تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية: البنتاغون سيزيد مساهمة شركاء التحالف لتعويض انسحاب الولايات المتحدة

قال تقرير مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية حول عملية العزم الصلب للقضاء على داعش إن إعلان البيت الأبيض قرار الانسحاب "المفاجئ" تسبب في قلق كبير للحلفاء وكان من المرجح أن ينظر إليه على أنه فرصة للخصوم ".

وذكر التقرير ربع السنوي لوزارة الدفاع الأمريكية حول "عملية العزم الصلب" للقضاء على داعش في سوريا والعراق، أنه خلال الفترة التي يغطيها التقرير من 1 كانون الثاني (يناير) 2019 إلى 31 آذار (مارس) 2019، تم تحرير آخر قطعة أرض خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في سوريا، مما وضع حدا "للخلافة" المكانية لتنظيم داعش الارهابي.
وكشف التقرير السابع عشر لمكتب المفتش العام حول عملية العزم الصلب والذي تم تقديمه الى الكونغرس الأمريكي حول عمليات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا، عن أنه بين 1 كانون الثاني (يناير) 2019 و 31 آذار (مارس) 2019، قام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة داعش والقوات الشريكة بتحرير آخر قطعة أرض خاضعة لسيطرة داعش في سوريا ، مما وضع حداً لـ "الخلافة" بمعناها الاقليمي. ويتراوح عدد مقاتلي داعش والمتعاونين معهم وغيرهم من المؤيدين المنتشرين في العراق وسوريا ما بين 14000 إلى 30.000 فرد. أفادت قوة المهام المشتركة - OIR (CJTF-OIR) أن داعش يعيد تشكيل تمرده بينما يواصل تنفيذ الهجمات في كلا البلدين.
ولفت التقرير إلى انتقال عدد غير معروف من مقاتلي داعش من المعركة الأخيرة في وادي نهر الفرات الأوسط إلى المراكز الحضرية في سوريا وإلى العراق، بينما فر أفراد عائلات "داعش" إلى مخيمات النازحين والمشردين داخلياً، ولا يزال أكثر من 1000 مقاتل من داعش في مراكز الاحتجاز الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وذكر التقرير أنه مع بداية الفترة التي يتناولها، كان الجيش الأمريكي بصدد سحب قواته من سوريا بعد قرار مفاجئ في ديسمبر/ كانون الأول بنقل جميع القوات من هذا البلد.
ومع ذلك، في شباط/ فبراير، عدلت الإدارة الأمريكية قرار الانسحاب الكامل للاحتفاظ بعدد غير محدد من القوات في شمال شرق سوريا وفي حامية التنف بالقرب من الحدود الأردنية. ووفقًا لكل من وزارة الدفاع (البنتاغون) ووزارة الخارجية  الأمريكية، فقد بقيت سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا كما هي ولا تزال تسعى إلى تأمين "هزيمة دائمة" لداعش.
وذكرت قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب أنها ستحتفظ بـ"قدراتها الأساسية" في سوريا مع عدد أقل من القوات، وسيتم ذلك جزئياً من خلال الاعتماد أكثر على القوات الشريكة. ومع ذلك، أثار إعلان الانسحاب والقرار اللاحق لتقليص القوات أسئلة حول ما إذا كان شركاء التحالف سيواصلون عملياتهم في سوريا. واعتبارًا من نهاية مارس/ آذار الماضي، أبلغ مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية وزارتهم بأنهم "يضمون شركاء التحالف لزيادة دعمهم" في ضوء الانسحاب.
ولفت ملخص التقرير إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) قد أكدا أن استمرار حالة الفوضى والعنف في سوريا تمنع النازحين واللاجئين من العودة إلى ديارهم ويعيق جهود الولايات المتحدة لتوفير برامج تثبيت الاستقرار وتقديم المساعدة الإنسانية. وذكرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن مئات الآلاف من الأشخاص ما زالوا مشردين بسبب انعدام الأمن ونقص الخدمات أو الفرص الاقتصادية في أماكنهم الأصلية.
وخلص التقرير إلى أن الولايات المتحدة حاولت بعد قرار الانسحاب المفاجئ أن تعالج مخاوف شركائها المعنيين بقرار الانسحاب، وهم قوات سوريا الديمقراطية، و"المصالح التركية"، واشار التقرير إلى أن قوة المهام المشتركة بعملية العزم الصلب قد أبلغت في ذلك الحين بأن سياسة الولايات المتحدة في سوريا ما زالت في طور التشكل وأن عملية توفيق وتحديد تموضعها العسكري في سوريا لم تكتمل بعد، إلا انه في كل الأحوال ستعتمد القوات الأمريكية على نفس قدراتها الأساسية مع عدد أقل من القوات، مما سيزيد من اعتمادها على شركاء الولايات المتحدة في القيام بعمليات ضد داعش وبقاء القوات الأمريكية ضمن الحدود المقبولة من المخاطرة، وهو ما يعني ان وزارة الدفاع الامريكية ستواصل إشراك شركائها لزيادة دعمهم لتلك الجهود المبذولة في سوريا مع استمرار القوات الأمريكية في الانسحاب.
وأكد التقرير أنه مع نهاية الفترة التي يغطيها (31 آذار/ مارس)، لم يكن من الواضح من هم شركاء التحالف الذين سيواصلون العمل في سوريا، وما إذا كان هناك أي زيادة لمساهمتهم في مهمة تعويض عن خفض وجود القوات الأمريكية.