اجتمع، اليوم، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في إطار زيارته الرسمية إلى ألمانيا التي وصلها، أمس الخميس، ورغم المعاضة الشعبية والسياسية الشديدة لهذه الزيارة آثر شتاينماير على استقبال أردوغان على السجادة الحمراء وسط مراسم عسكرية في القصر الرئاسي. 

وبعد اجتماع أردوغان مع رئيسة الوزراء الألمانية ميركل من المتوقع أن يعقدا مؤتمراً صحفياً، وسط إجراءات أمنية مشددة في مقر رئاسة الوزراء، لكن ولأن الصحفي المعارض جان دوندار (المطلوب من قبل السلطات التركية) سيكون حاضراً بين الصحفيين، فإن أنباء تتحدث بأن أردوغان لن يتوجه إلى قاعة المؤتمر. 

وتدور توقعات بعدم حضور أردوغان للمؤتمر خوفاً من الانتقادات اللاذعة للصحافة الألمانية على سياساته وزيارته غير المرحب بها. 
وأشارت مصادر مقربة من رئيسة الوزراء الألمانية ميركل إلى أنه من الممكن إلغاء المؤتمر الصحفي وصدور بيان مشترك للصحافة باسم الدولتين.

أردوغان يسلم قائمة مطلوبين من الاستخبارات التركية إلى ميركل

في هذه الأثناء وخلال اجتماع ميركل وأردوغان أفادت وسائل إعلام  تركية بأن أردوغان قدم لائحة تضم 69 اسماً لمطلوبين للسلطات التركية متواجدين في ألمانيا إلى أنجيلا ميركل. 

ووردت هذه الأنباء أيضاً في وسائل إعلام ألمانية. 

يذكر أن القائمة تضم 69 اسماً لمعارضين وشخصيات تتهمهم تركيا بالضلوع في الانقلاب الأخير ضد أردوغان في الخامس عشر من تموز 2016.  

ويذكر أن القائمة التي أعدتها الاستخبارات التركية بطرق غير قانونية تضم الأسماء، أرقام الهواتف، عناوين الإقامة والعمل ومعلومات خاصة عن المطلوبين لدى تركيا. وسيطلب أردوغان من الحكومة الألمانية تسليمهم لتركيا.

في هذه الأثناء أيضاً تخضع منطقة مقر رئاسة الوزراء لحراسة وإجراءات أمنية مشددة لم تشهدها برلين مطلقاً.

وفي هذا السياق انتشرت المركبات العسكرية بشكل كثيف في المحيط وقامت بوضع حواجز ونشر القوات الشوارع، كما أخرجت الشرطة السيارة الإعلانية التي أحضرتها منظمة مراسلون بلا حدود إلى محيط مبنى رئاسة الوزراء،والتي كتب عليها "الديكتاتور في الخارج والصحفيون في السجون"، في إشارة منهم إلى انتهاكات أردوغان بحق الصحفيين واعتقال الصحفيين الألمان.

ومن المقرر أن يحضر أردوغان الليلة مأدبة عشاء مقامة على شرفه في القصر الرئاسي. وسيتزامن مع موعد العشاء هذا مظاهرات واحتجاجات منظمة من قبل مبادرة "أردوغان غير مرحب به" في ساحة بوتسدام وسط العاصمة برلين. 

وسيشارك في هذه المظاهرات الجاليات الكردية والتركية والكثير من المنظمات، المؤسسات والشخصيات السياسية المعارضة للحكومة الألمانية بتمام الساعة 16:00 بتوقيت برلين.

وخلال خروج سيارة ليموزين تقل الرئيس التركي أردوغان وسط حراسة أمنية مشددة من القصر الرئاسي، وعبر المواطنون الألمان عن احتجاجهم واستنكارهم لهذه الزيارة، في طريق سير أردوغان، مرددين الهتافات الاستهجانية: "نحن لا نريدك هنا.. أيها الديكتاتور ألا تخجل من نفسك".