المؤتمر الوطني الكردستاني يكشف نتائج اجتماعه الدوري 

أعلن المؤتمر الوطني الكردستاني نتائج اجتماع مجلسه التنفيذي الدوري، الذي عقد في الحادي والعشرين من نيسان/ إبريل الجاري في العاصمة البلجيكية بروكسيل. 

أصدر المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) بياناً تناول نتائج اجتماع المجلس التنفيذي للمؤتمر وجاء فيه: 
"بدأنا عامنا الجديد مع تحقيق ثلاثة إنجازات كبيرة. عامنا الجديد، الذي بدأ مع عيد النوروز لاحظنا تفاعلاً جماهيراً كبيراً في كل مكان وتأكيد شعبنا على مواصلة النضال والمقاومة. 

أيضاً وتزامناً مع احتفالات نوروز تمكنت قوات سوريا الديمقراطية (QSD) من القضاء على قوة داعش العسكرية وإنهاء وجوده في سوريا وتحرير كل المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة داعش، ويعتبر هذا النصر ليس نصراً عسكريا فقط بل في نفس الوقت انتصار سياسياً ودبلوماسياً تاريخياً. 

والإنجاز الثالث هو انتصار حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) في الانتخابات المحلية في تركيا وشمال كردستان وهزيمة تحالف حزبي العدالة والتنمية-الحركة القومية في كبر المدن التركية بفضل الخطة الاستراتيجية، التي اتبعها حزب الشعوب الديمقراطي. بهذه الإنجازات والانتصارات نهنأ كل أبناء شعبنا في عموم كردستان. 
في ظل هذه الأوضاع ورغم أن أردوغان وحلفيه لا يزالون يتولون الحكم في تركيا إلا أن الاقتصاد التركي في طريق الانهيار كما بات يعاني نظام أردوغان من أزمات حقيقية على المستوى الدولي وسبب هذه الأزمات هي سياسات أردوغان المعادية للشعب الكردي والحرب التي يشنها على كردستان. أردوغان ومناصريه يعلنون أن سبب هذه الأزمات هو الشعب الكردي والقوات الكردية لهذا فمن الممكن أن يكثف من هجماته وهذا يعني اتساع رقعة الحرب وتأزيم الأزمة بشكل أعمق، ومواصلة تركيا سياسات الحرب ضد شعبنا وأرضنا في شمال و غرب وجنوب كردستان. 

وعلى المستوى الدولي فستستخدم تركيا كل أوراقها وتواصل الضغط لمنع وصول الشعب الكردي إلى حقوقه وقضيته المشروعة، لهذا نؤكد للجميع ضرورة عدم الوثوق بهذا النظام والإصغاء لوعوده الكاذبة. 

ووفقاً لهذه المجريات فواجب على كل القوى الكردستانية وعلى كل المستويات تصعيد النضال، وعلى الجميع أن يدركوا أن عدو الشعب الكردي لا يملك تلك القوة التي تمكنه من تصفية الشعب الكردي وكسر إرادته وهذا لأن نضال شعبنا أوقع العدو في أزمات حقيقية في الجانب الاقتصادي، الدبلوماسي، العسكري والدولي. 
نحن الشعب الكردي اليوم لا خيار أمامنا سوى مواصلة المقاومة وتصعيدها، لأننا وبقدر تلك المقاومة نحقق المكتسبات ونفشل مخططات العدو وبهذا القدر نقترب من الحرية، السلام وحل القضية الكردية. 

نحن نملك هذه الإمكانيات والطاقات في هذه المرحلة ونؤكد على قدرتنا على تحقيق النصر". 
وأشار البيان إلى حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام الداعية إلى رفع العزلة عن القائد أوجلان بالقول: "حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام هي قضية أساسيه في يومنا هذا، في حملة من أجل إيصال قضية حرية أوجلان إلى كل العالم. لهذا يجب تصعيد النضال في كل مكان والتضامن مع الحملة لإيصال هذه الرسالة والعمل على كل المستويات حتى تحقق الحملة أهدافها". 

وتابع البيان: "بكل احترم وتقدير نتوجه بالتحية إلى جميع المضربين في الحملة الذين تجاوز عددهم السبعة ألاف ونؤكد تضامننا ووقوفنا إلى جانبهم وتأييد مطلبهم في كل المحافل. أوجلان وطوال سنوات عمره يدافع عن القضية الكردية وحرية الشعب الكردي، الإنسانية ولايزال يواصل نضاله، والعمل على أن ينال أوجلان حريته واجب ومسؤولية يقع على عاتقنا جميعاً وعليه ندعو جميع أبناء شعبنا لتصعيد النضال من اجل كسر العزلة ومن اجل نيل أوجلان لحريته". 

