الاحتجاجات العراقية : دعوة الى مليونية الثلاثاء والجيش يحذر من المخربين

اطلق الناشطون العراقيون  دعوات للتظاهر اليوم الثلاثاء الذي عطل فيه الدوام الرسمي بمناسبة الانتصار على تنظيم "الدولة الاسلامية"، فيما حذرت قيادات الحشد الشعبي من "فوضى عارمة".

 ويواصل آلاف المحتجين التواجد في ساحة التحرير الرمزية، التي تمثل قلب الاحتجاجات وسط بغداد، حيث تنتشر الخيم لإيواء متظاهرين شباب.

وأعلن زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" العراقية، أمس الاثنين، أن تظاهرات اليوم ستشهد سقوط أكبر عدد من القتلى.

 أشار قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا عصائب "أهل الحق" العراقية إلى أن المظاهرات التي من المفترض أن تطلق غداً الثلاثاء، ستشهد أكبر حصيلة من القتلى منذ بدء الاحتجاجات في البلاد الشهر الماضي.

كما وصف الخزعلي، تظاهرات الغد بـ " الحدث الخبيث".

وزعم الخزعلي أن لدى ميليشياته معلومات عن "مخطط لعمليات تخريب وقتل غداً في بغداد."

بدوره، حذّر بيان متظاهري ساحة التحرير في العاصمة العراقية بغداد، الكتل السياسية وميليشياتها من محاولة الالتفاف على مطالب المحتجين.

ونوّه البيان إلى أن أطرافاً عراقية تسعى إلى تبرير قمع الانتفاضة.

كما رفض البيان اختيار الكتل السياسية العراقية لرئيس الحكومة الجديدة وحذّر من الانجرار إلى مخطط العنف.

يذكر أن المتظاهرين في العراق كانوا بدأوا بالتوافد مساء الاثنين، إلى ساحة تحرير   استعداداً لانطلاق تظاهرات حاشدة اليوم الثلاثاء، وذلك من أجل الضغط لتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت قبل أسبوع من انتهاء المهلة الدستورية.

دعا رئيس اركان الجيش الفريق الأول الركن عثمان الغانمي، اليوم الثلاثاء، المتظاهرين إلى التعاون مع القوات الأمنية وقطع الطريق أمام المندسين ودعوات استهداف المباني الحكومية والخاصة، مبيناً أن عدم حمل السلاح خلال حماية التظاهرات دليل على ثقة قواته بالمتظاهرين وأبناء الشعب العراقي.

وقال الغانمي في كلمة بمناسبة ذكرى النصر على  داعش، "تمر علينا هذه الأيام مناسبة عزيزة وكبيرة ألا وهي الذكرى الثالثة ليوم النصر الكبير على تنظيم داعش الإرهابي التي أنجزنا فيها المهمة الصعبة في الظروف الصعبة وانتصرنا بصمود شعبنا وبسالة قواتنا البطلة، وبدماء الشهداء والجرحى أثمرت أرضنا نصراً تاريخياً مبيناً يفتخر به جميع العراقيين على مر الاجيال."

وأضاف "إخواني وأبنائي في القوات المسلحة لا أريد أن أتحدث عن بطولاتكم وصولاتكم التي أصبحت معروفة وراسخة في أذهان العراقيين والعالم قدر الحديث عن الصورة الناصعة والمشرقة التي أكتسبها جيشنا خلال معارك التحرير وتعامله بمهنية في الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين، واليوم نقطف ثمار هذا الحب والعلاقة الوطيدة والثقة التي زرعها أبطال الجيش العراقي في نفوس العراقيين بكافة أطيافهم، ففي كل شبر وزاوية ومناسبة نرى المواطن العراقي يشيد بدور الجيش المهني في التعامل مع الاحداث والتحديات التي تواجهها البلاد ليكون صمام الأمان وسور الوطن المنيع ودرعه الحصين وضامن وحدته وحامي شعبه".

وتابع "أن التظاهرات التي خرج بها أبناء شعبنا في معظم المحافظات قد أعادت بنا تلك الصورة الناصعة والمشرقة التي كسبها الجيش العراقي خلال معارك التحرير، عندما نرى اليوم هذا التلاحم الكبير بين المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة وإخوانهم من الجيش العراقي الذي يقدمون لهم الحماية دون حملهم للسلاح وهذا نابع من ثقة المواطن والتعاون معهم لتفويت الفرصة وقطع الطريق أمام من يحرض على العنف والحرق للممتلكات الخاصة والعامة، فأعلموا أخواني وأبنائي بأن جيشكم وقواتكم الأمنية متواجدة لحمايتكم، لحين تحقيق مطالبكم المشروعة التي كفلها لكم الدستور."

وختم الغانمي بيانه بالقول: "لا يفوتني إلا أن أعبر عن مدى حزني العميق باستشهاد  أبنائي من القوات الأمنية والمتظاهرين وأتوجه لهم بتحية إجلال وإكبار ولعوائلهم الصبر والسلوان وندعو لجرحانا بالشفاء العاجل."

ويشهد العراق منذ الأول من أكتوبر، تظاهرات حاشدة في العاصمة العراقية والمحافظات الجنوبية، مطالبة برحيل الطبقة السياسية التي يتهمها المحتجون بالفساد ونهب ثروات البلاد، والتبعية لإيران.

جاوز عدد قتلى الاحتجاجات الـ 400 قتيل، وفق إحصاء أوردته وكالة رويترز قبل أسبوع، نقلاً عن مصادر من الشرطة ومستشفيات. وأظهر الإحصاء الذي اعتمد على مصادر من الشرطة ومصادر طبية أن عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية والمستمرة منذ أكثر من شهرين بلغ 408 قتلى على الأقل، معظمهم من المتظاهرين العزل.