المرصد السوري لحقوق الإنسان: الجندرمة التركية تواصل إزهاق أرواح المدنيين على الحدود

أكد تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الانسان سقوط 382 على الأقل، بينهم 105 أطفال ونساء، ضحايا لرصاص قوات حرس الحدود التركية (الجندرمة)، التي تواصل إزهاق أرواح المدنيين الفارين من المآسي المتواصلة على الأرض السورية.

توفي شاب من بلدة العشارة الواقعة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، متأثراً بإطلاق النار عليه من قبل حرس الحدود التركي (الجندرمة) خلال محاولته عبور الشريط الحدودي الفاصل بين ريف إدلب الشمالي الغربي ولواء إسكندرون، وفقاً لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد السوري أنه بذلك يرتفع عدد الشهداء المدنيين الذين قضوا على يد الجندرمة، منذ انطلاقة الثورة السورية، إلى 382  من ضمنهم 71 طفلاً دون الثامنة عشر، و34 مواطنة فوق سن الـ 18.

وقال المرصد في تقرير له، اليوم الأربعاء،: "لا تتوقف عمليات القتل بحق المدنيين على الأرض السورية، فمن قتل بالطائرات الحربية إلى قتل بالصواريخ والقذائف وقتل بالرصاص وإعدامات وذبح وتعذيب وقتل بظروف أخرى، إلى قتل عند الحدود برصاص قوات حرس الحدود، التي لم تقم حرمة للإنسان أو للمأساة التي يعيشها المواطن السوري، فكان رصاصهم قاتلاً مثلما بقية الأدوات التي جرى تقتيل عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري بها". 

وأوضح المرصد أنه وثق إصابة المئات برصاص قوات الجندرما التركية في استهداف المواطنين السوريين الذين فروا من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، نحو أماكن يتمكنون فيها من إيجاد ملاذ آمن، يبعدهم عن الموت الذي يلاحقهم في بلادهم سوريا، وأن ينجوا بأطفالهم، حتى لا يكون مصير أطفالهم كمصير أكثر من 20 ألف طفل استشهدوا منذ انطلاقة الثورة السورية، ومصير عشرات آلاف الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة، أو مصير آلاف الأطفال الذين أقحموا في العمليات العسكرية وحوِّلوا إلى مقاتلين ومفجِّرين.

ولفت التقرير إلى أن المرصد ورد له أيضاً في نهاية تموز / يوليو الفائت من العام 2017، عدد من الأشرطة المصورة التي يظهر فيها ضحايا رصاص حرس الحدود التركي، ممن استشهدوا حين محاولتهم إيجاد الملاذ الآمن في الجانب التركي، فيما أظهرت العديد من الأشرطة المصورة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي.

وأكد المرصد أن عناصر حرس الحدود يعمدون إلى ضرب الفارين السوريين وتوجيه الشتائم لهم، وكان آخرها شريط وردت نسخة منه إلى المرصد السوري في الـ 30 من تموز / يوليو من العام 2017، ظهر فيها اعتداء بالضرب بسوط وبالأيدي على عدد من الشبان الذين اعتقلوا.

وأظهر الشريط توجيه أسئلة إليهم مع الضرب الوحشي والإهانة المتعمدة، من قبيل: "ماذا لديكم في تركيا حتى تأتوا إليها؟ وهل أنتم مهربون؟ هل ستأتي مرة أخرى إلى تركيا؟!"

وتابع المرصد: "ومن ثم عمد أحد عناصر الحرس إلى مناداة أحد رفاقه آمراً إياه بضرب أحد الشبان المعتقلين، وقال للعنصر الذي يقوم بتصوير المقطع، أرسل لي الفيديو حتى انشره على الواتس آب، كما هددهم في حال العودة مرة أخرى إلى تركيا، قائلاً لهم: إذا كنت تخاف من الضرب لماذا أتيت إلى تركيا، هل تريدوننا أن نعاملكم بشكل جيد؟"