الصحافة الفرنسية: إنتكاسة أردوغان الكبيرة في الانتخابات كسرت قبضته الحديدية

لاقت الانتخابات المحلية التركية صدى واسعا في الإعلام الدولي، حيث وصفت الصحافة الفرنسية نتيجة الانتخابات البلدية بالانتكاسة الكبرى لنظام حزب العدالة والتنمية الحاكم، وقالت صحيفة لوموند الفرنسية أن الانتخابات المحلية كانت خسارة كبيرة لأردوغان 

جاء في صحيفة لاموند الفرنسية أن حزب العدالة والتنمية خسر في أنقرة وقد يخسر في اسطنبول، وذلك قبل اعلان المؤشرات التي اكدت خسارته للمدينة التي سيطر عليها لسنوات، وقالت: "هذه خسارة كبرى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ".

وذكرت الصحيفة ان اسطنبول هي قلب تركيا، وكتبت عن أنقرة واسطنبول بوصفهما  "أكبر مدينتين كانتا معاقل لحزب العدالة والتنمية ولم يكن سقوطها سهلا".

وحول نتائج  الانتخابات لفتت الصحيفة النظر إلى الاقتصاد التركي، وذكرت أنه "منذ شهور ومن خلال الاستطلاع تمت الإشارة إلى انهيار حزب العدالة والتنمية في أنقرة وأضنة وأنطاليا ومرسين".

وذكر موقع اذاعة "مونت كارلو الدولية" في تقرير له أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعرض لانتكاسة كبيرة بخسارة حزبه الحاكم (العدالة والتنمية) السيطرة على العاصمة أنقرة للمرة الأولى في انتخابات محلية، وبدا أنه يقر بالهزيمة في اسطنبول أكبر مدن البلاد.

ونقلت عن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا سعدي غوفن، اليوم الاثنين، قوله إن عمليات فرز الأصوات تشير إلى تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض في اسطنبول أكرم إمام أوغلو بحصوله على 4159650 صوتا مقابل 4131761 صوتا حصل عليها بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية.

وقال التقرير انه على الرغم من هيمنة أردوغان على المشهد السياسي التركي منذ وصوله إلى السلطة قبل 16 عاما وحكم البلاد بقبضة حديدية، وتنظيمه حملات انتخابية دون كلل على مدى شهرين قبل تصويت يوم الأحد الذي وصفه بأنه ”مسألة بقاء“ بالنسبة لتركيا. لكن لقاءاته الجماهيرية اليومية والتغطية الإعلامية الداعمة له في معظمها لم تكسبه تأييد العاصمة واسطنبول، في وقت تتجه فيه البلاد نحو تراجع اقتصادي أثر بشدة على الناخبين.

وتشكل هزيمة حزب أردوغان ذي الجذور الإسلامية في أنقرة ضربة كبيرة للرئيس. ومن شأن الخسارة في اسطنبول، التي استهل فيها مسيرته السياسية وكان رئيسا لبلديتها في التسعينيات، أن تكون صدمة رمزية أكبر ومؤشرا على تضاؤل شعبيته.

وفي كلمة لأنصاره في أنقرة، بدا أردوغان وقد تقبل هزيمة حزب العدالة والتنمية في اسطنبول، لكنه أكد أن حزبه سيطر على أغلبية الأحياء بالمدينة. وقال "حتى إذا أهدر (ناخبونا) رئاسة البلدية، فقد أعطوا الأحياء لحزب العدالة والتنمية".

وفي جنوب شرق تركيا حيث الغالبية الكردية، احتفل سكان باستعادة حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للكرد بلديات سيطرت عليها السلطات قبل عامين متهمة الحزب بأنه على صلات بإرهابيين. وينفي الحزب أن يكون على صلة بحزب العمال الكردستاني المحظور.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية أن تركيا تترقب بقلق، اليوم الإثنين، نتائج الانتخابات البلدية في اسطنبول حيث يخشى حزب العدالة والتنمية هزيمة ستشكل ضربة كبرى للرئيس رجب طيب إردوغان بعدما خسر أنقرة في انتكاسة غير مسبوقة منذ توليه السلطة قبل 16 عاما، بحسب النتائج الجزئية الصادرة حتى الآن.

وذكرت فرانس برس أن المعركة تدور حول بضعة آلاف من الأصوات بين المرشحين الرئيسيين، وقد أعلن كلاهما فوزه في ختام الانتخابات المحلية التي جرت أمس وكانت بمثابة استفتاء على إردوغان في وسط عاصفة اقتصادية تشهدها تركيا.

وفي مواجهة تصويت عقابي في هذه الانتخابات التي وصفها على أنها أساسية "لبقاء الأمة"، ألقى إردوغان بثقله كاملا في الحملة فعقد أكثر من 100 تجمع انتخابي في أقل من شهرين، في اشارة الى ان الانتخابات تحولت الى التصويت على شخص اردوغان وبقاء حكمه.