الرئيس السوداني يثير الجدل بالحديث حول "حلايب" قبل قمّة مرتقبة مع السيسي

أعاد الرئيس السوداني عمر البشير الحديث حول منطقة "حلايب" الحدودية بين مصر والسودان، والتابعة لمصر، وذلك قبيل قمة مرتقبة ستجمعه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الخرطوم.

في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المصرية-السودانية حالة تحسناً ملحوظاً خلال الشهور الماضية، بعد نوبات من "التوتر الموسمي"، عاد الحديث عن ما يمكن اعتباره نزاعا حدوديا قديما بين البلدين، بعد أن قال رئيس السودان المشير عمر حسن البشير إن قضية حلايب ستكون بنداً ثابتاً في لقاءه القادم مع الرئيس المصري السيسي، وطمأن "البشير" لدي لقاءه ببيت الضيافة مساء السبت وفد قبيلة البشاريين (القبيلة المرتبطة عرقيا مع بعض سكان منطقة حلايب) بقيادة ناظر عموم القبيلة محمدين كرار الوفد بان حلايب سودانية.

السودان يعتمد على "وثائق تركية" لإثبات ملكية حلايب

وقال الرئيس السوداني "عندنا من الحجج والوثائق التاريخية ما يؤكد ذلك، مشيرا الي الإنتخابات التي جرت في منطقة حلايب في العهد التركي المصري هي اكبر مظهر للسيادة السودانية، وذلك في إشارة إلى الحكم المصري للسودان تحت إمرة محمد علي باشا، خلال القرن التاسع عشر، أو ما يعرف بفترة الحكم المصري-العثماني للسودان.

الرئيس السوداني يؤكد ثقته في السيسي.. ويدعوه لفتح الحدود بين البلدين

ومن المقرر أن يزور الرئيس البشير مصر زيارة سريعة خلال شهر اكتوبر الجاري، يعقبها زيارة موسعة للرئيس المصري إلى الخرطوم للمشاركة في اجتماعات اللجنة الرئاسية بين البلدين. وكان الرئيس السيسي قد زار السودان في يوليو الماضي بعد شهور من زيارة البشير للقاهرة عشية الانتخابات الرئاسية المصرية للتعبير عن دعمه للسيسي.

حول لقاءه المقبل بالرئيس السيسي، قال البشير: "نحن ثقتنا فيه كبيرة جدا وهو حريص علي علاقة متميزة مع السودان وما التقيت به الا اطمئنيت انه  صادق وعلاقته حميمة مع السودان".

وأكد الرئيس السوداني عمر البشير انه سيتفاهم مع القيادة المصرية علي ان تكون الحدود مفتوحة بين البلدين، حتي تكون حركة الناس طبيعية وتواصلهم طبيعي، واشار ايضاً الي انه سيتكلم مع القيادة المصرية حول تكامل البلدين وتفعيل اتفاقية الحريات الاربع (العمل والاقامة والتنقل والتملك)، بحيث يتحرك مواطنو البلدين دون عوائق ويكون لديهم حق الإقامة، التملك، العمل، وحق التنقل داخل البلدين، واضاف ومن باب اولي يكون ذلك لمواطن حلايب.

واوضح الرئيس السوداني، ان علي راس القضايا والموضوعات مع الجانب المصري سيكون ملف تجارة الحدود، مبينا ان طريق الساحل عمل من أجل تشجيع حركة التجارة بين البلدين والتواصل بينهما فضلا عن انشاء طريقين علي نهر النيل بذات الغرض.

وفي ختام لقاء الرئيس السوداني الذي أعلن ترشحه لولاية رئاسية جديدة في انتخابات 2020، تلقى البشير وثيقة عهد ومبايعة من قبيلة البشاريين تؤكد دعمه في انتخابات 2020 الرئاسية، ما يشير إلى إن تجدد الحديث عن هذا الملف الخلافي في علاقات القاهرة والخرطوم، ربما يكون قد جاء بدوافع انتخابية.

جدير بالذكر أن السودان يجدد سنويا شكواه لدى الأمم المتحدة حول سودانية هذه المنطقة الحدودية مع مصر، ويقابلها الجانب المصري برفض التفاوض أو التحكيم الدولي بشأن المثلث الحدودي.

وخلال الاسابيع الماضية واصل مسؤولون مصريون وسودانيون الاعداد لاجتماعات اللجان المشتركة بين البلدين، فضلا عن تبادل زيارات اقتصادية وعسكرية ودبلوماسية رفيعة المستوى، كما عقد وزيري خارجية البلدين في القاهرة اجتماعا للجنة العليا المشتركة بين البلدين في نهاية أغسطس الماضي، تحضيرا لاجتماعات اللجنة الرئاسية في اكتوبر الجاري في الخرطوم. كما تسابق البلدان الزمن في سبيل إنهاء الربط الكهربائي بين البلدين، وكذلك السكك الحديدية، بعد افتتاح معابر برية خلال السنوات الماضية،

وألتقى وزير الخارجية المصري سامح شكري بنظيره السوداني الدكتور الدرديري أحمد، مساء السبت، على هامش مشاركة الوزيرين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث بحث الوزيران التعاون الثنائي، والجهود المشتركة لتأمين البحر الأحمر، ودعم تحركات السلام في القرن الأفريقي والمصالحة الإثيوبية الإريترية، وكذلك الإريترية الصومالية. وكان وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية، أسامة فيصل، قد أكد قبل أيام، إن العلاقات السودانية المصرية في أفضل حالاتها وإن الرئيس البشير سيزور مصر قريبا.

وفي سبيل تعزيز التواصل بين البلدين لاحتواء الأزمات والتوترات المتكررة وتنسيق المواقف من القضايا المشتركة، شكلت البلدان لجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية بالدولتين، واللجنة الرباعية المكونة من وزارتي الخارجية ومديري جهازي المخابرات، فضلا عن الاتفاق على وقف التراشق الاعلامي وصياغة ميثاق للشرف الإعلامي يوقف الحرب الإعلامية.

وعززت مصر في السنوات الأخيرة من حضورها الرسمي في منطقة حلايب من خلال مشروعات تنموية، وزيارات لكبار المسؤولين، فضلا عن بث برنامج تلفزيوني في التلفزيون الرسمي حول المنطقة، ونقل صلاة الجمعة على التلفزيون الرسمي من مساجد المنطقة بحضور المسؤولين.

وفي ديسمبر2017 أعلن السودان عدم الاعتراف باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية الموقعة في إبريل 2016، وأبلغ الأمم المتحدة رفضه للاتفاقية، مرجعا ذلك لمساسها بحق السودان في المثلث الحدودي، كونها اعترفت بحلايب ضمن الحدود المصرية.