ولفت البيان إلى استمرار الأزمة في سوريا وروج آفا بالقول: "قوات سوريا الديمقراطية (QSD) تمكنت من القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وتحرير كافة المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته، لكن لايزال التنظيم كقوة إرهابية موجودة. أيضاً لا تزال تركيا ومرتزقتها يحتلون عفرين ومناطق في الشهباء. المعارضة السورية في أضعف أحوالها وتتجه نحو مصير مجهول، النظام السوري يواصل زحفه والسيطرة على مناطق أخرى في سوريا، لاتزال هناك قوات دولية في الأراضي السورية، بعضها لها برامج ومساهمات لحل الأزمة والبعض الأخر تخفي برنامجها أو لا أحد يعرف عن مخططها شيء. ووفقاً لهذه المعطيات والظروف الراهنة فيجب على الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أن تزيد من قوتها واتحادها وعلى جانب آخر توسيع علاقاتها الدبلوماسية، بهدف التمثيل الحقيقي للإدارة الذاتية ومكونات شمال وشرق سوريا في سوريا المستقبل وضمان الاعتراف بالإدارة الذاتية ودمقرطة سوريا. هدف أساسي آخر وهو خروج الاحتلال التركي من الأراضي السورية في أقرب وقت ممكن". 
منذ مدة تواصل لجنة المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) فرع روج آفا عقد الاجتماعات واللقاءات مع الأطراف والقوى الكردستانية من اجل توحيد الصف الكردي وتشكيل مرجعية سياسية كردية في روج آفا. بطلب من المؤتمر الوطني سمحت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا لأحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS) غير المرخصة لدى الإدارة بفتح مكاتبها ومزاولة النشاط السياسي، دعماً لهذه المبادرة ارسل المؤتمر وفداً إلى روج آفا لكن منع الوفد من دخول أراضي روج آفا من قبل سلطات إقليم جنوب كردستان، وعاد الوفد دون الوصول إلى هدفه. باسم المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) ندين هذه السياسات ونؤكد مواصلة عملنا والتركيز على الحوار من اجل تحقيق وحدة الصف الكردي. 
وتطرق البيان إلى الوضع في جنوب كردستان: "بعد الاستفتاء وكارثة كركوك والمناطق المتنازع عليها ، وتأزم الوضع في جنوب كردستان بشكل كبير، و للأسف القوى الكردستانية في إقليم جنوب كردستان والى اليوم لم يجتمعوا لتحقيق أي تقدم في كافة الملفات المتعلقة بالوضع الداخلي وتحقيق الوحدة التي هي من تطلعات الشعب الكردي. إلى هذا ومنذ ستة اشهر أجريت الانتخابات التشريعية لكن حتى الآن لم تتمكن القوى الكردستانية من تشكيل الحكومة الجديدة، والحكومة الحالية غير مفعلة وغير قادرة على حل الأزمات التي تعصف بالإقليم. فهناك مشاكل سياسية، اقتصادية واجتماعية كثيرة بحاجة إلى حل مستعجل وفي حال تم تجاهلها فمن الممكن أن تودي إلى المزيد من الأزمات. أيضاً العلاقة مع حكومة بغداد غير جيدة وهذا مؤشر يزيد المخاطر على شعبنا في جنوب كردستان. 
بالإضافة إلى كل هذه الأوضاع الغير جيدة ويواصل الاحتلال التركي التوغل والتمدد في جنوب كردستان. منذ أكثر من عام والجيش التركي يحتل منطقة برادوست، في المقابل قوات الدفاع الشعبي HPG تواصل المقاومة ضد الاحتلال التركي. شعبنا في جنوب كردستان يرفض وجود الاحتلال التركي وقواعده العسكرية في أراضي الإقليم وفي الكثير من المواقف دعا إلى خروج الاحتلال، آخرها في منطقة شيلاديزي حيث انتفض الشعب وهاجم احد القواعد العسكرية التركية، لكن وللأسف حكومة الإقليم وعوضاً عن تأييد الشعب والتأكيد عل مطالبه، وقف إلى جانب الاحتلال في وجه المتظاهرين. هذه المواقف تعمق الأزمة بشكل اكبر وتعمق الفجوة بين الحكومة والشعب كما هو تشجيع للعدو من اجل مواصلة الهجمات على المدنيين ، وبهذه المناسبة ندعو حكومة إقليم جنوب كردستان والقوى السياسية مرة أخرى إلى الوقوف في وجه الانتهاكات ، الهجمات ومحاولات الاحتلال التركية. 
العنف ضد المرأة في جنوب كردستان مستمر، وهناك ارتفاع ملحوظ في نسب قتل النساء في جنوب كردستان مؤخراً. موقف الحكومة والجهات القضائية ضعيف من هذه الانتهاكات والممارسات بحق المرأة، وهذا بمثابة تشجيع لمثل هذه الجرائم، هذه مشكلة كبيرة وعلى السلطات و الجهات الحكومية والعدلية أن تتحرك للحد من هذه الجرائم.
كما يعاني الإقليم من مشاكل اقتصادية وخدمية ، مشكلة المعاشات للموظفين لم تحل بشكل نهائي. هناك غلاء في المعيشة وشعبنا يواجه أزمة مالية حقيقة دون أي مبادرات من قبل الحكومة لحلها. 
ومن أجل خروج جنوب كردستان من هذه الأزمات والمشاكل هناك حاجة إلى وحدة حقيقية والتوجه نحو الديمقراطية والابتعاد عن الأنانية والتعسفية من اجل المصالح العائلية، الشخصية والحزبية وعدم تفضيلها على المصالح القومية والوطنية العامة. 
كما أشار البيان إلى الوضع في شرقي كردستان موضحاً أن الاحتلال والأزمة مستمرين، وأضاف "النظام الإيراني يرفض التغيير الديمقراطي، ويفرض الاعتراف بحقوق الشعب الكردي ويواصل سياسات القمع بحقه. ويواصل هجماته على الكسبة إلى أن وصلت إلى مستوى القتل العمد، تواصل سياسات إعدام النشطاء والسياسيين وفي نفس الوقت لا يعمل على إيجاد حلول لمشكلة البطالة والأزمة الاقتصادية مما يساهم في ارتفاع نسبة البطالة وانتشار الفقر. مشكلة انتشار المخدرات في المجتمع تتفاقم وهذا يشكل تهديد خطير على المجتمع.
إلى جانب هذه الأزمات ونتيجة هطول الأمطار الغزيرة تشكلت الفيضانات والسيول التي غمرت الكثير من المدن والقرى مما أدى إلى وقوع كارثة إنسانية. شعبنا في شرق كردستان بحاجة إلى مساعدات كثيرة نتيجة هذه الكارثة. وبهذه المناسبة نستذكر جميع ضحايا الفيضانات ونعزي ذويهم مرة أخرى، كما ندعو كل أبناء شعبنا إلى تقديم الدعم والمساعدة لضحايا الكارثة.
تتفاقم الأزمة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية في شرقي كردستان كما هو الحال في عموم إيران. الشعب بنادي بالتغيير ونستبعد استمرار الوضع في ايران وشرقي كردستان بهذا الشكل إلى الأبد، ايران متجهة إلى التغيير لا محال وعلى القوى الكردستانية أن تحضر نفسها بشكل جيد لدخول هذه المرحلة وأن تكون صف واحد إلى جانب تطلعات ومطالب شعبنا في شرقي كردستان ولهذا نؤكد وبالدرجة الأولى على ضرورة تحقيق الوحدة فيما بينها. 
ولفت البيان إلى أن المكونات الأشور-الأرمن-السريان في عموم كردستان والمنطقة يتعرضون لنفس الضغوطات التي يتعرض لها الشعب الكردي لانهم يشكلون الأقلية ويخالفون الأغلبية في الديانة والمعتقد. مؤكداً على ضرورة أن تمد الإدارة في شمال وشرق سوريا, جنوب كردستان وشمال كردستان يدهم لهذه المكونات والتعامل مع هذه القضية بشكل دقيق وحساس.
كردستان وبشكل عام تمر بمرحلة حساسة للغاية والتحالف الإقليمي الذي تشكل مع إعلان استفتاء الاستقلال من قبل حكومة جنوب كردستان لا يزال قائماً. والذي نتج عنه تمزيق كركوك والمناطق المتنازع عليها عن جنوب كردستان مرة أخرى، كذلك اتفاقيات أعداء الكرد ظهرت في عملية احتلال عفرين من قبل تركيا، أيضاً احتلال تركيا لمنطقة برادوست وباقي المناطق هي نتيجة لهذه التحالفات. هذا التحالف المعادي يشكل تهديداً وخطراً كبيراً على عموم أبناء شعبنا في عموم كردستان. أيضاً يجب أن نذكر أن هذه القوى المتحالفة ضد الكرد ومهما كان تحالفهم قوي إلا أن هناك خلافات جوهرية فيما بينها وكذلك لم تعد هذه الأنظمة المديرة للاتفاقات قوية ومتمكنة في الداخل ، والشعب الكردي لم يعد ذلك الشعب الضعيف والمستضعف كما في السابق. وهنا نؤكد انه مع تشكيل الوحدة الوطنية وتمتينها يمكن أن نحقق طموحات الشعب الكردي في كل مكان وشعبنا يملك الإمكانيات التي تخوله للانتقال إلى هذه المرحلة. نحن وكمؤتمر وطني ننظر إلى قضية وحدة البيت الكردي على أنها اهم قضية بالنسبة لنا ومن اجل تحقيق هذه الوحدة سنسخر كل طاقاتنا وإمكانياتنا. 
وناقش الاجتماع أعمال المؤتمر خلال الأشهر الثلاثة الماضية وقدمت المقترحات والقرارات من اجل تطوير عمل لجان المؤتمر. وتم مناقشة خطة المؤتمر للمرحلة القادمة.
وختم البيان بدعوة جميع القوة الكردستانية إلى الانضمام إلى المؤتمر الوطني والمشاركة فيها والقيام بدوره وتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الكردي بالقول: "الاجتماع العام للمؤتمر سيعقد في التاسع عشر في شهر تشرين الأول/أكتوبر، وسيتم خلاله انتخاب أعضاء جدد لرئاسة المؤتمر. المؤتمر منفتح على جميع القوى الكردستانية للمشاركة والتحديث وندعو جميع القوى إلى المشاركة في المؤتمر التاسع عشر".