بايك: مشروع أوجلان يعيد الشرق الأوسط إلى مساره التاريخي الصحيح

أكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك أن الفاشية المفروضة على تركيا لا مثيل لها في التاريخ، وأن هتلر لم يقل أنه استوحى فكره من العثمانية عبثاً، مضيفاً أن كسر العزلة هو في نفس الوقت انهيار للفاشية وهو ما العالم بأسره

تحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك لإذاعة "Dengê Welat" عن العزلة المشددة المفروضة على إمرالي، و حملات الإضراب المفتوحة عن الطعام، ومخطط حزب العدالة والتنمية AKP الشامل لمحاربة الكرد والمؤتمر الثاني لشبيبة الشرق الأوسط الذي عقد في روج آفا نهاية الأسبوع الماضي (الأربعاء، 20 شباط الجاري).

وأشار بايك إلى أهمية حملات الإضراب المفتوحة عن الطعام التي تقودها البرلمانية ليلى كوفن، والتي وصفها بالتاريخية. ووجه التحية لجميع المناضلين المشاركين في الحملة، قائلاً: "إن الحملة تمكنت من اختراق سجون الفاشية وتمددت إلى عموم كردستان والعالم وتمكنت من توحيد كل مناهضي الفاشية في صف واحد.

صحيح أن هذه الحملة انطلقت من كردستان لكنها من أجل الإنسانية ككل وليست فقط من أجل الكرد".

وأضاف "الفاشية المفروضة في تركيا لا مثيل لها في العالم والتاريخ، ولهذا كان هتلر يتغنى بتطرف فكره ويقول إنه استوحى هذه الفاشية من الأتراك، هذا وحده يثبت لنا الحقيقة.

لذا يجب تصعيد النضال الرامي إلى كسر العزلة، لدحر هذه الفاشية التركية، التي يعتبر دحرها في الوقت الراهن خدمة لكل الإنسانية".

وقال بايك: "إن النظام المفروض على إمرالي تشكل من قبل تلك القوى التي تقود الرأسمالية العالمية".

وتسائل بايك: لماذا؟ من وجهة نظري الأيديولوجيا وفلسفة أوجلان هي البديل لنظام الرأسمالية العالمية.

ولأن هذا البديل مؤثر ويزداد قوة وتأثيراً على المرأة، الشعوب، الشبيبة، القوى الإشتراكية وكل المناهضين للرأسمالية.

لهذا فرضت العزلة المشددة بهدف منع تمدد فكر أوجلان، والذي يشكل تمدده خطراً وتهديداً كبيراً للنظام الرأسمالي.

وأشار إلى أن الرأسمالية العالمية وعلى مراحل متعددة قامت ببناء نظامها في كردستان والشرق الأوسط، وعلى خارطة الشرق الأوسط جغرافية كردستان تعتبر المركز، لهذا دور وتأثير أوجلان في المركز كان بالنسبة للرأسمالية تهديداً حقيقي لنظامهم. لهذا وضع مخطط إنهاء حركة التحرر وإلغاء تأثيرها، والقضاء عليها تدريجياً.

من الذي يمثل هذه القوة اليوم؟ هي أمريكا، بريطانيا وإسرائيل.

واستطرد: "بهذا الشكل بدأت المؤامرة الدولية وشاركت فيها الكثير من الدول الأخرى، كما شاركت فيها أطراف كردية أيضاً.

كل من شارك في هذه المؤامرة شارك فيها بكل قناعة لأن إنهاء حركة التحرر وأيديولوجية القائد أوجلان يحقق مصالحه الخاصة".

وواصل حديثه: "نستطيع القول إن مؤامرة بهذا الشكل هي الأولى من نوعها في التاريخ، والمحصلة أنه ورغم كل المحاولات لم تتمكن المؤامرة من تحقيق أهدافها، وهذا بفضل المقاومة الكبيرة التي يبديها القائد أوجلان، الكريلا والشعب الكردي".

وأشار بايك إلى دور لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات (CPT) في فرض نظام العزلة المشددة على إمرالي وقال: "لجنة مناهضة التعذيب هي جزء من هذا النظام المفروض، وهذا هو السبب الرئيسي من بناء مؤسسة بهذا الشكل، فاللجنة في النهاية من صنع النظام الرأسمالي، وبما أنها من صنع الرأسمالية وجزء من النظام المفروض فمن الطبيعي أن يكون موقفها بهذا الشكل من العزلة المشددة.

وتركيا تستمد قوتها من هذا الموقف وعليه تشدد العزلة".

