اللجنة الوزارية العربية الرباعية تندّد بالتدخل التركي والإيراني في الأزمة السوريّة

نددت اللجنة باستمرار التدخل الإيراني والتركي في الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا و سيادتها و أمنها, موضحةّ أنّ مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود المبذولة من أجـل تـسوية الأزمـة السورية بالطرق الدبلوماسية وفقاً لمضامين جنيف.

عقدت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بتطورات الأزمة مع ايران وسـبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، اجتماعا لها اليوم ساوت فيه للمرة الأولى بين خطورة التدخلات الايرانية والتركية وخاصة في الأزمة السورية.

واللجنة التي انعقدت اليوم مكونة من كل من: الامارات والبحرين، والسعودية، ومصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وقد عقدت اجتماعها التاسع في مقر الأمانة العامـة للجامعة العربية بالقاهرة اليوم على هامش اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته العادية 150.

ونددت اللجنة باستمرار التدخل الإيراني والتركي في الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وسيادتها وأمنها واسـتقلال قرارها ووحـدتها الوطنيـة وسلامتها الإقليمية وأن مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود المبذولة من أجـل تـسوية الأزمـة السورية بالطرق السلمية وفقا لمضامين جنيف.

ناقشت اللجنة الوزارية تطورات الأزمة مع ايران ومـسار العلاقات العربية مع إيران وسبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الـشؤون الداخليـة للـدول العربية، واطلعت في هذا الشأن على التقرير الذي أعدته الأمانة العامة والرصد الذي قامت به حول أبرز التصريحات السلبية للمسؤولين الإيرانيين تجاه الدول العربية ، وكذلك التقرير الذي أعدته دولة الإمارات حول أنشطة إيران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والإجراءات المتخذة من قبلها لمواجهة تلك التدخلات.

وأدانت اللجنة الوزارية الرباعية العربية استمرار التدخلات الإيرانية في الـشؤون الداخليـة للـدول العربية، واستنكرت في ذات الوقت التصريحات الاستفزازية المستمرة من قبل المـسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية، كما أعربت اللجنة عن قلقها البالغ إزاء ما تقوم به إيران مـن تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية، بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابيـة في بعض الدول العربية وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة تهدد الأمـن القومي العربي، الأمر الذي يعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قـضايا وأزمـات المنطقـة بالطرق السلمية وطالبتها بالكف عن ذلك .

كما أدانت اللجنة مواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية في الدول العربية، بما في ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من داخل الأراضي اليمنيـة علـى المملكة العربية السعودية، والذي يشكل خرقاً سافراً لقرار مجلس الأمن رقم 2216) 2015 (الذي ينص على ضرورة الامتناع عن تسليح المليشيات ، مؤكدة على دعمها للإجراءات التـي تتخذها المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين من أجل التصدي لهذه الأعمـال العدوانيـة حماية لأمنها واستقرارها .

واستنكرت اللجنة وأدانت التدخلات والأعمال الإيرانية التخريبية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ونوهت بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب، كمـا رحبـت اللجنـة بالتقرير المقدم من مملكة البحرين، حول تورط إيران في دعمها لما يسمى بـسرايا الأشـتر الإرهابية والتي تتخذ من إيران مقراً لها والتي تعمل على زعزعة الأمـن والاسـتقرار فـي المملكة، وذلك من خلال تزويدهم بالأسلحة والمتفجرات، وتمويلهم وتدريبهم في معـسكرات برعاية من الحرس الثوري الإيراني وحزب االله الإرهابي .

كما رحبت اللجنة بقرارات عدد من الدول بتصنيف ما يسمى بسرايا الأشتر الإرهابية في مملكة البحرين والتي تتخذ من إيران مقراً لها، كمنظمة إرهابية، وعدد من أعضائها على قائمة الإرهاب، ويعكس هذا الموقف إصرار دول العـالم علـى التـصدي للإرهـاب علـى الصعيدين الإقليمي والدولي، وكل من يقوم بدعمه أو التحريض عليه والتعاطف معه، ويمثـل دعماً لجهود مملكة البحرين والإجراءات التي تقوم بها في تعزيز الأمن والاسـتقرار والـسلم فيها .

ونوهت اللجنة بتمكن الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين من إحباط عدد من الأعمال والمخططات الإرهابية، والقبض على 116 من العناصر الإرهابية التي تنتمي إلـى تنظـيم إرهابي، يتبع الحرس الثوري الإيراني وأذرعه الخارجية ومنها كتائب عصائب أهل الحـق الإرهابية وحزب االله الإرهابي على تشكيله وتمويله وتدريب عناصره وتزويـدهم بالأسـلحة والعبوات الناسفة، للقيام بسلسلة من الأعمال الإرهابية الخطيرة والإخلال بالأمن والاسـتقرار وضرب الاقتصاد في مملكة البحرين .

وأعربت اللجنة عن التضامن مع قرار المملكة المغربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران نظرا لما تمارسه هذه الأخيرة وحليفها حزب االله الإرهـابي مـن تـدخلات خطيـرة، ومرفوضة في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية عبر محاولة تسليح وتدريب عناصـر تهـدد امن واستقرار المغرب، والذي يأتي استمراراً لنهج إيـران المزعـزع للأمـن والاسـتقرار الإقليمي .

كما أعربت اللجنة عن إدانتها للتهديدات الإيرانية المباشرة للملاحة الدولية في الخليج العربي ومضيق هرمز، وكذلك تهديدها للملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر وكلائهـا فـي المنطقة، بما في ذلك استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية مؤخراً لناقلة نفط سعودية في مضيق باب المندب؛ والتي تشكل انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي .

وأعربت اللجنة عن قلقها من البرنامج النووي الإيراني بما في ذلك بشأن جدية التزام إيران بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة وقدرة هذا الاتفاق على منع إيـران من الحصول على السلاح النووي في المستقبل، خاصةً في ظل سياسات إيران العدائيـة فـي المنطقة. ما أكدت على ضرورة مراقبة تطورات هذا الملف .

كما أدانت اللجنة استمرار إيران في تطوير برنامجها للصواريخ الباليـستية وتزويـد الحوثيين بها ، وأدانت إطلاق الصواريخ إيرانية الصنع والتي استهدفت من خلالهـا ميليـشيا الحوثي الإرهابية المملكة العربية السعودية، بما في ذلك إطلاق 190 صاروخاً باليستياً علـى عدد من المدن ا لسعودية بما فيها العاصمة الرياض ، والذي قوبل بإدانة عربية ودولية واسعة.