الخبر العاجل: جيش الاحتلال التركي يستهدف ريف منبج

النجيب: توصلنا بالقاهرة لاتفاق مهم لعودة اللاجئين.. وأردوغان يستخدم القضية السورية كورقة لمحاربة الكرد

قال عبد السلام النجيب عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، إن الرئيس التركي يعمل على استغلال القضية السورية كلها كورقة لمحاربة الكرد، مؤكدا أنّ الدولة التركية لو كانت جادة في حل الأزمة لقامت بذلك منذ بدايتها.

وفي حوار خاص مع وكالة فرات للأنباء ANF خلال زيارته للقاهرة، قال عبد السلام النجيب، عضو منصة القاهرة للمعارضة السورية، ووسيط الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرا في مصر بين الفصائل المسلحة في حمص بضمانة روسية، أن اتفاقات خفض التصعيد ووقف إطلاق النار التي تمت مؤخرا ومنها اتفاقي حمص والساحل الذين تم توقيعهما هذا الأسبوع برعاية مصرية وضمانة روسية ووساطة تيار الغد السوري، يمثلون مسارا أساسيا للمحافظة على سوريا، ودفع جهود الحل السياسي.. وأكد "النجيب" أن عودة الحضور العربي في الأزمة يمثل خطوة إيجابية كان لابد منها.. فإلى نص الحوار:

كيف توصلتم لاتفاق حمص الجديد الذي تم توقيعه في القاهرة؟

الوفود التي جاءت للقاهرة كانت قيادات لقوات فصائل عسكرية في ريف حمص الشمالي والساحل السوري، أتينا برعاية مصرية، مشكورين أشقاءنا في القاهرة، وبوساطة من تيار الغد السوري برئاسة الشيخ احمد الجربا، لإتمام عملية هذا الاتفاق حول وقف إطلاق النار وعودة المهجرين، وتسوية أوضاع المعارضين واستتباب الأمن والعودة للحياة الطبيعية رويدا رويدا.

وتيار الغد السوري رعى عدة اتفاقات وكانت ناجحة، فالمسار الذي اتخذه تيار الغد جاء لعدة أسباب، فهناك مسار يسمى أستانا لخفض التصعيد، ولكن كان عبارة عن عدة دول هي روسيا وإيران وتركيا، والطرف الغائب عن هذا المشهد وغائب عن الحضور هو الخط العربي، فكان لدينا رؤية أن يكون هناك دور للخط العربي في الموضوع السوري، لأن سوريا تهم العرب أكثر مما تهم أي منطقة آخرى، ولاحظنا أنّ حتى مسار أستانا كان يسير بدون ما نشعر كأنه يكرس التقسيم، فالأتراك عندما اخذوا مناطق في شمال سوريا أصبحوا يتصرفون فيها كأنهم يتصرفون في دولتهم، وانا بالنسبة لي اعتبره احتلال وليس الغاية خفض التصعيد أو إنهاء المشكلة، لأن الأجزاء التي راحت من سوريا لم ترجع، الأتراك اخذوا لواء اسكندرون في عام 1939 وحتى اللحظة لم يعد، والجولان أخذته إسرائيل وصعب انه يرجع، فالدول تكرس الاحتلال وما تسيطر عليه صعب أن نسترجعه منها.

ما هي أولوياتكم للمرحلة الراهنة من الأزمة السورية؟

أهدافنا في بداية الثورة كانت شيء والآن شيء آخر، لأن المنحى كله تغير، فكانت مطالبنا هي العدالة والحرية والكرامة ومتطلبات كل فرد وكل أسرة والمجتمع بشكل عام، وأصبحنا ندخل في نفق مظلم.. سنضيع سوريا منا.. فرأينا أننا كتيار الغد الأولوية في هذا الوقت المحافظة على وحدة سوريا، ثم بعد ذلك كيف ستحكم فهذا أمر آخر، والقرار للشعب السوري، فتحكم فيدرالي أو لا مركزي أو دولة مركزية وتظل على حالها، فالمستقبل هو الذي يعطي الصورة، أما مهمتنا التاريخية الحالية لأبنائنا والأجيال القادمة هي أن نظل نحافظ على سوريا كدولة موحدة، والأمر الآخر محاربة الإرهاب، وهذه معضلة كبيرة، وتواجه الكثير من الدول، ودول كبيرة جدا لم تتمكن من حلها، فكيف ستتمكن دولة مثل سوريا لديها مشكلات كثيرة من حلها، وكيف سنتمكن من محاربة الإرهاب، وجعل سوريا تقف على قدميها، وتعيد بناء نفسها، فهذه مشكلة كبيرة، ونحن لدينا أولويات في هذه المرحلة وهي المحافظة على وحدة سوريا، ومحاربة الإرهاب.

هل اتفاقات وقف إطلاق النار يمكن أن تؤدي الى عودة سوريا للسوريين أم تثبيت التدخلات ومناطق النفوذ الراهنة؟

هذا الشيء يؤدي بشكل غير مباشر لغاية آخرى وهي استعادة القرار الوطني، فنحن قرارنا الوطني الآن ليس بأيدينا يمكن بنسبة صفر بالمائة، وهنا أتحدث عن الطرفين المعارضة والنظام، وكل الدول لها نفوذ في سوريا ماعدا السوريين، ونحن حاليا رأينا انه بعد أن نفذنا اتفاق وقف إطلاق النار في الغوطة اخذ الاتفاق وقت طويل وكان ايجابيا وله نتائج وشعرنا بإيجابية وانتقلت الاتفاقات لحمص وجنوب دمشق، والآن بالساحل، وأهمية ذلك أننا أدركنا أن هذا المسار يحقق الاستقرار والأمن وعودة اللاجئين، واستتباب الأمن أكثر من أي مسار آخر، وهو بطريق غير مباشر يرجعنا للهدف الأساسي وهو وحدة سوريا، فاتفاق الغوطة صمد 3 شهور ثم احدث هناك انتكاسات لأنه تدخلت دول بالقصة.. تدخلت تركيا وقطر ودفعوا فلوس من اجل إفشال الاتفاق.

ما هي تفاصيل هذا التدخل التركي القطري؟ وكيف تواجهون هذه التحركات التخريبية لاستدامة اتفاقات وقف إطلاق النار وخفض التصعيد؟

لا تحتاج تدليل، فهي شيء واضح تماما لكل الناس، فما جرى من فيلق الرحمن وجبهة النصرة وأحرار الشام، فتركيا وقطر تتحكم بهذه الكيانات، وقبل الاتفاق كان جيش الإسلام هو القوى الضاربة أو المسيطرة في الغوطة، ولإفشال الاتفاق صاروا يدعمون في الأطراف الأخرى، ففشل الأمر، وحدث ما حدث، ثم تم تدارك الموضوع وهكذا.. وفي اتفاق حمص، لأن الفصائل التي وقعت الاتفاق قوية وقادرة ومتمكنة، فما قدرت تركيا وقطر على إفشاله، رغم أنهم حاولوا، حيث قام أحرار الشام وجماعاتهم بذلك، ولكن لم يحدث انتكاسة وظل الاتفاق صامد لأنهم لم يكونوا أقوى من الموقعين على الاتفاق، ورجعنا عززناه باتفاق آخر، وخلال الأيام الماضية عندما أتينا والتقينا بالأجهزة المصرية واجتمعت الفصائل اتفقنا على تشكيل شرطة مدنية من أبناء المنطقة، لحفظ امن المنطقة، حتى يشعر الناس بالطمأنينة، لأن الإنسان إذا لم يشعر بالأمان لن يبني شيء.

 ماذا عن اتفاق الساحل؟

بالنسبة لاتفاق الساحل يعتبر تقدم كبير لأن المعارضة والفصائل ليس لا يسيطرون على أي جزء من الأراضي الذي تم عليها هذا الاتفاق، فالأرض كاملة مع الروس والحكومة السورية، فقد وقعنا اتفاق لناس مهجرة، سواء كانت فصائل أو أهالي مهجرين خارج حدود منطقة الساحل، وقوة الاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة حول الساحل هو أنهم عقدوا اتفاق "في ارض ليست أرضهم"، على خلاف اتفاق الغوطة الناس كانت تمسك بأرضها وتتفاوض، لكن اتفاق الساحل الغاية منه عودة اللاجئين وعودة الناس لبيوتها رويدا رويدا، والسعي في الهدف الأساسي والأسمى وهو عودة الناس لبيوتها ويصبح هناك استقرار في الحياة، واتفاق الساحل تتمة لعدة اتفاقات كما قلت لك، والحمد لله كانت ناجحة هذه الاتفاقات، وجنينا ثمارها.. على العكس من آستانة، هناك دول ومندوبين ولم يتمكنوا من الوصول لشيء ولا حتى 1%.

مع استمرار التدخلات التركية في الأزمة السورية هل تتوقعون أي انتكاسة للمسار الراهن للتهدئة في سوريا؟

نحن كفكر سياسي لسنا ضد تركيا كدولة، نحن ضد سياستها أي سياسة أردوغان في سوريا، بنظرنا هي سياسة مضرة وتضر سوريا بشكل عام، وأردوغان يريد تغيير كل القضية السورية، ويجعلها ورقة بيده لمحاربة الـ"بي يو دي" والـ"بي كي كي" والكرد، وهذا هدفه، وليس له أي هدف آخر، وأي تعدي على الكرد هو تعدي على كل سوريا وتعدي على مواطن سوري، أما البي كي كي الذين لديه في تركيا، يمكن أن يتعامل معهم في الأراضي التركية دون التدخل في سوريا، على الرغم من أنهم يتعرضون لاضطهاد على مدار عقود ولكن هذه قضية تخصهم، ونحن نريد وطننا.. نريد سوريا، فأردوغان منذ 2011 يقدم وعود بدون تنفيذ ولم يقدم وعد ونفذه، ولا يقوم بأي خطوة سوى لو كانت في صالحه، فلو أن الأتراك جادين في حل القضية السورية لكانوا استطاعوا حلها منذ البداية، فهناك 900 كم حدود مشتركة مع سوريا وهي دولة مؤثرة في المنطقة، ولكن لمسنا عدم الجدية في تسوية الأزمة السورية من الأتراك، وأنا اعتبر الدور التركي في تركيا سلبي.

بالنسبة للحضور العربي الناشئ حاليا في الأزمة السورية هل تعتبر انه بات ايجابيا؟

طبعا هذا شيء ايجابي جدا ونحن تعبنا حتى يحدث، وبالأخص تيار الغد الذي طالب كثيرا بأن يكون هناك رضا عربي على الدخول في الأزمة السورية، والدور المصري ايجابي لأن مصر وسيط نزيه ولم تتدخل بالدم السوري ولا حسبة طرف على طرف، وكان دورها دائما مع الحل السياسي ووحدة سوريا والحفاظ على البنية التحتية، مثل نظرة الأب لأولاده، وكانت هذه الرؤية ايجابية دائما، ويمكن تعرضت للهجوم بسببها، ولكن لا يصح إلا الصحيح، وقد عادت مصر مجددا لواجهة المشهد العربي، وأصبحت تتحرك بفعالية وخطوات مجدية في الأزمة السورية وأيضا الدورين السعودي والإماراتي دور مكمل وايجابي، وهذه الدول الثلاث مهتمين بإنهاء المأساة السورية.

هل هناك تعاون مع مصر في إدخال المساعدات الإغاثية كما قامت القنصلية المصرية في دمشق بذلك من قبل؟

هذا شيء طبيعي دائما سوريا ومصر يحملان أعباء بعضهما البعض، والشيء الأهم وجود 400 ألف سوري في مصر يعاملون معاملة المواطن المصري، وليس اسمهم لاجئين في مصر ولا موجودين في مخيمات، فالسوري في الأردن أو لبنان أو تركيا اسمه لاجئ، وهناك قيود عليه، ونحن لا نعيب عليهم ذلك، ولكن السوريين في مصر مرتاحين كثيرا، ومصر شكلت منصة القاهرة التي بنيت على مؤتمري القاهرة 1 و2، وكنت عضو في المؤتمرين، ومنصة القاهرة مشاركة في جينيف في الحل السياسي، ووجود منصة القاهرة وجود مريح ويمكن أن يؤدي لشيء في الحل، ففي النهاية هناك سياسة مصرية مؤثرة في القضية السورية، تدفع نحو الحل السياسي.

هل هناك تصور للتيار ومنصة القاهرة حول المشاركة في لجنة إعداد الدستور السوري؟

التسوية لازالت معقدة، والمبعوث الأممي دي ميستورا لم يستثمر الوقت للتحرك، واستمرت العرقلة الدولية والإقليمية، ولكن بالنسبة لتشكيل لجنة الدستور، فنحن سياستنا معروفة في التأكيد على ضرورة السير سريعا في مسار الحل السياسي، ولجنة الدستور هي الشغل الشاغل للجميع، وإذا نشأت فهي ستكون شاملة، فهي لم تنشأ عن لجنة المفاوضات ولا الائتلاف، ولا أي عمل سياسي بالنسبة للمعارضة السورية، فهي ناشئة عن سوتشي وأقرت هيئة الدستور بحيث يتم العمل في الدستور، وهيئة المفاوضات للمعارضة السورية عارضت سوتشي، وكثير من الفصائل والمعارضة عارضت سوتشي ولكن عندما أصبح هناك قبول دولي للموضوع رضوا عنه، وسوتشي لم تنشأ إلا بموافقة دي ميستورا وهو مسار فرعي مكمل لمسار جينيف. وهيئة المفاوضات وما فيه من منصات وكيانات سوف يكون هناك حصة لها في الهيئة وسيصبح هناك حصة للنظام وحصة محايدة، وكل من المعارضة والنظام يشكك في الحصة المحايدة التي سيختارها دي ميستورا، بمعنى أن مثلا المعارضة يمكن أن تزيد حصتها من خلال المستقلين والعكس صحيح. وحتى الآن لم تصاغ طريقة عمل اللجنة، ولا يزال الانشغال بتشكيلها، والدستور هو أهم شيء لأنه العقد الاجتماعي الذي يحدد مستقبل سوريا.