العراق: سقوط قتلى في انفجار بالقرب من ساحة التحرير وتضارب الأنباء حول إغلاق منفذ حدودي

أفادت مصادر طبية عراقية بمقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين في انفجار عبوة قرب ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، فيما تضاربت الأنباء حول إغلاق المحتجين بوابة حقل مجنون في البصرة.

وانفجرت عبوة ناسفة مساء أمس الجمعة وضعت تحت سيارة في ساحة الطيران المحاذية لساحة التحرير وسط بغداد مركز الاحتجاجات، مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وجرح 20 آخرين.

كما انفجرت قنبلة صوتية في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية في محافظة ذي قار جنوب العراق.

وتضاربت الأنباء اليوم عن إغلاق المحتجين بوابة حقل مجنون في البصرة، فيما أفاد مصدر أمني من البصرة عن تظاهر المئات من المحتجين أمام حقل مجنون النفطي ولا صحة لإغلاقه.

وأضاف المصدر حسب ما نقلت عنه مواقع عراقية محلية أن مجموعة من المتظاهرين منعوا، صباح السبت، الشاحنات من الدخول والخروج إلى ميناء أم قصر في البصرة. 

وعلى صعيد متصل فإن حريقا اندلع اليوم داخل بناية متخذة كمخزن ومحلات تجارية في منطقة السنك وسط بغداد، ما أدى إلى الحاق أضرار مادية كبيرة دون وقوع أية خسائر بشرية حسب شهود عيان.

من جهتها أعلنت مفوضية حقوق الإنسان، السبت، مقتل 143 متظاهر واعتقال 66 آخراً في الفترة من 12-15 تشرين الثاني الجاري.

وذكرت مفوضية حقوق الإنسان في بيان تلقت "وكالة فرات للأنباء " نسخة منه، أن "مفوضية حقوق الإنسان تراقب وتوثق الأحداث التي رافقت التظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات للفترة من 12-15 /تشرين الثاني الحالي". 

وأوضحت أن "المفوضية تدين استمرار الاعتقالات العشوائية دون التحري للكثير من المعتقلين حيث وثقت فرق الرصد اعتقال (66) متظاهر في بغداد أطلق سراح (7) منهم، و (20) متظاهراً في البصرة اشرفت المفوضية على إطلاق سراح (7) متظاهر منهم على خلفية التظاهرات التي جرت في منطقة المعقل في محافظة البصرة، واعتقال (37) متظاهراً في محافظة ذي قار أطلق سراح (21) منهم".

وأوضحت أن "المفوضية تدين استمرار الاعتقالات العشوائية دون التحري للكثير من المعتقلين حيث وثقت فرق الرصد اعتقال (66) متظاهر في بغداد أطلق سراح (7) منهم، و (20) متظاهراً في البصرة اشرفت المفوضية على إطلاق سراح (7) متظاهر منهم على خلفية التظاهرات التي جرت في منطقة المعقل في محافظة البصرة، واعتقال (37) متظاهراً في محافظة ذي قار أطلق سراح (21) منهم".

وتابعت: "استمرت الصدامات في محافظة ذي قار بين القوات الأمنية والمتظاهرين مما أدى إلى إصابة (17) منهم (15) متظاهر و(2) من القوات الامنية وقيام عدد من المتظاهرين بحرق مسكن قائمقام قضاء الغراف ومسكن احد اعضاء مجلس النواب في ذي قار وحرق سيارة عدد (2)". 

وأشارت إلى أن "المفوضية العليا لحقوق الإنسان تطالب جميع الأطراف بالتحلي بالمسؤولية والحفاظ على سلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، وتود أن تبين أن استخدام وسائل عنيفة من بعض الأشخاص يسيء إلى سلمية المظاهرات وأن المتظاهرين المطالبين بحقوقهم الاصلاحية يرفضون هكذا ممارسات".

واكملت أن المفوضية أشارت إلى اختطاف عدد من الناشطين على خلفية التظاهرات ووثقت إطلاق سراح الناشطة صبا المهداوي والناشط علي هاشم بعد اختطافهم من قبل مجهولين، وتعرض مدير معهد التطوير الأمني العميد الدكتور "ياسر عبد الجبار" لاختطاف وسط بغداد من قبل مجهولين، وتطالب المفوضية القوات الأمنية بتوفير الحماية اللازمة للناشطين والمتظاهرين والمواطنين كافة والبحث والتحري عن الجهات التي تقوم بعمليات الخطف والقاء القبض عليهم وإحالتهم للقضاء لينالوا جزائهم العادل.

وتابعت: إن "عودة الاشتباكات قرب فوج المهمات في محافظة ذي قار وإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع من قبل القوات الامنية لتفريق المتظاهرين، واعلان حظر التجوال في قضاء الغراف وأشرت المفوضية حرق مدرسة ثانوية (الزوراء) للبنات من قبل عدد من المتظاهرين في محافظة ميسان بسبب رفض الإدارة التعليمية غلقها، وتؤكد المفوضية على رفض السلوكيات غير المسؤولة والتي يؤثر على سلمية التظاهرات ويستوجب المسألة القانونية".

وأكدت "استمرار سقوط قتلى في العاصمة بغداد، حيث وثقت فرق الرصد استشهاد (3) من المتظاهرين من قضاء الصويرة والعزيزية على خلفية اصابتهم في ساحة التحرير في بغداد يوم 12/11/201‪9 وانفجار عبوتين صوتية في ساحة التحرير والطيران يوم 15/ 11 /201‪9 تسببت باستشهاد (1) متظاهر واصابة(19) متظاهرين اخرين وبهذا الصدد تجدد المفوضية دعوتها لوقف إراقة الدم العراقي والحفاظ على ارواح المتظاهرين".

ووثقت المفوضية استمرار قيام عدد من المتظاهرين بغلق الطرق ودوائر الدولة والمدارس للضغط بالاستجابة لمطالبهم من قبل الحكومة، وهو ما يتعارض و حق التنقل للمواطنين لذا تنصح المفوضية المتظاهرين بالحفاظ على سلمية التظاهر وأحقية المطالبة بحقوقهم المشروعة وأشرت المفوضية التعاون بين القوات الامنية والمتظاهرين في محافظات (بابل، النجف الأشرف، المثنى، واسط، الديوانية، ميسان) والذي عكس سلمية التظاهرات ودور القوات الامنية في حماية المتظاهرين وتطبيق معايير الاشتباك الأمن والتواجد مع المتظاهرين بدون أسلحة وإنشاء مفارز مشتركة للتفتيش".

وزادت أن "انسحاب المفارز الطبية وسيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة من ساحة الخلاني بسبب كثافة الغازات المسيلة للدموع، وتطالب المفوضية الحكومة بتسهيل ودعم وحماية فرق الإنقاذ والمسعفين التطوعية ونشر فرق أسعاف أولي ثابتة واعتصام عدد من المتظاهرين أمام بوابة ميناء ام قصر بتاريخ 15/11/201‪9 بعد اعتراضهم على قرعة التعيين التي قامت بها شركة الموانئ العراقية، وتعمد احراق الاطارات امام بوابة الميناء ومنع دخول الصهاريج الميناء".

ولفتت المفوضية، إلى انفجار عبوة ناسفة قرب ساحة الحبوبي في محافظة ذي قار بتاريخ 15/11/201‪9 أدت الى إصابة (11) شخص إصابات خطيرة في الناصرية والقاء قنبلة مولوتوف تستهدف منزل مواطن وحرق منزل عضو المجلس البلدي (عادل حسن الرماحي) في قضاء الغراف، وهنا تجدد المفوضية مطالبتها للقوات الامنية بتوفير الحماية اللازمة لساحات التظاهر والاماكن القريبة منها بالتنسيق مع المتظاهرين، تؤكد المفوضية ان كافة المعلومات والبيانات والاحصائيات والتقارير التي تصدرها تمت من خلال الرصد والتوثيق الميداني لفرقها المنتشرة في عموم محافظات العراق وتدعو المؤسسات كافة ووسائل الاعلام الى مراجعة موقع المفوضية الرسمي وندعو جميع من تعرض لاي انتهاك الى تقديم شكوى رسمية للمفوضية للتحقيق فيها واحالتها إلى القضاء والاتصال بالأرقام الساخنة للمفوضية.

ويشهد العراق احتجاجات منذ أكتوبر/تشرين أول، تطالب بالقضاء على الفساد ومحاربة البطالة وتحسين جذري للخدمات العامة.

وقتل أكثر من 300 شخص منذ اندلاع موجة الاحتجاجات، التي أسفرت أيضا عن إصابة الآلاف.

وانتقد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، للمسؤولين بسبب ما وصفه بـ"محاولات التهرب من تنفيذ مطالب المتظاهرين المناهضين للحكومة".

وقال السيستاني في خطبة الجمعة، التي ألقاها ممثله أحمد الصافي في كربلاء: "إذا كان من بيدهم السلطة يظنون أنّ بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فإنهم واهمون".

وكان الآلاف قد خرجوا بمحافظات ذي قار والديوانية والبصرة إلى ساحات التظاهرات في مراكز محافظاتهم للمشاركة في الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع.