الاحتلال التركي يواصل تحركاته العسكرية على الحدود مع سري كانية

تواصل قوات الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية التابعة له تحركاتها العسكرية على المنطقة الحدودية الواقعة على طول الحدود الموازية لمنطقة سري كانية.

على الرغم من إعلان الولايات المتحدة الامريكية الوصول إلى اتفاق مع تركيا بشأن "المنطقة الآمنة" إلا أنه لم يتم الإفصاح عن فحوى هذا الاتفاق حتى هذه اللحظة وبالتالي لا يزال خطر الغزو التركي قائماً.

التواجد العسكري التركي بالجنود والدبابات والمرتزقة مستمر منذ ثمانية أشهر على حدود مدينة سري كانية ولم يتراجع خطوة واحدة إلى الخلف.

من جانبهم يواصل أهالي سري كانية وريفها منذ الثامن آب الجاري، اعتصاماتهم المدنية ضد الاحتلال التركي وغزواته العابرة للحدود ويتناوبون على الاعتصام تحت شعار "لا للحرب". ويقول الأهالي إن "تركيا تقتل الشعب وتريد قتلهم"، مؤكدين على أن المنطقة الآمنة يجب فقط أن تقام من قبل قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي.

القوات التركية مستنفرة استعداداً للحرب

بعد إعلان الولايات المتحدة وتركيا الاتفاق على تأسيس غرفة عمليات مشتركة لمراقبة الحدود، انخفضت حدة الخطاب التركي بغزو شمال وشرق سوريا. بيد أن التموضع العسكري لدولة الاحتلال التركي مستمر حتى الآن وجنود الاحتلال والعصابات الإرهابية التابعة له لا تزال متمركزة في المناطق الحدودية مع مدينة سري كانية.

وتصل طول الحدود المشتركة بين سري كانية وشمال كردستان لـ 100 كم تبدأ من مدينة درباسية وتمتد إلى مدينة كري سبي.

ومن المعروف أن قوات الاحتلال التركي منتشرة منذ كانون الثاني عام 2018 على حدود روج آفا وعززت مواقع قواتها منذ تموز الفائت.

وبحسب المصادر المحلية على الأرض انخفض حجم الإمدادات التركية لقواتها على الحدود الأسبوع الفائت إلا أن جنودها المنتشرين في المنطقة والمجموعات الإرهابية التابعة لها لا تزال في حالة استعداد.

الآلاف من الجنود والمرتزقة في حالة استعداد

منذ تموز الفائت، تحتشد القوات التركية والمجموعات الإرهابية التابعة له في المناطق الحدودية المحاذية لمدينة سري كانية بعمق 20 كم داخل تركيا. كما أن القوات التركية والمجموعات الإرهابية منتشرة في شرق وغرب المدينة داخل حدود تركيا.

وحسب مصادر مطلعة فإن القوات التركية قامت بالانتشار في بلدة كوني الواقعة مقابل عزازية الواقعة قرب تل خلف التابعة لسري كانية كما أن قوات الاحتلال انتشرت في غرب سري كانية وفي خط شرق المدينة مقابل قرية علوك.

وأضافت المصادر بأن بلدة كوني التي كانت تحوي 30 ألف لاجئ سوري، يتم إفراغها ببطئ وبشكل منظم منذ ثمانية أشهر وبهدف غزو شمال وشرق سوريا تم استقدام 4 آلاف مرتزق من "الجيش الملي" إلى البلدة. وأوضحت المصادر بأن التعزيزات العسكرية ونر الجنود والمرتزقة تشمل المناطق الحدودية على مسافة 100 كم وقد وصل عدد الجنود المنتشرين في هذه المنطقة إلى 10 آلاف.

ونوهت المصادر إلى أن القوات التركية لم ترسل كافة قواتها المعدة للغزو إلى المناطق الحدودية، مؤكدة وجود استعدادات أخرى في مناطق داخلية على بعد 20 كم من الحدود حيث يتم تجهيز مقاتلين من مجموعات إرهابية عدة منها كتيبة السلطان مراد التي جرى استقدامها إلى حدود مدينة كري سبي (تل أبيض) وإرهابيي الحمزات إلى حدود سري كانية.

كما وأكدت المصادر أن الاحتلال استقدم أكثر من 100 دبابة إلى المنطقة الحدودية.

تركيا تقتلنا

يرفض أهالي منطقة شمال وشرق سوريا كافة المحاولات التركية الساعية إلى احتلال المنطقة تحت مسميات "المنطقة الآمنة". ويقول الأهالي إن المنطقة بالفعل آمنة ومؤمنة بفضل قوات سوريا الديمقراطية إلا أنها مهددة باستمرار بسبب التهديدات التركية.

وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس المحلي لمدينة سري كانية، فرج محمد:

"كل العالم يعلم بأن منطقتنا تنعم بالأمن والسلام والديمقراطية. إلا أن دول العالم تغض الطرف عن التهديدات التركية بسبب مصالحها الاقتصادية معها. نحن متواجدون على الحدود وهي آمنة تماماً ولم يسبق أن تعرضت تركيا لأي تهديد او هجوم انطلاقاً منها إلا أن المنطقة لم تهدأ بسبب التهديدات والهجمات التركية المتواصلة عبر الحدود."

وعن الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن مع أنقرة حول تأمين الحدود أوضح محمد قائلاً:

"الدولة التركية تريد إعادة بناء الإمبراطورية العثمانية الظالمة التي لا تختلف بشيء عن داعش الذي قاومناه وفقدنا الآلاف من الشهداء في الحرب ضده. تنظيم داعش عزز نفسه من خلال الدعم الذي تلقاه من أردوغان وحزب العدالة والتنمية. حرب المقاومة ضد تنظيم داعش لا تزال مستمرة."

نحن ننعم بالأمان إذا ترك أردوغان المنطقة وشأنها

يقول المواطن العربي الأصل محمد أحمد عبيد: "نحن العرب والكرد والسريان في منطقة سري كانية نعيش بأمن وسلام. لا يوجد بيننا أي إرهابيين. الإرهابي هو أردوغان. هذه أرضنا ونحن على استعداد لنفديها بأرواحنا ودمائنا."

وأضاف قائلاً: "إذا أردوغان تركنا وشأننا، سنعيش بأمن وسلام. أردوغان هو سبب البلاء كله. لا نريد له ولقواته ومجموعات الإرهابية أن يأتوا إلى هنا."

 

.