الصحفي الألماني المعتقل لدى تركيا: القضاء غير مستقل وأرفض ارتداء الزيّ الموحّد

رفض الصحفي الألماني المعتقل لدى السلطات التركية "صفقات قذرة" لأجل الإفراج عنه, مؤكّداً على عدم استقلالية القضاء التركي. كما شدّد على رفضه أيضاً, الالتزام بالمرسوم التركي القاضي بارتداء الزيّ الموحّد لدى مثوله أمام المحاكم.

نقلت وكالة الأنباء الألمانية, اليوم الأربعاء (17 كانون الثاني) تصريحات عن الصحفي الألماني, دينيز يوجيل, المعتقل لدى السلطات التركية, أفاد فيها يوجيل بأنّه يرفض أيّة "صفقاتٍ قذرة" مقابل إطلاق سراحه.

وقال يوجيل, في تصريحاتٍ مكتوبة نقلها محاميه للوكالة, إنّه لا ينتظر حرّيةً "ملطخةً بصفقات دبابات شركة راينميتال أو أيّ ممارسات مع منتجي أسلحة الآخرين", مؤكّداً في الوقت ذاته على رفضه القاطع لأن يتمّ إطلاق سراحه مقابل "تسليم مطلوبين من اتباع حركة فتح الله كولن لتركيا".

وفيما يتعلق بالقضاء في تركيا وادّعاءات أنقرة حول استقلاليته, نفى الصحفي الألماني من أصولٍ تركية صحّة تلك الادعاءات واصفاً إيّاها ب"الكذب", مضيفاً بالقول: "إن وزارة العدل التركية ذكرت في خطابات للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان و للمحكمة الدستورية العليا أنها تتضامن مع الاتهامات الموجهة إليه, فالحكومة ليست متفرجا, إنها طرف, وبشكل رسمي تماما أيضا".

كما نوّه يوجيل إلى قانون الطوارئ المفروض في تركيا, والذي يُلزم المتّهمين الماثلين أمام المحاكم بالزيّ الموحد, معتبراً أنّ الهدف من هذا الإجراء هو "الإذلال على العلن والإدانة المسبقة" مؤكّداً أنّه لن يظهر بهذا الزيّ "بكلّ تأكيد".

وكانت العلاقات بين برلين وأنقرة قد شهدت تدهوراً كبيراً, بعد ظهور خلافات حادة بين الجانبين, حيث أنّ وزير الداخلية الألماني كان قد صرّح أنّ بلاده لن توافق على كمّية كبيرة من صادرات الأسلحة لتركيا "حتّى تُحلّ قضية يوجيل", قبل أن يتراجع عن تصريحاته.

تجدر الإشارة إلى أنّ الصحفي دينيز يوجيل, وهو مراسل صحيفة "دي فيلت" الألمانية, كان قد أُعتقل في 14 شباط من العام الماضي في مدينة استنبول, حيث نقل إلى السجن الاحتياطي بعد أيام من اعتقاله, بتهمة "تحريض السكان والترويج للإرهاب", وطالبت الحكومة الألمانية مراراً وتكراراً السلطات التركية بالإفراج عنه, كما ودخلت في مفاوضات عدّة لذلك, دون تحقيق نتيجة.