توقيع كتاب تاريخي لمؤلف بحريني يكشف بالوثائق جذور التحالف بين "آل ثاني" والعثمانيين للاستيلاء على قطر

كشف كتاب تاريخي حديث عن تاريخ وجذور التحالف القطري التركي الذي يمثل تهديدا لأمن المنطقة واستقرارها حاليا، حيث تحالف آل ثاني مع العثمانيين تارة ومع البريطانيين أخرى لاحتلال شبه جزيرة قطر واغتصاب الحكم فيها من آل خليفة حكامها الشرعيين.

وحضر الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى مصر، مساء اليوم، حفل توقيع كتاب "الزبارة.. التأسيس والاحتلال ولعبة النفط" للكاتب البحريني يوسف البنخليل رئيس تحرير صحيفة الوطن البحرينية، ويكشف الكاتب في كتابه تفاصيل الالاعيب القطرية في المنطقة وممارساتها، وقام الكاتب بإهداء مراسل ومكتب وكالة فرات بالقاهرة عدة نسخ من الكتاب. وحضر الحفل عدد من الشخصيات السياسية والاعلامية والثقافية والدبلوماسية، بمشاركة الدكتور خالد عكاشة عضو المجلس القومي المصري لمكافحة الارهاب التابع للرئاسة المصرية.

ويناقش كتاب " الزبارة: التأسيس والاحتلال ولعبة النفط" قضية تأسيس العتوب لإمارة الزبارة، وتطورها لتشمل حكم شبه جزيرة قطر وجزر البحرين لقرون عدة. انتهاء بقضية احتلال آل ثاني للزبارة عسكرياً في العام 1937، وقتل سكانها، وتهجيرهم قسراً، ويؤكد أن الزبارة مازالت محتلة وتعود سيادتها لحكم آل خليفة الشرعي، وفق الاستناد على ميثاق كيلوغ برييان الموقع في العام 1928، والذي يقضي بإعادة الأراضي المحتلة إلى أصلها، وعدم قانونية الاحتلال العسكري. ويكشف الكتاب عن الجذور التاريخية للتحالف الراهن بين نظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أو ما يعرف بالعثمانيون الجدد ونظام الحكم في الدوحة، حيث يكشف الكتاب ان آل ثاني تحالفوا مع الاحتلال العثماني للخليج من أجل انتزاع حكم قطر من آل خليفة الحكام الشرعيين لقطر والبحرين.

ويرصد الكتاب دور الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة في تأسيس الزبارة، وعوامل هجرته من الكويت إلى هذه المنطقة الفريدة، وأسباب اختياره الزبارة مقراً جديداً لإمارة العتوب. ويحلل أبرز السياسات التي تبناها وضمنت له صعود إمارة مختلفة عن بقية إمارات الخليج العربي. إضافة إلى بيان ردود أفعال القوى المحلية والإقليمية تجاه صعود إمارة جديدة في القرن الثامن عشر.

وتحت عنوان: "ظهور آل ثاني والخيانة الأولى"، يناقش هذا القسم ظهور عائلة آل ثاني على المشهد السياسي في شبه جزيرة قطر من جدها الأكبر ثاني الذي أقام في الزبارة تحت حكم آل خليفة، إلى محمد بن ثاني الذي عمل تاجراً في البداية، إلى أن تولى مهمة جمع الضرائب لحكام آل خليفة، وانتقال قاسم بن محمد من التمرد السياسي على أبيه إلى التمرد على آل خليفة مع طموحاته السياسية.

وفي فصل بعنوان "شبه جزيرة قطر وجزر البحرين: مقدمات الانفصال"، يرصد هذا القسم إرهاصات الفصل القسري بين شبه جزيرة قطر وأرخبيل البحرين تحت حكم آل خليفة، والأدوار التي لعبها آل ثاني والإنجليز. ويكشف طبيعة وحدود سلطة آل ثاني في بواكيرها التي لم تتجاوز حدود منطقة الدوحة.

وبحسب فصل بعنوان: "ما بعد الخيانة: قاسم بن ثاني قبوشي باشا"، فقد شكّل تحالف قاسم بن ثاني مع العثمانيين واستدعائهم لشبه جزيرة قطر حدثاً مهماً، لأنهم انقلبوا عليه بعد أن منحوه لقب قائمقام وأطلقوا عليه قبوشي باشا. لذلك يرصد هذا القسم التحالف بين الطرفين من أجل السيطرة السياسية، وكسب الثروة.

رغم ما تعرّضت له الزبارة من هجمات ومحاولات احتلال، إلا أن المحاولات العثمانية السبع هي الأكثر خطورة لأنها ارتبطت بأطماع آل ثاني السيطرة عليها. ويناقش الكتاب الفشل الذي تزامن مع جميع المحاولات العثمانية لاحتلال الزبارة. ويقول: "بعد فشل القوات العثمانية السيطرة على الزبارة في المحاولات السبع، فقدت الأمل، وانقطعت عنها المؤن والعتاد، ما دفعها للحصول على قرض من أحد أبرز تجار البحرين من أجل تسيير أمورها إلا أن تم إجلائها من شبه جزيرة قطر لاحقاً حسبما يعرضه هذا القسم".

وفي فصل بعنوان: "هنا لندن: المفاوضات السرية واحتلال آل ثاني"، يشرح هذا القسم طبيعة العلاقات التي اتسمت بين السلطات البريطانية مع آل ثاني، ومهدت لتكوين إمارة آل ثاني بعد ذلك. خاصة وأن العلاقات اتسمت بالسرية من أجل تكوين مصالح مشتركة بين الطرفين اعتمدت على النفط وكان لها دور مهم في مستقبل الأحداث لاحقاً.

