خطة أردوغان ضد عفرين

نظام أردوغان ينهار شيئاً فشيئاً. إنه يريد إنقاذ نفسه عن طريق الهجوم على عفرين لكنه سينتهي هناك. كما أن كوباني أصبحت قبراً للبغدادي فإن عفرين أيضاً ستكون قبر أردوغان.

الرئيس التركي أردوغان كشف يوم السبت عن الخطة القذرة للدولة التركية ضد عفرين مرة أخرى. حسب أقوال أردوغان فإن دولة الاحتلال ستهاجم عفرين ومنبج خلال مدة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع. الدولة التركية وفيما لو استطاعت لم تكن لتسمح للكرد بالعيش هنيهة ليس في عفرين أو روجآفا لكن في كل مكان أيضاً.  لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك. الكرد الآن يهزون أركان نظام الاحتلال بقوتهم وتنظيمهم.

لكن بدون شك فإن أقوال أردوغان تحمل في طياتها معنى ما. ويجب الوقوف عندها. بكل تأكيد الدولة التركية تريد مهاجمة عفرين لكنها لم تعثر على الفرصة بعد. الآن يريد أردوغان جس نبض ردود الأفعال الداخلية والخارجية بهذه الكلمات.

فمن ناحية يريد إثارة الرعب عند الشعب وبث الذعر في قلوب الشعوب التي تعيش في منطقة عفرين وكذلك الشهباء والمناطق المحيطة بها بالإضافة إلى منبج وحتى كوباني ليتوجهوا بعد ذلك إلى حدود تركيا. لتُخلى المنطقة من السكان وتحدث اضطرابات. أي ممارسة الحرب النفسية. يريد إخلاء المنطقة والحصول على فرصة الهجوم. وإن لم يكن هناك هجوم أيضاً فإنه على الأقل يجب أن لا يتشكل نظام هناك. كذلك يهدف إلى منع إجراء الانتخابات والقضاء على آمال الكرد وقوات سوريا الديمقراطية في إنشاء سوريا جديدة.

كذلك فإن أردوغان يريد قياس ردود الفعل الدولية عن طريق هذه التصريحات. حيث يجري لقاءات سرية مع روسيا، أمريكا، إيران وكذلك النظام السوري من أجل التحضير للهجوم على عفرين. لكن يبدو أنه لم يحصل على نتائج عن طريق هذه اللقاءات أو أنه لم يفقد الأمل. عن طريق هذه الرسالة يريد أن يتأكد بشكل صريح مما ترغب في قوله هذه القوى. لأنه بدون روسيا وإيران لا يستطيع أردوغان القيام بخطوة واحدة في سوريا.

في الحرب لا تكشف أية قوة عن تاريخ الهجوم على خصمها. يقول أردوغان:" سنهاجم خلال أسبوع." هل يقول هذا عن جهل؟ بكل تأكيد لا. لأنه جهز بعض الخطط وفق ما يريد.

في حال لو حصلوا على الضوء الأخضر من إيران وروسيا فإنهم سيهاجمون. وفيما لو لم يحصلوا على الموافقة فإنهم ومن أجل الحفاظ على ماء وجههم من الممكن أن يطلقوا بعض القذائف المدفعية أو أن ينفذوا تفجيرات. لكن من الواضح أنهم جهزوا بعض المجموعات في الشهباء ومنبج بشكل خاص. عقد أمله بهؤلاء. من المحتمل أن ينفذوا تفجيرات أو ما شابه ذلك لذلك يجب أن يكون الحذر سيد الموقف.

حسناً ما الذي يجب فعله في هذا الوضع ضد خطة الاحتلال؟

المسؤولون السياسيون والعسكريون في عفرين وروجآفا أجابوا على هذا السؤال. ضد الاحتلال التركي يجب أن تكون هناك مقاومة. الوضع القائم أيضاً يوجب المقاومة. في المنطقة لا يأبه أحد بتهديدات أردوغان ولا يغادر وطنه. لكن موضوع عفرين لا يقتصر على عفرين وحدها!

خطة احتلال عفرين تستهدف كل كردستان. لذلك فإن الهجوم على عفرين ليس مشكلة سكان عفرين لوحدهم. الكرد كلهم وجميع العالم يجب أن ينتفضوا من أجل عفرين كما انتفضوا ضد الهجوم على كوباني وأكثر. يجب ألا ننتظر الهجوم للبدء بالفعاليات بعد الهجوم بل يجب الإعراب عن الرفض من الآن. بعد انطلاق الهجوم قد يكون الوقت متأخراً.

في النهاية فإن نظام أردوغان منهار. يريد إنقاذ نفسه عن طريق الهجوم على عفرين لكن سينتهي هذا النظام هناك. كما أن كوباني أصبحت قبراً للبغدادي فإن عفرين أيضاً ستكون قبر أردوغان!

المصدر: يني أوزغور بوليتيكا