الحلبة": "نواجه ذلك كثيراً، بمعزل عن الآخرين وضعنا مؤلم، الأشخاص الذين كنا معهم يداً بيد قبل عدة سنوات هم من يحاولون دفعنا إلى خارج الحلبة، لكن بشكل عام إن الذين يعبرون بجرأة عن أخطاء السلطة هم من رسموا شكل الفترة اللاحقة وليس المقتدرين. حدث الشيء نفسه بعد الـ27 من مايو (أيار)، بعد تعريف الحزب الديمقراطي بأنه (منخفض)، كان هناك ضغط كبير على الأحزاب التي كانت على مسار الحزب الديمقراطي، جيلنا يعرف جيداً كيف كان يراد دفع المرحوم أوزال خارج الحلبة في خطاب أيفرين في اليوم الأخير. ظهر كنعان إيفرين عنواناً مفتوحاً وجنرال يقبع خلف ذلك العنوان، إنه الجنرال تورغوت سون ألب، وخلفه قوة السلاح. لكن كان أمامه رجل ودود هو تورغوت أوزال، لم يكن خلفه سوى الشعب. وهو من انتصر".

وتابع: "يبدو أن مهمة إهانتنا متروكة لبهجلي (زعيم حزب الحركة القومية) وبرينتشك (زعيم حزب الوطن). هما بدورهما يهاجموننا، بهذه الطريقة يبدو الأمر كما لو أنه من الممكن دفع الأشخاص الذين حصلوا على مكانة في قلب الشعب خارج الحلبة، عندما تنظرون إلى هذا الماضي السياسي بأكمله، فإن أولئك الذين يصارعون من خلال تغيير قواعد اللعبة، والدفع، والعرقلة، والدفع خارج الحلبة كانوا هم الخاسرون دائماً، الذين يتعاملون بصبر في مواجهتهم ويواصلون طريقهم بغض النظر عن الوشايات من اليمين واليسار هم الذين فازوا، نحن مستمرون في طريقنا".

وتشهد الساحة السياسية إلى جانب حزب المستقبل، تأسيس حزبي الديمقراطية والتقدم، بكوادر مارست دوراً في حزب العدالة والتنمية فترة من الفترات، هل ينبئ ذلك بحدوث انشقاقات جديدة في حزب الرئيس؟ يجيب داوود أوغلو "لا أرى أنه من الصحيح أن نقول أي شيء محدد بهذا الخصوص، لكن ما أراه هو: يوجد توتر داخلي كبير في "العدالة والتنمية". ويوجد ضغط مرتفع. وتوتر داخل الكوادر “المخلصة” للحزب. 

ومن العدالة والتنمية إلى حزب الحركة القومية الذي يستخدم أسلوباً قاسياً في القضايا المتعلقة بحزب المستقبل، ما يطرح تساؤلاً: لماذا هذه الغلظة؟ يجيب داوود أوغلو "أتساءل عن السبب الحقيقي لذلك، سألت عن هذا كثيراً، لا سيما أن علاقتنا السياسية مع بهجلي كانت قائمة دائماً على الاحترام في الماضي".
وأوضح، "على سبيل المثال يُنظر إلى التركي الذي يحبه الكرد كثيراً والكردي الذي يحبه الأتراك كثيراً على أنه خطر بالنسبة لحزب الحركة القومية لأنهم

يحصلون على أصوات عالية من السياسات التي تنتجها السياسة الاستقطابية... ولماذا أنزعج أنا إذا قال لي أحد مواطنينا الكرد بلغة هذه الأراضي النقية اللغة الكردية سيروك أحمد Serok Ahmet؟ لماذا أنتم تنزعجون؟ هم ينزعجون لأنهم يتغذون على سياسة تضع التركية في مواجهة الكردية والكرد في مواجهة الأتراك."

وتابع، "يبدو كأنّ هناك اتفاقاً ضمنياً بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ودوغو برينتشك. يتخاصم الرئيس مع (الشعب الجمهوري) من أجل الاحتفاظ بالشرائح المحافظة إلى جانبه، ويبدو أن مهمة مهاجمة حزب المستقبل، لعرقلة ظهوره بديلاً، مُنحت لبهجلي وبرينتشك. كل هذا يمضي. أنا أرى وأعلم أن أنصار حزب الحركة القومية صادقون، والناخبون الكرد مخلصون يمنحون أصواتهم لحزب الشعوب الديمقراطي".