البرلمان الألماني: التواجد التركي في شمال سوريا يستوفي كافة شروط الاحتلال العسكري

في تقرير حديث لها، اعتبرت لجنة الخدمات العلمية التابعة للبرلمان الألماني (البوندستاغ) تركيا كقوة احتلال في سوريا.

وجاء في التقرير الذي تم إعداده بتكليف من الكتلة البرلمانية لحزب "اليسار"، وحصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه اليوم الأربعاء، أنه عند التدقيق في الأمر يتضح أن "التواجد العسكري التركي في مقاطعة عفرين ومناطق إعزاز والباب وجرابلس شمالي البلاد يستوفي كافة معايير الاحتلال العسكري".

على وجه الخصوص ، يلقي تقرير البرلمان الألماني بظلال من الشك على شرعية وقانونية الغزو التركي بموجب القانون الدولي، ويؤكد أن استمرار استخدام حق "الدفاع عن النفس" في إطار الفقرة. 51 من ميثاق الأمم المتحدة لم يعد له أي أرضية قانونية وأن مواصلة البقاء في تلك المناطق تستوفي كافة شروط الاحتلال العسكري.

وقالت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "اليسار"، سيفيم دادلين، إن هذا التقرير يجب أن يكون صيحة إيقاظ للحكومة الألمانية، وأضافت: "إنه لأمر مشين الاستمرار في عدم تقييم توغل واحتلال أجزاء من سورية من جانب تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على أنه انتهاك للقانون الدولي رغم كافة تقارير ومواقف كافة الكتل البرلمانية".

أما الحكومة الألمانية فلم تضع حتى الآن تصنيفا لعملية عفرين وفقا للقانون الدولي، إلا أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال في مارس الماضي إن العملية العسكرية التركية "لن تكون بالتأكيد متوافقة مع القانون الدولي"، إذا بقيت القوات التركية على الدوام في سورية.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا عزمه شن هجوم جديد على المناطق الكردية في سوريا، إلا أنه أرجأ تنفيذ ذلك لأجل غير مسمى عقب إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية.

وبينما تدّعي تركيا عدم رغبتها في البقاء بالأراضي السورية، إلا أنها بدأت سريعا إدخال مؤسساتها الخدمية وموظفيها لمُدن الشمال السوري التي سيطرت عليها قوات موالية لها في إطار عمليتي "درع الفرات" و "غصن الزيتون"، كاشفة بذلك عن وجه استعماري قديم مُتجدّد يشمل كذلك الاستيلاء على منازل الكرد واستقدام مجموعات عربية وتركمانية وتوطينهم في المنطقة إضافة إلى تغيير أسماء الشوارع بأخرى تركية وفرض التعامل بالليرة التركية.

وتُعتبر بوابة التعليم هي الخطة الأخطر في عملية التتريك الجديدة نظرا لفرض اللغة والتاريخ التركيين على الطلبة بكل ما يحمله ذلك من عملية تزوير للعديد من الحقائق والوقائع التاريخية والثقافية والعلمية على حدّ سواء من وجهة نظر تركية عثمانية بحتة، إذ تواصل تركيا توزيع الكتب المدرسية وفق المنهاج التركي على 360 ألف تلميذ داخل المناطق التي سيطرت عليها في إطار عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” شمالي سوريا.

ووفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، فإنّه، وفي أكتوبر، جرى نقل 3 ملايين و600 ألفا من الكتب التي طبعتها وزارة التربية التركية إلى مناطق الشمال السوري على أن يتم توزيعها على المدارس هناك.

ويشار إلى أن مقاطعة عفرين تعيش حالة مأساوية في ظل حكم الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية التابعة له، حيث أن المدينة شهدت عمليات نهب وسلب واسعة النطاق ولا تزال تشهد عمليات خطف للمدنيين للحصول على فدية من أهاليهم إضافة إلى تنفيذ عمليات تطهير عرقي واسعة النطاق بحق الشعب الكردي واستقدام مجموعات عربية وتركمانية من أرياف محافظات أخرى وتوطينها في منازل الكرد المهجرين.

 جدير بالذكر أن القوات التركية توغلت في شمالي سورية في كانون الثاني الماضي واحتلت مقاطعة عفرين الكردية بعد أن احتلت مناطق شاسعة في الشهباء قبيل ذلك.