وتطرق بايك بالحديث إلى مسارات بناء النظام الفاشي في تركيا المتمثل في حزبي العدالة والتنمية AKP والحركة القوميةMHP وقال: "من الذي أسس AKP,MHP كيف تمكن حزب العدالة من الوصول إلى الحكم في تركيا؟ لولا دعم النظام الرأسمالي العالمي لما تمكن أردوغان من الوصول إلى الحكم. الكثيرين من خارج حزبه ومن داخله يؤكدون هذا.

أردوغان وباخجلي دائماً ما يدعون تمسكهم بالقومية، لكن هذا الإدعاء كاذب وما هي إلا تصريحات جوفاء من أجل خداع الشعب، في الأساس هم لا يؤمنون بالقومية.

أمريكا هي التي قامت بصنعهم ووضعتهم في الحكم. في كل مرحلة يعيش فيها نظام أردوغان في مأزق تتدخل أمريكا، ألمانيا والدول الأوروبية من أجل إنقاذه. داخلياً أيضاً دائماً ما يتلقى نظام أردوغان الدعم من قبل حزب الشعب الجمهوريCHP".

وتابع: "ولأن نضال حركة التحرر ، والشعب الكردي والقائد أوجلان يُظهر حقيقة هذه القوى (الرأسمالية) التي أسست نظامها على إبادة باقي الشعوب والمكونات، فهم دائماً ما يقفون في صف واحد ضد نضال الشعب الكردي وحركة التحرر، الجميع يقدم الدعم لأردوغان، وهذا ما يبقيه في الحكم حتى الآن، الأحزاب الكردستانية في جنوب كردستان أيضاً تدعم هذا النظام بشكل أو آخر، لأنها أيضاً باتت جزءاً من النظام الرأسمالي"

وشدد على أن "نضال القائد أوجلان وحركة التحرر أظهرت حقيقة الجميع، ولهذا يتحالفون ويتكاتفون ضد حركتنا وقائدنا أوجلان، لأنهم غير قادرين على الوقوف في وجه نضال ومقاومة شعبنا".

وتطرق بايك في حديثه إلى الخطأ، الذي وقعت فيه بعض القوى الكردستانية، بوقوفهم إلى جانب نظام AKP,MHP، قائلاً: "إن المسؤلين في تركيا يقولون دائماً إنهم أخطأوا لسماحهم بقيام إقليم شمال العراق على حدودهم ولن يسمحوا بتكرار هذا الخطأ، ولكن الحقيقة أن هذا الخطأ لم يحصل عن جهل بل فرض عليهم".

وأوضح: "إذا قلنا كيف أُجبرت تركيا على قبول الاعتراف بالإقليم، فهذا بسبب مشاركتهم في الحرب ضد حزب العمال الكردستاني، واليوم باتت الحدود مفتوحة من الجانبين وبات طريقهم مفتوحاً يسافرون ويتاجرون أينما وكيفما شاءوا".

وتحدث بايك عن مخطط حكومة AKP,MHP الشامل لمحاربة وإبادة الكرد، موضحاً أن هذا المخطط دليل ضعف تركيا وقوة حركة التحرر.

وقال: "الحركة لم تعد تحمل أمال وطموحات الشعوب في كردستان فقط، بل باتت تمثل طموحات كل الشعوب في العالم، لهذا هناك جهود مكثفة من أجل منع تمدد فكر الحركة".

وأضاف "منذ تأسيس الـ PKK، وحتى اليوم، يتعرض الحزب للهجمات، لكن ومع كل هجمة يزداد حزبنا قوة. الأهم من كل شيء هو معرفة حقيقة تركيا، هي دولة قومية، فكرها وبرنامجها يركز على القومية الواحدة، الدين الواحد، اللغة الواحدة دون الاعتراف بهوية وحقوق باقي المكونات والشعوب، هذا الشعار دائماً يردده أردوغان وباخجلي في كل المناسبات وهذه هي الفاشية بعينها لا شيء آخر".

وتابع: "يقولون يجب أن يعترف الجميع أنه تركي وكل من يرفض التخلي عن هويته القومية يحرم من حق العيش، وهذا يقال ويطبق بشكل فعلي في الواقع. الجمهورية التركية تأسست على هذا الفكر، لهذا نرى أنها دائما تعادي باقي الشعوب وتخلق لنفسها أعداء لمحاربتهم والقضاء عليهم ولضمان بقائها.

أبادت العديد من المكونات والشعوب وكانت تعمل على إبادة الشعب الكردي أيضاً، لكنها فشلت بفضل مقاومة الشعب". واستطرد: "لهذا قالوا إن حزب العمال الكردستاني وأوجلان منعوا تركيا من تحقيق الوحدة القومية في البلاد، أوجلان تمكن من إفشال مخطط الوحدة القومية، ولهذا انتقلت تركيا إلى الخطة الثانية وهي مخطط الحرب الشاملة".

ولفت إلى أنهم "دائماً ما يقولون إن الاعتراف بحقوق الكرد بمثابة نهاية لتركيا، ومن خلف هذا الشعار تصطف جميع الأطراف والأحزاب القومية لأنها تأسست على الفكر نفسه، بمعنى آخر أن هذه الدولة تأسس على معادات الشعب الكردي وكل المكونات الأخرى، وانطلاقاً من هذا فكل الأحزاب والحكومات تمارس سياسات الإنكار والإبادة بحق الكرد".

وتابع: "كل من يعارض هذا النظام يُتهم بالخيانة ومحاولة تقسيم تركيا من قبل الحكومات التركية. علينا جميعاً أن ندرك حقيقة الجمهورية التركية وحقيقة النظام الذي يُفرض على الشعوب والمكونات ونعلنها للجميع حتى يدركوا حقيقة تركيا.

المسؤلون في تركيا يقولون: هذه هي سياسة الدولة التركية القومية، ونعمل من أجل فرضها على البلاد وإذا قتل أحد ودمرت المدن فهذا ليس بسببنا بل بسبب الـ PKK، الذي يرفض سياسة الدولة".

وأكد أنهم "يوجهون لنا التهم بهذه التصريحات، وهذا أيضا أسلوب من أساليب الفاشية يرتكب الجرائم ويلصقها بالغير ويوجه التهم للآخرين ، بمعنى آخر يخوض حرباً نفسية". ولفت إلى أن ما يقوم به أردوغان وباخجلي متناقض تماماً لتصريحاتهم، فقد دمروا المدن الكردستانية وارتكبوا المجازر والجرائم بحق الكرد ويوجهون التهم لحزب العمال الكردستاني، يقولون لولا تدخل الـ PKK لتمكنا من حل القضية الكردية مع أوجلان. وهذه محاولة لخلق فتنه بين الـ PKK والشعب والقائد أوجلان".

وأوضح: "الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) وأطراف أخرى كان لها دور في هذا المخطط، وهذا ما أدخل الكثيرين في حيرة من أمرهم. تركيا وأثناء المفاوضات مع أوجلان كانت تحضر للمخطط، بمعنى أن تركيا لم يكن لها نية لحل القضية الكردية وإتمام مفاوضات مشروع السلام.

يقال أن العثمانيين كانوا مشهورين في إعداد مثل هذه المخططات ودائماً ما كانوا يناورون بهذا الشكل، لكن اليوم الشعب الكردي فهم حقيقة الدولة التركية سليلة العثمانية، ولم تعد تركيا قادرة على خداعه، لهذا باتت تركيا تشن حربها بشكل علني على الكرد ولم تعد تخف شيء وتظهر وجه مخالف لحقيقتها في تعاطيها مع القضية الكردية".

وتحدث بايك عن المؤتمر الثاني لشبيبة الشرق الأوسط الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي في مدينة كوباني بروج آفا، وقال: "إن هذا المؤتمر عقد في الوقت والمكان المناسبين، وهذا لأن المنطقة تشهد صراعاً كبيراً، والهدف من هذه الحرب هو محاولة النظام الرأسمالي القضاء على النظام البديل له، وبهدف إعادة ترتيب الشرق الأوسط وفقاً لمصالحة.

فالصراع الحاصل اليوم هو في جوهره صراع بين الرأسمالية العالمية والنظام الديمقراطي الذي وضع حجر أساسه في الشرق الأوسط ، بغض النظر عن شكل الحرب القائمة على الأرض".

وأضاف "من هنا تأتي أهمية المؤتمر من حيث الزمان والمكان، فمن المهم جداً إيصال فكر أوجلان والنموذج البديل للرأسمالية، الذي طرحه إلى قوى الشبيبة في الشرق الأوسط والعالم، ويجب أن تدرك قوى الشبيبة حقيقة ما طرحة أوجلان من أجل شعوب الشرق الأوسط، فقوى الشبيبة هي المحرك في كل مراحل التغيير.

وبقدر ما يتم إيصال هذا الفكر بشكل صحيح وسريع إلى المجتمعات بهذا القدر نقترب من حل أزمات وصراعات الشرق الأوسط".

ونوه بأنه "وحده القائد أوجلان هو الذي قدم مشروع حل أزمات الشرق الأوسط، ولا شيء آخر لخروج الشرق الأوسط من هذا الصراع منتصراً سوى فكر أوجلان، بل أكثر من هذا فإن مشروع أوجلان يعيد الشرق الأوسط إلى مساره التاريخي الصحيح".

وشدد في ختام حديثه على ضرورة أن يُسخّر هذا المؤتمر من أجل إعادة الشرق الأوسط لمساره الصحيح، مشدداً على دور الشبيبة في مشروع القائد أوجلان، القيادي والأساسي، وأن هذا المؤتمر سيكون سبيلاً لدعم الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط.