المونيتور" الأمريكي: مصر تتبنّى خطّة لملاحقة أردوغان ودعم معارضيه

تناول موقع "المونيتور" الأمريكي ما وصفه "بالخطّة المصريّة الجديدة ضدّ أردوغان"، من خلال تحرّكات أمميّة في المنظّمات الدوليّة ودعم معارضيه، كأحدث حلقة في سلسلة التوترات المستمرة بين البلدين من سنوات.

 

وذكر المقال التحليلي الذي نشره موقع "المونيتور" الأمريكي أن مصر كثّفت خلال الأيّام القليلة الماضية ملاحقاتها الدبلوماسيّة والإعلاميّة لنظام الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان، عبر توجيه خطابات رسميّة إلى منظّمات دوليّة بضرورة "محاسبته" على ما اتّهمته به من "دعم الإرهاب وإيواء المتطرّفين"، والدعوة إلى اجتماع طارئ في جامعة الدول العربيّة للتنديد بالهجوم التركيّ في شمال سوريا. وبدأ هذا التصعيد الأمميّ عبر توجيه القاهرة خطاباً رسميّاً، في 25 أيلول/سبتمبر، إلى رئيس الجمعيّة العامّة وسكرتير عام الأمم المتّحدة ضدّ رجب طيّب أردوغان، مع الإشارة إلى التنديد بسياساته الخارجيّة في هذه الشكوى، التي قدمها الممثل الدائم للبعثة المصرية لدى الأمم المتحدة، بالتزامن مع انعقاد اجتماعات الدورة 74، وذكر صراحة فيها إنّها تتضمّن "رعاية للإرهاب في سوريا، ودعماً للميليشيات المسلّحة المتطرّفة في ليبيا"، فضلاً عن "جرائمه ضدّ شعبه وبحقّ الكرد".

وامتدّ التصعيد المصريّ إلى استضافة فضائيّة TEN المحليّة المصريّة خصم أردوغا المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، في 29 أيلول/سبتمبر، الذي هاجم أردوغان، متّهماً إيّاه بـ"استغلال الشعارات الدينيّة من أجل شرعنة الفساد في البلاد".

وتزامنت دعوة مصر لاجتماع وزاري عربي مع استقبال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في ١٢ تشرين الأوّل/أكتوبر الجاري، وفداً من مجلس سوريا الديمقراطيّة، حيث جدّد خلال لقائه إدانة مصر العدوان التركيّ على سوريا، واعتباره احتلالاً لأراضي بلد عربيّ شقيق، مؤكّداً أنّ مقاومته تعدّ حقّاً شرعيّاً للدفاع عن النفس بموجب المادّة ٥١ من ميثاق الأمم المتّحدة، بحسب المقال.

ونقل المقال عن السفير جمال بيّومي، وهو مساعد وزير الخارجيّة المصري الأسبق، أنّ تحرّكات مصر الأمميّة ضدّ تركيا هدفها حشد الرأي العالميّ عبر المحافل الإقليميّة والأمميّة ضدّ سياسة أردوغان الداعمة للتنظيمات الإرهابيّة، خصوصاً بعد الهجوم العسكريّ الأخير ضدّ سوريا، كاشفاً أنّ جهود مصر تمتدّ إلى تكليف البعثات الدبلوماسيّة في سفاراتها بالخارج بنقل رسائل ومذكّرات إلى قادة هذه الدول حول الدور التركيّ في دعم الإرهاب في ليبيا وسوريا، وإظهار صلابة الموقف المصريّ ومتانته.

وتابع بيومي في حديثه للمونيتور: "إنّ الأهمّ من صدور قرار أمميّ بشأنها من عدمه، هو كونها وسيلة في خفض شعبيّته وفضح جرائمه ونزع عنه الشرعيّة الدوليّة تباعاً، وهو الأمر الذي ظهر في المواقف الدوليّة الرادعة له عقب الهجوم التركيّ، بالتزامن مع التحرّك المصريّ ضد الهجوم التركي في الأمم المتحدة ".

وقال الخبير المختص في الشأن التركي والإيراني في "مركز الأهرام للدراسات السياسيّة والاستراتيجيّة" بالقاهرة، محمّد عبّاس ناجي أنّ محاولة الحشد الدوليّ المصريّ هي استمرار لسياسة مصر الخارجيّة، وليست أمراً متغيّراً عليها في مكافحة الإرهاب بشتّى الطرق، مؤكّداً أنّ التحوّل الجديد فقط هو نجاح مصر في كسب دعوتها صدى وأثراً ملموساً ظهرا في تطابق مواقف القوى الدوليّة معها المندّدة "بالعدوان التركيّ" ضدّ سوريا، وأكد ناجي إنّ الأثر الأكبر لهذا الدور المصريّ في محيطه الإقليميّ هو بداية بلورة موقف عربيّ أكثر تماسكاً حيال الدور التركيّ في الشرق الأوسط.