بايك: المقاومة في حفتانين تسير على نهج القائد عكيد

قال جميل بايك: "أن قفزة الخامس عشر من آب، أمل لجميع شعوب الشرق الأوسط؛ كما أن الأبطال المقاومين في حفتانين يسيرون على نهج القائد عكيد ويمثلون الخط الذي طوره القائد عبدالله أوجلان والرفيق عكيد في قوات الكريلا".

في حديثه عبر البرنامج الخاص على قناة (Stêrk TV) الفضائية، قَيَّمَ الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، جميل بايك، مجمل التطورات والتصريحات الصادرة من حكومة إقليم جنوب كردستان.

وندد بايك بالتصريحات الصادرة من قيادة إقليم جنوب كردستان والتي توجه فيها أصابع الاتهام تجاه حزب العمال الكردستاني، كـ"سبب" لهجمات الاحتلال التركي، وكذلك التقارير المعدة ضد حزب العمال الكردستاني بهذا الخصوص.

ودعا بايك الشعب الكردي إلى توخي الحذر من سياسات الحرب القذرة للدولة التركية، وقال: "إن الدولة التركية تريد كسر إرادة الشعب الكردي من خلال استهداف الأطفال والنساء والشباب الكرد، وبشكل خاص تستهدف النساء، لأن المرأة تناهض الفاشية والعبودية والاضطهاد وتمثل الحرية والديمقراطية".

واشار بايك إلى أن الدولة التركية تقتل الشباب الكرد في الجيش التركي، وتصدر تقارير زائفة تفيد بـ "وفاة إثر نوبة قلبية"، وقال: "كما في المثل الذي يقول: يقتل القتيل ويسير في جنازته، هكذا تفعل دولة الاحتلال التركي، على أسر الجنود أن يدركوا هذه الحقيقة والوقوف في وجه هذه الجرائم.

وأكد بايك على أن الشبيبة الكردي يجب أن يبتعدوا عن العسكرية التركية وعن جنودها وضباطها و عناصر استخباراتها وعن حراس القرى وعملاء دولة الاحتلال التركي؛ وعليهم أن لا يكونوا "عشاق جلاديهم" بل عليهم محاسبة الجلادين ومعاقبتهم.

وأجاب الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، جميل بايك، على الاسئلة عبر البرنامج الخاص على فضائية (Stêrk TV) كما يلي:

مرت 13 سنة على المجزرة الـ (73) للإيزيديين التي جرت في شهر آب من العام 2007، كما مرت 6 سنوات على المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية في 3 آب 2014. في كلتا المجزرتين راح آلاف الضحايا من الشعب الإيزيدي؛ وفي المجزرة الأخيرة ظهر نموذج وروح "درويش عبدي وعدوله" المعاصر، الذي منع الإبادة بحق الشعب الإيزيدي؛ برأيك كيف يمكن قطع الطريق أمام الإبادة؟

قبل كل شيء أستذكر بكل إجلال واحترام جميع شهداء إيزيدخان في شخص الشهيد مام زكي شنكالي والشهيدة بيريفان وزردشت، ونكرر عهدنا للشهداء وللشعب الإيزيدي مرة أخرى بهذه المناسبة؛ لا بد لنا من فهم أسباب هجوم داعش على الشعب الإيزيدي وأهدافهم من وراء ارتكاب المجازر بحقهم؟ إن داعش كشفت عن عقلية الشرق الأوسط، وقد هاجمت الشعب الإيزيدي بتلك العقلية، ما لم نفهم تلك العقلية جيداً، لن نستطيع فهم الدوافع والاسباب التي جعلت داعش ترتكب تلك المجازر بحق شعبنا؛ هناك البعض ممن يقولون "أننا ضد داعش"...!!! ولكن ما مدى صحة ذلك؟ إلى أية درجة هم يعادون العقلية التي تحملها داعش؟ من يدعي أنه ضد داعش، لا بد له أن يعادي العقلية التي تحملها داعش، غير ذلك لا شيء مهم في أقاويلهم و ادعاءاتهم.

هناك عقلية قوية في الشرق الأوسط. ما هذه العقلية؟ إنها العصبية القومية والعرقية والدينية، كلها موجودة في المجتمع، ونشوء داعش في الشرق الأوسط هو نتيجة لهذه العقلية المتجذرة. يمثل داعش أعلى المستويات من هذه العقلية؛ كما يجدر الإشارة إلى أن داعش لا يمثل حقيقة الشرق الأوسط، بل هو واقع دخيل على الشرق الأوسط؛ لأنه في الشرق الأوسط يوجد الدين والوجدان والأخلاق، وظهور داعش هو على التضاد من ذلك كله، لهذا السبب أراد احتلال إيزيدخان و ارتكاب الإبادة الجماعية، لأنه يمثل عقلية الدولة القومية العنصرية. جميعنا نعلم أنه في الماضي، عاش الناس معاً في الشرق الأوسط ، ولم تكن هناك مشاكل بينهم، بل كان هناك مجتمع يحكمه الأخلاق والضمير، لذلك عاشت شعوب الشرق الأوسط في جو من الأخوة والاستقرار والأمان؛ ولكن تغيرت الأوضاع مع عقلية الدولة القومية، التي تسببت في حدوث الفوضى والاضطرابات التي شتت وفرقت بين شعوب الشرق الأوسط.

أولئك الذين يرون أنفسهم أقوياء في الشرق الأوسط يريدون تدمير الضعفاء. شعبنا الإيزيدي من أقدم شعوب المنطقة ولديهم دين قديم. وقد رأوا فيه شعباً ضعيفًا وأرادوا ارتكاب الإبادة الجماعية بحقه. بالطبع هذا كان هدف داعش، بالطبع كانت هناك العديد من القوى وراء داعش ومنها الدولة التركية التي تعتبر من الداعمين الأساسيين لداعش. اليوم بات الجميع يعرف ذلك، أن الدولة التركية دعمت داعش وقَوَّتها ودفعتها لمهاجمة الشعب الإيزيدي، لأن كلا القوتين ليدهما تاريخ في ارتكاب المجازر بحق الإيزيديين، فقد قام العثمانيون بهذه المجازر في السابق، وبما أن الدولة التركية دولة قومية، فهي تريد القضاء على الشعوب الأخرى.

الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني تركا الشعب الإيزيدي بين براثن داعش

-  كما هو معلوم، لم يهتم الحزب الديمقراطي الكردستاني ولا الحكومة العراقية بشعبنا الإيزيدي..!! والسبب، أنهم لم يروا الناس والأرض هناك على أنهم من مسؤولياتهما، لقد فكروا فقط في كيفية الحفاظ على قواتهما هناك، وكيفية تقوية سلطة الدولة القومية هناك، وجعل الإيزيديين عبيداً لهما. دعونا ننظر إلى ما حصل في الموصل، عندما استولت داعش على القنصلية التركية، هي لم تقتل أحداً في حين جميعنا نعلم أن داعش تقتل كل من تأسر، والسؤال هنا، لماذا لم تؤذي أحداً من عناصر القنصلية التركية؟ بالطبع السبب هو وجود علاقات قوية ما بين دولة الاحتلال التركي وداعش، وكانت الدولة التركية تدعم داعش، ولولا ذلك لما عاجمت داعش شعبنا الإيزيدي في شنكال بهذه الوحشية.

لقد عانى شعبنا الإيزيدي من فاجعة كبيرة؛ لولا تدخل مقاتلو قوات الدفاع الشعبي (HPG) ووحدات حماية الشعب والمرأة ( YPG-YPJ) في الوقت المناسب، كانت الإبادة ستتحقق بالفعل؛ بعبارة أخرى، لم يكن ليتبقى شيء من إيزيدخان وشنكال اليوم، لم يتوقع أحد أن ذلك التدخل من قبل مقاتلي الحرية يمكن أن يحدث وينقذ الموقف، حيث كان احتمال النجاح لا يتعدى 1% في حين نسبة الفشل تصل إلى 99%؛ لكن مقاتلي الحرية بذلوا جهوداً جباراً وتضحيات كبيرة لأجل إنقاذ الموقف والحفاظ على شعب إيزيدخان، بناء على أوامر وتوجيهات القائد عبدالله أوجلان، لا يمكننا إنكار حدوث مجازر كبيرة في شنكال وحالات السبي والخطف التي طالت الآلاف من النساء والأطفال، لكن ما نريد قوله هنا، أن الهدف النهائي الذي كانت داعش تسعى إليه لم يتحقق بفضل تدخل مقاتلي الحرية، حيث كان هدف داعش القضاء التام على الشعب الإيزيدي. علينا أن نستنتج من ذلك أن مهمة تاريخية تقع على عاتق شعبنا الإيزيدي وهي حماية تراثه وتاريخه القديم، نعم قمنا بواجبنا تجاه شعبنا الإيزيدي وشعبنا الكردي وتجاه الانسانية ولكن هذا لا يكفي.

رأى شعبنا في إيزيدخان كيف تركتهم الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني لمصيرهم المجهول، لو كان لدى شعبنا قواتها الدفاعية، لما كان لذلك أن يحصل، وعلى هذا الأساس قاموا مؤخراً بتأسيس وتنظيم قوات مقاومة شنكال من أجل الدفاع عن وجودهم وأرضهم وشعبهم، لكنهم بحاجة أكثر إلى تعزيز هذه القوات، يجب على شعبنا الإيزيدي أن يؤمنوا بقواتهم وقدراتهم الذاتية قبل كل شيء. في السابق كانوا يعتمدون على الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية في حماية أنفسهم، لكنهم استخلصوا بعض الدروس عندما تركتهما كلتا القوتين، وعليهم الآن أن يوحدوا صفوفهم و ينظموا أنفسهم بقواهم الذاتية و يطوروا الإدارة الذاتية في شنكال.

يجب أن يعتبر يوم الثالث من آب، يوم الإبادة العرقية للإيزيديين

على شعبنا الإيزيدي أن يدرك، أنه إذا لم ينظم صفوفه ويطور إدارته الذاتية، ويعزز من قدراته السياسية والدبلوماسية والعسكرية، سيكون عرضة لخطر المجازر على الدوام، يجب عليهم أن يعملوا وفق هذه المبادئ حتى لا يتعرضون لمجازر جديدة. من حقهم أن يكونوا مجتمعاً منظماً وعلى جميع الكرد أن يدعموا ذلك، كما يجب على الحكومة العراقية والمؤسسات الدولية قبول هذا الوضع. على الجميع الاعتراف بحدوث الإبادة الجماعية بحق الشعب الإيزيدي ويجب الاعتراف بيوم الثالث من آب على أنه يوم الإبادة العرقية للأيزيديين.

أينما يتواجد أبناء شعبنا الإيزيدي، عليهم أن يتوجهوا صوب شنكال، لأنه فقط يمكنهم العيش هناك، لا يمكنهم حماية دينهم وثقافتهم ومجتمعهم والدفاع عنه إلا في شنكال؛ يجب على الجميع أن يدرك أن الهدف من المجزرة في 3 آب 2014 كان القضاء على شنكال وإنهاء وجودها وتاريخها وثقافتها، وهذا دافع قوي لجميع ابناء الشعب الإيزيدي من أجل التوجه إلى شنكال والمشاركة في إحياء ثقافته ودينه وتراثه ومجتمعه وتاريخه. الآن نسمع البعض في جنوب كردستان يقولون: "أن شنكال باتت مكاناً للجماعات المسلحة والإرهابيين"؛ ونحن نفهم من ذلك أنهم يشيرون بذلك إلى استهدافهم لشنكال في المراحل القادمة. والبعض منهم بدلاً من القول "نحن مدينون لكم، لأنكم منعتم أن يلحق العار بنا، و قمتم بحماية مقدساتنا، و أبقيتمونا على قيد الحياة"، يعارضون تنظيم الإيزيديين لصفوفهم من أجل حماية أنفسهم؛ وذلك لأنهم لا يقبلون إرادة الشعب الإيزيدي...!!! إلى ماذا يشير ذلك؟ بالطبع، يشير إلى أنهم يريدون لهذا الشعب أن يكون عبداً لهم وتحت إمرتهم على الدوام. وهنا يجدر بنا الإشارة إلى قوات الدفاع الشعبي ووحدات حماية الشعب والمرأة لم تقم فقط بحماية إيزيدخان و الشعب الإيزيدي، بل قامت بالدفاع عن وجود الشعب الكردي وتاريخه وكذلك دافعت عن مكتسبات الشعب الكردي في جنوب كردستان المتمثلة بحكومة إقليم جنوب كردستان، وكذلك أولئك الذين يتفوهون بمثل تلك الاتهامات والتفاهات؛ ليعلموا جميعاً أن الانسانية مدينة لمقاتلي الحرية.

مقاومة حفتانين مستمرة بكل قوتها، وقد مضى على الغزو التركي على جنوب كردستان أكثر من شهرين، إلى أية مرحلة وصلت المقاومة في حفتانين وكيف تقيم الوضع هناك؟

أحيي الأبطال الذين يقاتلون في حفتانين، وشهداء حفتانين هم شهداء الإنسانية واحتلوا مكانتهم في التاريخ بمقاومتهم البطولية. لذلك على الجميع أن يعتبروا هؤلاء الشهداء، شهداؤهم و أن ينظروا إلى هذه المقاومة الملحمية ميراثاً لهم ويروا فيها إرادتهم ومستقبلهم وحريتهم، لأن تلك هي الحقيقة، المقاتلين من أجل الحرية يسطرون الملاحم بمقاومتهم البطولية في حفتانين في ظل الظروف القاسية والصعبة ويوجهون ضربات قوية للفاشية التركية ويمنعونها من تحقيق أهدافها. أقول ذلك رداً الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يطل كل يوم، ويدعي "أن الدولة التركية تهاجم جنوب كردستان، بسبب وجود حزب العمال الكردستاني...!!!"، ‘نهم بذلك يخدعون الشعب الكردي؛ حتى وإن كانت الدولة الفاشية التركية تهاجم حزب العمال الكردستاني، لا بد أن يكون لذلك سبب ما...!! بالطبع السبب هو أن حزب العمال الكردستاني (PKK) يمنع الفاشية التركية من ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي.

بدون حزب العمال الكردستاني، ستتمكن الدولة التركية الفاشية من تطبيق سياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي، ستفعل ذلك ليس فقط في شمال كردستان بل في كل أجزاء كردستان، فالدولة التركية تهاجم حزب العمال الكردستاني بكل وسائلها، إذ أنها ترى في الحركة التي طورها القائد عبدالله أوجلان حجر عثرة في طريق تطبيق الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي؛ ولكن الدولة الفاشية التركية تسعى أيضاً على الدوام، لخداع الشعب الكردي، بالقول: "أنا لست ضد الشعب الكردي، انظروا إلى علاقاتنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والمجلس الوطني الكردي؛ أنا فقط ضد حزب العمال الكردستاني والإرهاب"؛ بهذه الطريقة تريد خداع الناس، وإزالة العقبات أمامها. التاريخ شاهد على أن الشعب الكردي كلما ثار وانتفض، يلجأ العدو إلى أساليب الخداع وإطلاق مسميات مختلفة على الثوار والمنتفضين بـ" أنهم قطاع طرق"؛ واليوم أيضاً يلجؤون إلى هذه الألاعيب، ظناً منهم أن الكردي ما زال هو ذلك الكردي الكلاسيكي القديم؛ ولكن يجب أن يعلم الجميع أن مقاتلي الحرية في حزب العمال الكردستاني (PKK) لا يسمحوا بتكرار التراجيديا الكردية، ولذلك لا بد للحزب الديمقراطي الكردستاني التخلي عن تصريحاته تلك، كفى خداعاً للشعب الكردي.

قاموا بإعداد بعض التقارير وتقديمها إلى البرلمان، من أجل استصدار بعض القرارات وممارسة السياسة عليها، وأنا من هنا أحذر الجميع أنه لا ينبغي لأحد أن يُعِدَّ تقاريراً تستهدف حزب العمال الكردستاني أو أن يتخذ خطوة في هذا الصدد؛ لأن حزب العمال الكردستاني لن يترك حفتانين ولن يتخلى عن النضال الذي يخوضه منذ سنوات. سوف يدافع مقاتلو حزب العمال الكردستاني عن الشعب الكردي والإنسانية حتى النهاية، لأن هذه مهمة تاريخية ولا أحد يستطيع أن يمنعنا من القيام بهذا الواجب تجاه الشعب الكردي و شعب المنطقة؛ وليست من قوة كافية لردع ذلك.  كما أن عليهم إصدار قرارات ضد تركيا ومطالبتها بالخروج من أرض كردستان، هكذا يكون القرار الوطني، عليهم أن ينظروا إلى المقاومة التي تجري في وجه الاحتلال التركي، كما أنها مقاومتهم ومن أجلهم ويقدموا لها الدعم والمساندة، كما يجب أن يعتبروا هؤلاء الشهداء الذين يضحون في سبيل كرامة الشعب الكردي، شهداؤهم.

نتابع من خلال الصحافة أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يسعى إلى تجنيد العصابات وحراس القرى تحت مسمى "الدفاع عن القرى"؛ يريدون تطبيق ما قامت به الدولة الفاشية التركية في شمال كردستان منذ سنوات... أعلموا جميعاً أن الدولة التركية ستمدكم بالسلاح وتقول لكم في البداية "احموا قراكم ودافعوا عنها"..!! لكن الجميع يعلم أن هذا ليس هو الهدف، إنهم يستخدمون كل حراس القرى ضد الشعب الكردي، وها هم يقومون بذلك في جنوب كردستان أيضاً.

ما هدف الحزب الديمقراطي الكردستاني من كل ذلك؟

كما قلت، أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يعقد اجتماعات مع الناس ويقول لهم عليكم أن تدافعوا عن قراكم وتصبحوا "حراس القرى"، ومن الواضح جداً أن الدولة التركية هي من توجه بهذا الاتجاه، ولكن الحزب الديمقراطي الكردستاني، لا يصرح للناس بذلك، بل يكتفي بالقول "دافعوا عن قراكم"؛ كما هو معلوم أن الدولة التركية أمرت بـ "بناء مركز شرطة" عام 1992، ودفعت الدولة التركية جميع رواتبهم، ولكنها كانت تدفع عن طريق الحزب الديمقراطي، والآن تقوم دولة الاحتلال التركي بنفس الخطة، شعبنا في جنوب كردستان، شعب وطني  وقد دفع ثمن هذه الألاعيب باهظاً لسنوات، إنهم يدركون جيداً ما جلبه نظام صدام وعصاباته على رأسهم، كيف يمكن لأولئك الناس عاشوا لسنوات يبذلون التضحيات في سبيل كردستان، أن يصبحوا اليوم حراس القرى ويحاربوا حزب العمال الكردستاني ويخدمون دولة الاحتلال التركي...!!؟ إن حدث ذلك، تكون هذا غفلة كبيرة، والإصرار في هذه الحالة يؤدي إلى الخيانة؛ لهذا ألفت انتباه أهلنا في جنوب كردستان، وبشكل خاص شعبنا في آمديه وديرلوك وشيلادزه إلى مثل هذه الخطط الخبيثة والألاعيب القذرة، عليهم ألا يغتروا بالأموال، قد تكون هناك صعوبات اقتصادية..!! لكن هذا لا يعني أن يدخلوا في خدمة المحتل، ويجب ألا يتنازلوا عن كرامتهم من أجل المال ولا يدخلوا في خدمة تنفيذ أجندات بعض الأطراف؛ عليهم أن يقفوا ضد الاحتلال وألا يقبلوا من يمنع ذلك، عليهم أن يحددوا موقفهم إلى جانب مقاتلي الكريلا في مواجهة الاحتلال التركي، وعليهم طرد الدولة الفاشية التي ترتكب المجازر بحق الشعب الكردي في جنوب كردستان.

على الشبيبة في جنوب كردستان أن تلتحق بقوات الكريلا، كما أن على شعبنا أن ينتفض في وجه الاحتلال وأعوانه، عليهم أن يلتفوا حول شهداؤهم وحول مقاتلي الحرية في قوات الدفاع الشعبي، على جميع ابناء شعبنا من الشباب والنساء في جنوب كردستان أن يرفضوا هذه السياسة الممارسة.

كنت قد اشرت في لقاءاتك السابقة إلى أن سياسة الإبادة الجماعية متعددة الجوانب، ويتم تنفيذها في شمال كردستان وبشكل خاص في بوطان؛ بعد ذلك راينا العديد من الاعتداءات الجنسية وحوادث الاغتصاب بشكل متكرر، كيف تقيمون أسباب تلك الجرائم؟

تقوم الدولة التركية بانتهاج سياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي علناً ولا تخفيه على الإطلاق. إن التحالف الفاشي المتمثل في حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، قائم على هذا الأساس ويدير سلطته بناء على ذلك، وإذا لم يحققوا النتائج من ذلك، فلن يتمكنوا من البقاء في السلطة. نحن نرى أن قوتهم تضعف بالفعل يوماً بعد يوم، هم الآن ظلوا مجموعة صغيرة...!!! في الماضي، كانت قاعدتهم واسعة، ولكن تلك القاعدة أصبحت ضيقة جداً. أولئك الباقون مع حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، باقون فقط من أجل مصالحهم السياسية، وهذا هو السبب في إصرارهم على الإبادة الجماعية للشعب الكردي، فقط من أجل البقاء في السلطة، لقد ربطوا مصيرهم بذلك. بالأساس يوجد في تركيا قانون ينص على أن من يطبق سياسة الإبادة الجماعية بحق الكرد، يمكنه أن يظل في السلطة...!!! وهذا ما يحصل بالفعل.

فالدولة التركية هي دولة قومية تقوم فقط على اسا القومية التركية، وهي بذلك تريد تدمير كل الشعوب الأخرى، لذا فهي تهاجم الشعب الكردي بكل الوسائل. سياستها تجاه الكرد هي سياسة القضاء التام على وجودهم، وليس كما يظن البعض أنها سياسة تهدف إلى القضاء فقط على  حزب العمال الكردستاني؛ ولكن ما يجري هو أن دولة الاحتلال التركي تدرك تماماً أنه لن يتسنى لها القضاء التام على الشعب الكردي، طالما حزب العمال الكردستاني موجود، ولتحقيق هذا الهدف تخرق جميع القوانين ولا تفكر بمستقبل شعوب تركيا، بل جُلٌّ تفكيرها في كيفية البقاء في السلطة.

الدولة الفاشية التركية تهاجم الشعب الكردي وتهدف إلى القضاء عليه من جهة، كما أن نظام الحداثة الرأسمالية ايضاً يقف ضد المجتمع الكردستاني، وكلتا القوتان تهدفان إلى القضاء على المجتمع الكردي  لأنهم فقط من خلال القضاء على المجتمع الكردي، سيتمكنان من تحقيق أهدافهما؛ لهذا السبب يهاجمان أخلاق المجتمع ووجدانه وقيمه وثقافته، لأن هذه القيم تحافظ على المجتمع و تبقيه على قيد الحياة. وهاتان القوتان تدركان أنه من خلال مهاجمة هذه القيم المجتمعية، يمكن حينها القضاء على المجتمع وجعلهم أتباعاً لهم؛ نعم هذا هو هدف كل من الرأسمالية والدولة التركية.

المرأة تمثل الحرية

الالتزام بالضمير والأخلاق والإنسانية والقيم والثقافة قوي في المجتمع الكردي. لذلك، لا يحصل العدو على نتائج سهلة. لذا يريدون تدمير المجتمع الكردي وجعل الكرد عبيداً لهم وكردستان أرضاً لهم. إنهم ينتهجون هذه السياسة. إن العدو يهاجم النساء والأطفال والشباب ويهدف إلى كسر إرادتهم السياسية ويهاجمون جغرافيتهم ويجبرون الشعب الكردي على الهجرة ويضرمون النار في جبالهم وينهبون قبورهم؛ أي أنهم يهاجمون كل ما يمت للكرد وكردستان بِصلة. بالطبع، في هذه الهجمات، تستهدف في الغالب النساء والأطفال، لأن المرأة تكشف حقيقتهم وكذلك لأن المرأة هي تلك القوة المحركة لصناعة المستقبل الحر، إنهن يطورن الحرية والديمقراطية، لهذا السبب يهاجمون النساء؛ نعم انهم يتحرشون بالنساء ويغتصبونهن، يعتقلونهن  ويقتلونهن، و حتى أن بعضاً من صف الضباط الأتراك يفتحون المقاصف ويجبرون الشابات الكرديات على ممارسة الدعارة تحت اسم الحب، يريدون بذلك كسر إرادتهن وتجنيدهن للعمل لصالح الاستخبارات التركية.