بالفيديو.. كرد من مصر والاردن يتضامنون مع أشقاءهم في روج آفا ضد الاحتلال التركي

في تضامن لافت من جانب بعض الكرد من مصر والاردن مع أبناء شعبهم في كافة أجزاء كردستان، وخاصة عفرين المحتلة، أعلنت شخصيات كردية مصرية وأردنية عن تنديدها بجرائم الجيش التركي في عفرين وكوباني ودعوا إلى مقاطعة المنتجات التركية تماماً.

وأعلنت شخصيات كردية عدة من مصر والأردن تضامنهم مع كرد روج آفا وخاصة ضد ما يحصل في عفرين وكوباني من قتل الفتيات وسرقة القرى على يد الاحتلال التركي ومرتزقته، وكذلك تضامنهم مع حملة مقاطعة المنتجات التركية.

وعبر مقطع فيديو سجله عدد من الشباب والنسوة الكردية في مصر والأردن لإعلان تضامنهم مع الكرد في روج آفا، قال أحمد الفولي الكردي من الكرد في مصر، "نحن أبناء الشعب الكردي في مصر نعلن تضامننا مع كرد روج آفا في عفرين وندعم مقاطعة المنتجات التركية".

وبدورها شددت فنيار الكردي، أن المشاركة جاءت في حملة مقاطعة المنتجات التركية رداً على الجرائم التركية والانتهاكات ضد اخواننا في عفرين المحتلة.

وقال سيد الكردي وشريف الكردي، على ضرورة استنكار ما تقوم به تركيا من جرائم وانتهاكات ضد اشقائنا الكرد، مضيفةً: "نعلن تضامننا مع كرد روج آفا وخاصة في عفرين ونندد بجرائم الدولة التركية، ونعلن مقاطعة منتجاتها".

وتحت شعار "الدولة التركية دولة إجرامية ونعم لمقاطعة المنتجات التركية"، أكدت، سما الكردي وايفروز الكردي على تضامنهما مع الحملة خلال الفيديو الذي تلقته وكالة فرات للأنباء   ANF.

 ومنذ العدوان الاحتلال التركي ومرتزقته على شمال وشرق سوريا، وخاصة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تصاعدت مشاعر التضامن من كافة أبناء الشعب المصري مع الشعب الكردي، وعبرّت بعض الأسر والعائلات المصرية من أصول كردية عن تضامنها بإقامة دعاوى قضائية وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها للتضامن مع أشقائهم في شمال سوريا وتأييدا للحملة الشعبية لمقاطعة المنتجات التركية في المنطقة بأكملها، والتي تصاعدت مجددا بعد العدوان على الشعب الليبي الذي أكد مؤخرا في بيان للجيش الوطني على تضامنه مع ما عانته "أمة الكرد" من احتلال "تركي وعثماني" قديم ومتجدد.

كرد من مصر والأردن

الوجود الكردي في مصر والأردن يعود الى عهد دخول الأيوبيين الى البلاد، حيث وصلوا كمجموعات ومنهم كأفراد وعائلات، بحسب مصادر تاريخية.

وهاجر الكرد الى مصر والاردن من كردستان حملة صلاح الدين الايوبي، ويعيش الكرد في مصر والأردن في كافة محافظاتها منذ تلك الفترة وحتى الان. ويقدر عدد الكرد في مصر حوالي أربعة ملايين وفق ما صرح به القنصل المصري سليمان عثمان في هولير، وحوالي مائتي ألف في الأردن.

وفي مصر كان للكرد دوراً كبيراً في تطوير الفن والثقافة وظهرت شخصيات لعبت دوراً مهماً في هذه المجالات. وكذلك في فترة حكم الاسرة الخديوية التي استمرت حوالي مائة وخمسون عاماً، عملت على نهضة مصر من كافة النواحي.

ومن بين علامات ورموز السينما المصرية التي تحظى بمكانة خاصة لدى المشاهدين الكرد، على بدرخان مخرج مصري من أصل كردي مولود في القاهرة وهو ابن المخرج أحمد بدرخان وزوج سابق للفنانة سعاد حسني.

وهو حفيد مؤسس أول جريدة ناطقة باللغة الكردية والتي صدرت في مصر عام 1898. وأصدر جريدة كردستان في القاهرة عام 1898 جد المخرج السينمائي المعروف علي بدرخان.

الجدير ذكره، أن الأسرة الخديوية تعود أصولها إلى كرد آمد "ديار بكر"، أتت إلى مصر أثناء الفترة العثمانية وتقلدت الحكم فيها حتى مجيء الزعيم المصري جمال عبد الناصر عام 1952.

وما زال للكرد في مصر والأردن دوراً فاعلاً في كثير من المجالات ورغم أنهم انصهروا في بوتقة البلدين، إلا أنهم ما زالوا يحنون إلى جذورهم التي جاؤوا منها.

وفي حوار سابق مع وكالتنا، قال السفير السابق سليمان عثمان أول قنصل لمصر في جنوب كردستان، أنّ "علاقات مصر بالكرد قديمة الأزل، موضحا انه بعد ثورة 23 يوليو 1952 التي احتفلت مصر بذكراها مؤخرا كان الزعيم جمال عبدالناصر من أكثر المتفهمين للمسألة الكردية والداعمين لحقوق الكرد."

وحول كون الكرد أحد المكونات الأصيلة والقديمة لنسيج المجتمع المصري، قال عثمان "بالنسبة لمصر، الموجة الأولى للوافدين من الكرد كانت مع مجيء صلاح الدين وتأسيس الدولة الأيوبية، وجاء اتباعه الى مصر، ولكن هناك كثيرين لم يعودوا واستقروا في مصر، ولذلك هناك في مصر الكثيرين جدا من اصول كردية ولكنهم تمصروا تماما، واحتضنتهم مصر، مثل العائلة البدرخانية قاسم أمين وكثير من المشاهير في الفن والادب من اصول كردية، مثل سعاد حسني ورشدي اباظة وامير الشعراء احمد شوقي ونجيب الريحاني وعباس العقاد وغيرهم. بل اننا لدينا علاقات مع الكرد منذ قديم الأزل تجسدها العلاقات بين الفراعنة والدولة الميتانية"، بحسب قوله.

واضاف السفير "في عام 1898 كانت اول جريدة باللغة الكردية تصدر من القاهرة، وتطورت العلاقات ايجابيا، وجاءت ثورة 1952 وكان الزعيم عبدالناصر من الناس المتفهمة جدا جدا للأزمة الكردية وحقوق الشعب الكردي."