جيفري يزور أنقرة للتوسط بين تركيا والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا

من المقرر أن يزور كبير مبعوثي الإدارة الأمريكية في سوريا، جيمس جيفري، تركيا لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك حول المنطقة الآمنة التي يحاول جيفري إقامتها عبر صفقة كردية - تركية.

يجري جيمس جيفري، كبير مبعوثي الإدارة الأمريكية في سوريا، محادثات مع المسؤولين الأتراك في أنقرة غدًا، لمناقشة ما أسمته وزارة الخارجية في بيان، بـ"المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا"، وهو اختصار لمخاوف أنقرة بشأن وجود قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة على حدودها.
وأعربت مصادر مطلعة عن جهود "جيفري"، للتوسط في صفقة بين تركيا ووحدات حماية الشعب السورية (YPG) لإنشاء منطقة آمنة مقترحة، عن شكوكها في أن الدبلوماسي الأمريكي سيحرز الكثير من التقدم قبل التوجه إلى جنيف لحضور اجتماعات مع المجموعة المصغرة بشأن سوريا، والتي تضم مسؤولين من مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، جميع المساهمين المحتملين، أو هكذا تأمل "واشنطن"، في منطقة آمنة مقترحة في شمال سوريا.
وتم رفض مطالب "جيفري" -التي نشرتها "المونيتور" لأول مرة- والتي تقدم بها لقوات سوريا الديمقراطية للسماح لعدد محدود من القوات التركية، بدخول سوريا لمراقبة المنطقة المقترحة، حيث لاقى هذا المطلب رفضًا قاطعًا من جانب قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني، عندما التقى الاثنان في سوريا قبل اسبوعين. وبحسب ما ورد، أبلغ "كوباني" الدبلوماسي الأمريكي أنه سيدرس الفكرة فقط إذا انسحبت القوات التركية من مقاطعة "عفرين" المحتلة من قبل تركيا منذ آذار/مارس 2018.
ومن غير المرجح أن تنسحب أنقرة من عفرين، لأن وحدات حماية الشعب تطالب بذلك، ويعرف "كوباني" ذلك جيدا، على الأخص مع قيام قوات تحرير عفرين المرتبطة بـ YPG بتعزيز تمردها ضد الجيش التركي وحلفائها من المجموعات الإرهابية هناك. وأكدت وزارة الدفاع التركية مقتل جندي تركي وإصابة ثلاثة آخرين أمس في المنطقة خلال هجوم ألقت باللوم فيه على وحدات حماية الشعب، لكنها لم تقدم أي تفاصيل أخرى.
ليس الكرد وحدهم غير راضين عن خطط الولايات المتحدة لإقامة منطقة آمنة، حيث قال أحد المصادر المطلعة على المحادثات لـ"المونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن تركيا غاضبة أيضًا من أنها لا تقدم أكثر من مجرد وجود رمزي.
ويرافق "جيفري" نائب مساعد وزير الخارجية لسوريا جول ريبرن. وأكد مسؤولو الإدارة أنه من المتوقع أن يجتمع الاثنان مع نائب وزير الخارجية التركي سيدات أونال والمتحدث الرئاسي إبراهيم كالين.
 وذكرت قناة CNNTurk الإخبارية الخاصة أن "جيفري" سيلتقي بوزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان.
وأشارت الأنباء إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب عن غضبًا تركيًا بشأن استمرار تحالف الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب مرة أخرى في محادثته الهاتفية يوم الاثنين مع الرئيس دونالد ترامب. 
وأكد مكتب "أردوغان" في بيان أن القادة تبادلوا وجهات النظر حول التطورات الأخيرة في سوريا ووافقوا على الحفاظ على تعاون وثيق في مكافحة الإرهاب. بالنسبة لتركيا، الإرهاب و YPG  مترادفان.
ومع ذلك، كان محور التركيز الرئيسي للاتصال، هو عرض تركيا تشكيل لجنة مشتركة لحل الخلافات الناشئة عن الصفقة التركية المثيرة للجدل للحصول على صواريخ S-400 روسية الصنع. ورفضت "واشنطن" في وقت سابق العرض التركي، ما يهدد بفرض عقوبات شاملة إذا لم يتم تعليق الصفقة.
اليوم، تحدث أردوغان عبر الهاتف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال مكتب "أردوغان" إن الزعيمين اتفقا على ضرورة متابعة التعاون الوثيق من أجل حل الأزمة السورية. وقال "الكرملين"، في بيان منفصل، إن "بوتين وأردوغان دعيا إلى وقف إطلاق النار في ليبيا وتجديد العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة".