السلطة الفلسطينية تستنكر "ابتزازات" أمريكية

أعلنت السلطة الفلسطينية عن تعرّضها ل"ابتزازات أمريكية" بشأن اغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير في واشنطن في حال عدم استئناف "عملية سلام جديدة" مع اسرائيل, وعبّرت عن رفضها لمثل تلك الابتزازات والضعوط.

أفادت السلطة الفلسطينية, اليوم الأحد (19 تشرين الثاني) بأنّ الإدارة الأمريكية قد أبلغتها بضرورة استئناف محادثات السلام مع اسرائيل, وأنّ أمامها مهلة ثلاثة أشهر قبل أن يتّخذ الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب قراره بشأن تجديد عمل البعثة وإغلاق مكتبها في واشنطن.

وقد قرر وزير الخارجية الأمريكي, ريكس تيلرسون عدم توقيع المذكرة الدورية التي تصدر كل 6 أشهر وتقضي بإبقاء مكتب البعثة الفلسطينية في واشنطن مفتوحاً, على خلفية دعوة فلسطينية لمقاضاة اسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية, الأمر الذي تعتبره واشنطن انتهاكاً قانونياً أمريكياً.

من جانبه, عبّر وزير الخارجية الفلسطيني, رياض الماكلي عن غضبه من قرار تيلرسون, وقال في حديث صحفي له بأنّ "القيادة لن تقبل بالابتزاز أو الضغوط, والكرة الآن في الملعب الأمريكي". كما أوضح أنّ "عدم توقيع المذكّرة قد يكون جزءاً من إجراءات أمريكية تهدف للضغط على السلطة الفلسطينية في ما يتعلق بالكثير من الملفات السياسية".

كما كشف الماكلي عن رسالةٍ بعثها أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية, صائب عريقات إلى الإدارة الأمريكية قال فيها إنّ تلك الاجراءات "غير مقبولة, وخطوة نحو التصعيد, وهو قرارٌ سياسي يهدد بإنهاء دور الإدارة في عملية السلام".

وفي سياقٍ متّصل, حذّر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية, نبيل أبو ردينة، في تصريحٍ إلى وكالة "وفا", من أنّ إغلاق المكتب "خطوةٌ تعتبر سابقة في تاريخ العلاقات الفلسطينية-الأميركية" وأضاف "تترتب عليها عواقب خطيرة على عملية السلام وعلى العلاقات العربية-الأميركية". كما اعتبر تلك الخطوة بمثابة "مكافأة لإسرائيل التي تعمل لعرقلة الجهود الأميركية من خلال إمعانها في سياسة الاستيطان ورفضها قبول مبدأ حل الدولتين".

من جهته, أوضح مسؤولٌ في الخارجية الأمريكية أنّ قرار عدم التجديد لمكتب البعثة لا يعني قطع العلاقات مع الفلسطينيين, لافتاً إلى أنّ الإدارة ما زالت تركّز جهودها على التوصل لاتفاق سلامٍ شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما شّدد على أهمية عدم النظر إلى هذا الإجراء باعتباره "إشارة إلى أن الولايات المتحدة تتراجع عن هذه الجهود".