ترحيب غربي بمقترح ألمانيا بإنشاء مهمة دولية لإحلال الاستقرار في شمال سوريا

أقترحت ألمانيا تشكيل بعثة من قوات حفظ السلام الدولية لحماية الاستقرار والأمن في شمال سوريا الذي يتعرض لعدوان تركي رغم إتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع أنقرة.

ولقي اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية بشأن مهمة دولية لإحلال الاستقرار في شمال سوريا قبولاً من جانب الولايات المتحدة ورئيس حلف الناتو، لكن من غير المرجح أن تشارك واشنطن بقوات في هذه المهمة، تاركة المسألة برمتها للأوروبيين، بحسب موقع "دويتشه فيله" الألماني.
حددت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور ملامح مقترحها بشأن مهمة دولية لإحلال الاستقرار في شمال سوريا أمام لجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، حسبما ذكرت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله".
وقالت الوزيرة، في الجلسة اليوم الأربعاء، إنه يتعين أن تكون هذه المهمة بتفويض من الأمم المتحدة، وأن تكون قواتها تحت قيادة الأمم المتحدة أيضاً.
وذكرت الوزيرة أن المهمة ستكون من جنود الخوذ الزرقاء على غرار مهمة مالي، مشيرة إلى أنه سيكون هناك حاجة إلى قدرات عسكرية واسعة النطاق، وقوات قتالية أيضاً، إلا أنها لم تذكر مدى الحجم المطلوب لهذه القوات وإلى أي مدى قد تشارك القوات الألمانية فيها.
وأضافت الوزيرة أن المهام الخاصة بالمهمة يجب أن تكون الفصل بين أطراف النزاع، ومراقبة وقف إطلاق النار، ورصد الوضع هناك، مشيرة إلى أن المنطقة الأمنية يمكن تقسيمها إلى قطاعات تتولى ألمانيا مسؤولية أحدها.
 من جانبها، رحبت السفيرة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كاي بيلي هتشيسون بالمبادرة الألمانية، ووصفتها " بالإيجابية" محذرة من حدوث تعقيدات.
وقالت هتشيسون إن المبادرة التي طرحتها وزيرة الدفاع الألمانية التي تنص على "تشكيل مجموعة أوروبية تكون ضمن قوة حفظ سلام دولية تعد أمراً إيجابياً بالتأكيد" مشيرة إلى احتمالية مشاركة فرنسا وبريطانيا .
وأشارت هتشيسون إلى أن الوضع معقد في المنطقة بين الحدود التركية وبقية سوريا، "حيث تتواجد قوات سورية وروسية وبالطبع الأكراد الذين يعيشون هناك".
وأوضحت هتشيسون، في مؤتمر صحفي، أنه من غير المرجح أن تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في مثل هذه المهمة، وأنه يجب على الحلفاء الأوروبيين تحمل المسؤولية.
وكانت المبعوثة تتحدث قبل اجتماع يعقده وزراء دفاع دول الحلف غدا الخميس، ودعت إلى تحقيق في احتمال ارتكاب جرائم حرب خلال الهجوم التركي في شمال سوريا، كما دعت الدول الأوروبية إلى استعادة رعاياها الذين قاتلوا في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
بدوره، صرح أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أنه تواصل مع وزيرة الدفاع الألمانية كرامب-كارنباور بشأن مقترحها لإنشاء منطقة آمنة بحماية دولية في شمال سوريا، إلا أنه شدد على أن الحل يتعين أن يشمل الأطراف الفاعلة "على الأرض".
وقال ستولتنبرغ في بروكسل :"أرحب بأن يقدم حلفاء الناتو مقترحات بشأن كيفية المضي قدما، وكيفية التوصل إلى حل سياسي. وبالطبع فإن الحل السياسي يتعين أن يشمل جميع الأطراف الفاعلة على الأرض".
وأضاف:"لا يمكن أن يكون لديك حل سياسي يتضمن فقط بعض اللاعبين. أي حل سياسي يمكن أن تكون له أشكال وصيغ مختلفة، إلا أنه ينبغي أن يشمل اللاعبين الموجودين على الأرض"، وتابع: "سيتم تناول هذا الأمر، وبحثه خلال اجتماعنا، وأتوقع من كرامب-كارنباور أن تتشارك أفكارها مع الحلفاء الآخرين".
على عكس الترحيب الغربي، قوبل اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية بإنشاء منطقة في شمال سوريا بإشراف دولي برفض روسي قاطع.