من المقرر أن يتجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ألمانيا، بعد غدا، في زيارة رسمية للعاصمة الألمانية برلين يومي 28-29 أيلول الجاري، هذه الزيارة تأتي بعد سنوات منذ أخر زيارة رسمية له إلى ألمانيا، وبعد فترة طويلة من توتر العلاقات بين البلدين. وعلى الرغم من رفض الأطراف السياسية والرأي العام الألماني لزيارة أردوغان إلا أن الحكومة الألمانية تعتزم استقبال أردوغان خلال مراسيم رئاسية رسمية.

أردوغان الذي من المقرر أن يبقى يومان في ألمانيا وقبل وصوله يعيد ترتيب برنامجه، حيث من المقرر أن يصل برلين مساء يوم الخميس لكن تبين انه سيكون في برلين قبل ظهر يوم الخميس، حيث سيصل أردوغان مطار"تيجيل" الدولي في العاصمة برلين ومن هناك سيتجه إلى فندق "أدلون" للاجتماع مع أنصاره.

ونظراً للضغوطات الكبيرة على الحكومة الألمانية من قبل الرأي العام والأطراف السياسية، تفاعلت الحكومة الألمانية مع الضغوطات وفضلت عدم السماح لأردوغان بالاجتماع مع أنصاره وتنظيم فعاليات ضخمة في الأماكن العامة في برلين وكولن، وبهذا سيجتمع أردوغان مع حوالي مئة شخص من ممثلي المؤسسات التابعة لحكومته وحزبه في ألمانيا في الفندق المذكور.

اتساع المقاطعة

ومع اقتراب موعد الزيارة تتوالى التصريحات التي تؤكد مقاطعة حضور مأدبة العشاء في القصر الرئاسي الألماني المعدة على شرف أردوغان، فمنذ أيام اعلن أعضاء البرلمان الألماني "البوندستاغ" من حزب الاتحاد الديمقراطي الحر (FDP) النائب بيجان جير-ساراي ومن حزب اليسار النائبة سيفيم داجديلين  رفضهم دعوة الرئيس الألماني فرانك- فالتر تشاينماير لحضور مأدبة العشاء على شرف أردوغان في قصر "بيلفيد". وهذين الاسمين كانا على رأس قائمة المقاطعين لاردوغان لتضاف أسماء أخرى إلى القائمة فيما بعد، أخرهم رئيس بلدية العاصمة برلين ميشيل مولر الذي قرر عدم مشاركة أردوغان حفل العشاء تعبيراً عن رفضة لهذه الزيارة.

قرار مقاطعة الاجتماع مع أردوغان في هذه الأثناء وحد صفوف المعارضة في ألمانيا، وتتالت التصريحات من قبل زعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر، وزعماء حزب الخضر روبرت هابك وأنالينا بابوك،ورؤساء كتلة نواب حزب البديل من اجل ألمانيا النائب ألكسندر غاولاند والنائبة أليس فايدل مؤكدين رفضهم الاجتماع مع الرئيس التركي أردوغان.

وفي هذا السياق، تناقلت وسائل إعلام ألمانية يوم أمس خبراً ذكر فيه أن رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل لن تحضر مأدبة العشاء في القصر الرئاسي دون ذكر الأسباب. وحتى الأن لم يؤكد أحداً حضوره مأدبة العشاء سوى زعيم حزب الخضر الألماني السابق (ذو الأصول الشركسية) جيم اوزدمير.

هذا وبدعوى وتنظيم من قبل مبادرة "أردوغان غير مرحب به /"Erdogan not Welcome ستنطلق المظاهرات الاحتجاجية في ساحة بوتسدام وسط العاصمة برلين بالتزامن مع حفل العشاء في القصر الرئاسي. بالإضافة إلى الكثير من أبناء الجاليات الكردية والتركية في ألمانيا سيشارك في هذه المسيرة الجماهيرية التي ستنطلق بتمام الساعة 16:00 ستشارك الكثير من الأحزاب السياسية، مؤسسات مدنية ومنظمات حقوقية.