وقد شكّل النفط عاملاً أساسياً في تفاعلات العلاقة بين إمارات الخليج الناشئة والسلطات البريطانية، في الوقت الذي تزامن فيه مع بداية تراجع النفوذ البريطاني في النصف الأول من القرن العشرين، ودخول الولايات المتحدة باعتبارها قوة سياسية دولية جديدة دخلت المنطقة من أجل المصالح الاقتصادية القائمة على الامتيازات النفطية. وهذا ما يركز عليه هذا القسم الذي يتناول دور النفط في تشكيل الموقف البريطاني من سيادة آل خليفة على منطقة الزبارة وشبه جزيرة قطر.

وفي فصل بعنوان: "الغزو القطري: شهداء وتهجير قسري"، يستعرض هذا القسم المشهد الأخير من سيادة آل خليفة على إقليم الزبارة، وتحديداً معركة الزبارة التي سميّت لاحقاً بـ "الحريبة أو العصرية" في العام 1937، وهي المعركة التي قام فيها آل ثاني بغزو الزبارة واحتلالها عسكرياً إلى اليوم. ويبحث في دوافعها، وأحداثها، وتفاصيلها، وما أسفرت عنه من نتائج من حيث الجرحى والشهداء، وتهجير قسري لمواطني الزبارة، والنتائج السياسية، ومواقف القوى المختلفة منها. كما يقدم مجموعة من الشهادات التاريخية القديمة والحديثة حول هذا الغزو الغاشم.

وفي فصل بعنوان: "العقوبات على بن ثاني ومفاوضات لا تنتهي"، يناقش هذا القسم سياسة حاكم البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بعد غزو آل ثاني للزبارة واحتلالها عسكرياً، والقرارات الهامة التي اتخذها لمواجهة تطورات الأحداث، وسياسات آل ثاني المتفردة. كما يقدم عرضاً يتعلق بالدور والمواقف البريطانية المتخاذلة تجاه قضية احتلال الزبارة عبر سلسلة طويلة من المفاوضات التي لم تسفر عن نتائج فعلية على أرض الواقع.

وفي فصل بعنوان: "الزبارة من المبادرة السعودية إلى المحكمة الدولية"، يقول الكاتب أن المملكة العربية السعودية لعبت دوراً مهماً في قضية الزبارة، من حيث احتواء نتائج الاحتلال، والعمل على تخفيف التوتر بين البحرين وقطر، وقدمت عدة مبادرات طوال عقود من القرن العشرين، إلى أن انتهت بانفراد قطري غريب على الإجماع الخليجي والتوجه لمحكمة العدل الدولية لتقديم شكوى ضد البحرين.

أما الفصل بعنوان "محكمة العدل الدولية والانقلاب على التاريخ"، ويتناول هذا القسم مداولات محكمة العدل الدولية حول الزبارة، وطبيعة السند القانوني الذي اعتمدت عليه في قرارها التاريخي بشأن سيادة وملكية الزبارة في العام 2001. ويكشف الجوانب غير المنطقية التي اهتمت بها، وكان لها دور حاسم في قرار المحكمة تجاه أطول قضية حدودية تناقشها في تاريخها.

وبحسب الكتاب وتحت عنوان "التهجير القسري لأبناء الزبارة: اعتبارات سياسية"، فقد عانى أبناء القبائل المقيمة في الزبارة من تهجير قسري، وجرائم ضد الإنسانية من قبل آل ثاني منذ غزو الزبارة واحتلالها عسكرياً. لذلك يقدم هذا القسم رؤية سياسية وقانونية حول طبيعة التهجير القسري الذي عانوا منه، وحقوقهم المكتسبة في الأرض والثقافة بموطنهم الأصلي قبل هجرتهم قسراً إلى البحرين.

وفي فصل بعنوان: "التجنيس السياسي: سياسة بن ثاني القديمة"، يوضح الكاتب أن سياسات قطر تجاه مواطني البحرين لم تختلف منذ بدايات القرن العشرين وإلى الآن، لذلك يناقش هذا القسم السياسة التي اتبعها شيوخ آل ثاني من تجنيس بعض العائلات البحرينية بهدف المساس بسيادة حاكم البحرين، والإضرار بالعلاقات العميقة القائمة مع شعبه.

أما الفصل بعنوان: "ما بعد الاحتلال: منع الموارد الطبيعية عن البحرين"، فيناقش هذا القسم سياسة آل ثاني في منع الموارد الطبيعية عن البحرين، حيث كان الأهالي في النصف الأول من القرن العشرين يستفيدون من بعض هذه الموارد، ويستوردونها من شبه جزيرة قطر إلى البحرين دون قيود باعتبارها أراض خاضعة لسيادة حاكم البحرين.

أما الفصل بعنوان: "التشويش السياسي من بن ثاني: من الزبارة إلى البحرين"، فيتناول هذا القسم سياسة آل ثاني بعد التجنيس، حيث قاموا باستغلال بعض الشخصيات البحرينية التي تم تجنيسها لتحريض العائلات البحرينية ضد بلدهم، وتشويش العلاقة بين حكام من آل خليفة والشعب.

ويمثل فصل بعنوان: "مستقبل الزبارة.. الخرائط السياسية متغيّرة"، خاتمة للكتاب، وتتناول رؤية الكاتب حول مستقبل الزبارة، والعلاقات بين البحرين وقطر في ضوء تحولات الجغرافيا السياسية والتاريخ في الخليج العربي. وضرورة معالجة احتلال الزبارة وفق ميثاق كيلوغ برييان الموقع في العام 1928، والذي يقضي بإعادة الأراضي المحتلة بالقوة، وتحريمها دولياً.