الصليب الأحمر والهلال الأحمر يحثّان على المزيد من الدعم للاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

دعا الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى ضرورة دعم ومساندة اللاجئين في مواجهة وباء كورونا.

عبّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن قلقه المتزايد حيال المهاجرين، واللاجئين، والأشخاص النازحين داخلياً الذين يسقطون في هُوّة النسيان والإهمال غير المُتعمَّد.

وشدد الاتحاد في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للاجئين على ضرورة توفير المساعدة الإنسانية لكل الناس في ظل انتشار جائحة كورونا، بغض النظر عن وضعيتهم.

وقال الدكتور حسام الشرقاوي، رئيس “الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “نعرف أن الأشخاص النازحين واللاجئين والمهاجرين هم من فئة الناس الأكثر ضعفاً في المنطقة، وعلى رأس هذه الفئة تأتي النساء والأطفال. وهم معرّضون بالذات للمضاعفات الصحية والعنف.  وقد تكون أماكن إقامتهم المؤقّتة مزدحمة وتفتقر غالباً إلى ما يكفي من الصرف الصحي والمأوى، مع قدرة ضعيفة على الوصول إلى الرعاية الطبية والتغذية الجيدة”.
 
وتعمل جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في كل أنحاء المنطقة بشكل مباشر مع الهيئات والوكالات الدولية لضمان أن يكون اللاجئون والمهاجرون والنازحون داخلياً مشمولين كجزء من جميع عمليات الاستجابة فيما يخصّ جائحة كوفيد-19.

وأضاف الشرقاوي “يرى فرقاء عملنا في الصليب الأحمر والهلال الأحمر الموجودون على الأرض أيضاً زيادة في وصم الأشخاص النازحين. ونعرف أن الوصم، مثلما هو الحال مع المعلومات المغلوطة، يمكن أن يمنع الناس المُحتَمَل إصابتهم من طلب الرعاية – ويتطلّب هذا الأمر أخذه جدّياً بعين الاعتبار مثل الفيروس تماماً”.   

قد يحدُّ التمييز وحواجز اللغة والوضع القانوني من الوصول إلى معلومات الوقاية ونصائح الصحة لإنقاذ الحياة. ويسعى فرقاء عمل الصليب الأحمر والهلال الأحمر في كافة أنحاء المنطقة إلى ضمان وصول الناس المهاجرين إلى المعلومات التي تساعدهم في الحفاظ على سلامتهم وسلامة عائلاتهم – مهما كان مستوى قدرتهم على القراءة، أو لهجتهم أو بلد المنشأ.

في ليبيا، قامت “جمعية الهلال الأحمر الليبي” بحملات توعية تستهدف النازحين داخلياً والمهاجرين خارج مراكز الاحتجاز. كما أقامت الجمعية مؤخراً نقاط خدمة إنسانية لتوفير المعلومات الأساسية للمهاجرين والأشخاص النازحين، ووزّعت الطعام وغيره من الضروريات الأساسية، فضلاً عن أنشطة دعم إعادة الروابط العائلية.

وفي مصر، انخرط أكثر من 200 مهاجر ومهاجرة متطوّعين في مهمة الاستجابة لتوفير الدعم باللغات المحلية.

وفي العراق، قدّمت “جمعية الهلال الأحمر العراقي” جلسات توعية صحية لأكثر من 50,000 شخص يتنقّلون من مكان إلى مكان وما يزيد على 6,000 لاجئ سوري في 50 مخيّماً.

أما في الأردن، تفستهدف “جمعية الهلال الأحمر الأردني” المجتمعات المُضيفة واللاجئين السوريين أيضاً برسائل الوقاية الأساسية، كما وزّعت عليهم السلّات الغذائية.

في تونس، تُشارك “جمعية الهلال الأحمر التونسي” معلومات عن الصحة والنظافة مرتبطة بكوفيد-19 في مراكز المهاجرين.

وقال الشرقاوي: “نحن نعرف أن العديد من الأشخاص النازحين يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. وأثناء هذه الأزمة، علينا أن نستمر في البحث عن طرق جديدة ومبتكرة لتوصيل المساعدة في ظروف تحمي صحة كلّ من النازحين والعاملين والمتطوعين المشاركين. لا يجب أن يتمّ نسيانهم”.

ودعا “الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر” جميع الجهات الفاعلة إلى التأكّد من أن انخراط المهاجرين والنازحين الداخليين واللاجئين بجدّ في أنشطة الاستجابة وأخذهم بعين الاعتبار فيها. يجب توفير إمكانية وصولهم إلى المعلومات عن كوفيد-19 باللغة التي يفهمونها، بالإضافة إلى إجراءات الوقاية، والقدرة على الوصول إلى العلاج الطبي في حالات الإصابة. كما يجب أيضاً التعامل مع الاحتياجات الخاصة للنازحين من النساء والأطفال وكبار السنّ والمصابين بأمراض مزمنة وجميع من لديهم إعاقة.

يحتفل العالم كل سنة باليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو/تموز للاحتفاء بشجاعة ومرونة عشرات الملايين من الناس الذين أُجبِروا على الهرب من منازلهم بسبب الحرب أو الاضطهاد.