بلسان مؤسسيه: المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) ودوره في الساحة الكردستانية

تأسس المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) منذ عشرين عاماً وتمثل هدفه الرئيسي في تحقيق الوحدة الكردية.

الأجواء في داخل مبنى المؤتمر تعطي للزائر شعوراً استثنائياً فالجدران الكبيرة والعالية تشبه لوحة فنية غير مألوفة. هذا المبنى ومنذ تسعة عشر عاماً يستضيف المؤتمر القومي الكردستاني.

يقول زبير أيدار وهو أحد مؤسسي المؤتمر الوطني: "عمر هذا المبنى لا يقل عن مئة وخمسون عاماً"، بني في التاسع عشر في شارع "جان" منطقة "سان جيل" بروكسيل.

في الطابق الثاني من المبنى حيث قاعة الاجتماعات، يوجد شعار كبير للمؤتمر الوطني الكردستاني ذو الخلفية الحمراء معلق على الجدار. ولدى السؤال عن معنى الرمز (أسدين وأجنحة) وزخارف، يقول زبير أيدار: "هذا ليس مجرد زخرفة ورسم عادي، هذا كان شعار إمبراطورية ميديا. وقع الاختيار على هذا الشعار بمقترح من قبل المؤرخ الكردي "مهرداد إزادي"، عرض هذا الشعار في أحد المتاحف في مدينة نيويورك وتشير التخمينات إلى أن هذا الشعار عثر عليه في منطقة همدان في إيران.

في هذا المبنى القديم اتخذت الكثير من القرارات الهامة وفي قاعته تمت الكثير من النقاشات حول قضايا الشعب الكردي، وله أرشيف كبير يهتم يوثق مسيرة عشرين عام.  

تأسس المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في أيار/مايو 1999، وحمل على عاتقه المسؤولية الأكبر وهي وحدة الصف الكردي، وعلى الرغم من انه قام بالعديد من الخطوات في هذا الاتجاه إلا انه مطالب بشكل أكبر وتقديم المزيد. وبمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ 20 لتأسيسه عقد في هذا المبنى بتاريخ 6 حزيران/يونيو حفلاً حضره العشرات من السياسيين والأكاديميين الكردستانيين.

وانضمت الرئيسة المشتركة للمؤتمر نيلوفا كوج إلى صفوف المؤتمر في العام 2001، وعن جهود المؤتمر تقول: "حققنا تقدماً كبيراً، في العام الماضي حققنا تقدماً عل جانبين الأول: في السياسة الكردية تمكنا من بناء ثقافة الحوار، والجانب الثاني: الوحدة القومية لا تقتصر على الجانب السياسي فقط بل قضية اجتماعية أيضاً".

أيدار، قرتال وكوج يتقبلون فكرة التقصير وعدم القدرة على تحقيق الوحدة القومية بالشكل المطلوب حتى الأن، وفي نفس الوقت يؤكدون إصرارهم على مواصلة الجهود لتحيق الوحدة المنشودة.

ولدى السؤال عن كيف تشكل المؤتمر؟ من أوصى بهذه الفكرة وفي ظل أي ظروف تشكل؟ أيدار يقول: "الحقيقة هذه كانت فكرة القائد أوجلان. لأسباب وظروف سياسية معقدة تطلب تشكيل هذا الكيان سنوات عديدة".

في العام 1994، وعندما تم فصل زبير أيدار ومجموعة من رفاقه من البرلمان التركي، توجهوا إلى أوروبا. ويتابع إيدار: "في آب/أغسطس نفس العام توجهت إلى العاصمة السورية دمشق، وهناك التقيت بالقائد أوجلان. دامت الزيارة لمدة ثلاثة أسابيع وأجرينا خلالها نقاشات مطولة حول هذه الفكرة. أوجلان حينها قال: أنتم النواب الكرد عليكم أن تعملوا من اجل تحقيق الوحدة الكردية".

بعد العودة إلى أوروبا بدأنا بالعمل من اجل تشكيل اللجنة التحضيرية، تجتمع مع القوى السياسية الكردستانية من اجل عقد مؤتمر يضم الجميع. كان اقتراح أوجلان صائباً، وبعد أن اجتمعنا. لكن وبعد الاجتماع مع الكثير من الأطراف والقوى السياسية وجدنا أن الكثير من الأطراف غير مستعدة لعقد مثل هذا المؤتمر.

لهذا وقبل تشكيل هيكل المؤتمر القومي، طرحنا فكرة تشكيل برلمان في الخارج. وفي نيسان/ إبريل 1995 تم تشكيل برلمان كردستان في الخارج (PKDW). هذا البرلمان كان نشاطه موجهاً بشكل كثيف نحو شمال كردستان لهذا لم يكن يلبي الهدف الاساسي وهو تحقيق الوحدة الكردية.

نفس العام تمل تشكيل لجنة تحضيرية لعقد المؤتمر القومي الوطني، وبصفتي رئيساً للجنة التنفيذية للبرلمان الكردي خارج البلاد كنت أشرف على عمل اللجنة في الخارج وأجزاء كردستان.

ويضيف أيدار: "أوجلان دعا إلى الإسراع لتشكيل المؤتمر الوطني، وهذه خلال زيارته إلى إيطاليا في العام 1998. وعليها كنا نعمل من اجل هذا الكيان وكان من المقرر أن تشكيل المؤتمر رسمياً في عيد نوروز 1999. لكن وبعد المؤامرة التي استهدفت أوجلان في 15 شباط 1999، تم تأجيل عقد المؤتمر وتشكيله.

وأشار أيدار إلى الزيارة التي جمع أوجلان بمحامية في نيسان/ إبريل نفس العام وقال: "حينها وصلتنا معلومات عن أوجلان الذي طالب بإتمام العمل من اجل تشكيل هذا المؤتمر والإسراع. نفس العام وفي شهر أيار/مايو تم إعلان تشكيل المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) خلال اجتماع دام لمدة أربعة أيام عقد في العاصمة الهولندية أمستردام.

ويضيف إيدار: "عشرن علم مضى على تشكيل المؤتمر، هذه هي المؤسسة الأولى التي تأسست من اجل توحيد البيت الكردي، والى اليوم نحن مصرين على مواصلة هذا العمل حتى تحقيق الوحدة القومية. في كل عام يعقد اجتماع الهيئة العام للمؤتمر وتجرى الانتخابات كل عامين".

بدوره أوضح الرئيس المشترك للمؤتمر الشعبي واحد مؤسس المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) رمزي قرتال: "المؤتمر ومنذ عشرين عام يعمل في إطار مصالح الشعب الكردي وفقاً لاستراتيجية بعيدة"، وأوضح قرتال: "المشكلة الأساسية والأكبر في السياسة الكردية هي عدم تحقيق الوحدة القومية لهذا نقول إن مهمة المؤتمر القومي كبيرة ومهمة للغاية".

نيليفور كوج الرئيسة المشتركة للمؤتمر القومي بدورها تقول: "قد يكون كل ما نعمل من أجله غير مرضي لنا حيث اننا لم نتمكن إلى الأن من تحقيق تطلعات شعبنا في بناء الوحدة، لكننا نأمل أن نكون قادرين على الانتقال إلى مرحلة جدية وأفضل بدعم من شعبنا ومكونات كردستان، وهذا ممكن في ظل الظروف الراهنة".

وأضافت كوج: "خلال العقدين الأخيرين ازداد الحس القومي الكردي بشكل أكبر وتوحد الشعب الكردي في الكثير من القضايا الكردستانية ومنها كوباني، عفرين، شنكال وكركوك. وازداد مطلبه على تحقيق الوحدة وانطلاقاً من هذا فالمؤتمر القومي مطالب بشكل أكبر من ذي قبل باتخاذ خطوات أكبر في هذه المرحلة وتلبيتاً لمطالب شعبنا، وهذا ما نحن نعمل عليه اليوم".

في هذا السياق يقول زبير أيدار: "هناك تقصير في بعض الجوانب، لكن المؤتمر وبصورة عامة في ظل هذه الظروف تمثل إرادة الشعب الكردي، غالبية الأحزاب والقوى السياسية الكردستانية منضوية تحت مظلة المؤتمر القومي الكردي، هناك بعض الأطراف بعيدة عن المؤتمر لكننا نرغب في ضمها ودمجها إلى المؤتمر.

نحن والى جانب العمل من اجل تحقيق الوحدة القومية الكردية نعمل إلى تحقيق وحدة شعوب ومكونات كردستان، نرغب في أن ينضم الأشور، السريان، الأرمن، التركمان والعرب إلى هذه المظلة".

وفي دره على السؤال: على ماذا يركز المؤتمر القومي في عمله وما هدفه في هذه المرحلة؟ أيدار يجيب: "نحن ندعو إلى استراتيجية كردية مشتركة، بكلمة أخرى اتخاذ القرارات المتعلقة بالشأن الكردي في عموم كردستان بشكل مشترك. أن يكون هناك كيان مشترك يمثل القيادة الكردية ومركز للدبلوماسية الكردية أي بمعنى جهة تمثل هيئة الخارجية لكردستان.

ضف على هذا قوات الحماية في كردستان يجب أن تكون منضوية تحت مظلة واحدة ونحن نرغب في تحقيق هذه الاهداف.

وتضيف نيلوفر كوج قائلة: "خلال السنوات العشرين الماضية كسبنا خبرة كبيرة على صعيد الحوار الداخلي. أيضاً خبرة في الحوار ومع باقي المكونات والشعوب، وحان الوقت لنقوم بترجمة هذه الخبرة وتسخيرها في خدمة حل القضية الكردية في الشرق الأوسط".  

من وجهة نظرة رمزي قرتال فإنه "لا بديل عن المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) لتحقيق الوحدة القومية، نحن نؤكد أن هذا العام هو مرحلة استراتيجية في مسيرة العمل من اجل وحدة البيت الكردي وتحقيق الوحدة القومية، على جميع القوى والأطراف السياسة التي لم تنضم إلى المؤتمر حتى الأن أن تصحح المسار وتنضم إليه، وهذا لحل القضية الكردية عبر نشاط المؤتمر الاستراتيجي في خدمة القضية الكردية".