الاتفاق النووي: هل قام ترامب بابتزاز الاتحاد الأوروبي ؟

هددت واشنطن بفرض رسوم جمركية بنسبه 25 % على السيارات من الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) والتي لم تتهم إيران رسمياً بانتهاك الاتفاقية النووية.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هددت بفرض ضريبة جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

وأعلنت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الدول الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي 2015، يوم الثلاثاء، انها ستستحدث "آليه فض النزاعات" ضد إيران، ومن خلال هذه الآلية يمكن إعادة فتح ملف العقوبات الدولية المفروضة على إيران.

وذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الإدارة الأمريكية، هذا التهديد لأغراض السياسة الخارجية.

ووصف أحد مصادر الصحيفة موقف الحكومة الأمريكية بأنه "ابتزاز".

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان التهديد ضرورياً، لأن الدول الأوروبية الثلاث كانت تشير إلى عزمها بتحريك آلية فض النزاعات خلال أسابيع.

في حين تعتبر الولايات المتحدة هذه الآلية حاسمة في إعادة فرض العقوبات على إيران في غضون 65 يوماً، يرى الأوروبيون أن هذا الإجراء هو فرصة أخيرة لإنقاذ صفقة يعتبرونها حيوية للحد من التوترات والحد من البرنامج النووي الإيراني.

وقال جيريمي شابيرو، مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، " أن التهديد التعريفي هو تكتيك شبيه بالمافيا، وأن العلاقات بين الحلفاء لا تعمل هكذا عادةً."

ولوحت دول الاتحاد الأوروبي بالآلية التي ينص عليها الاتفاق النووي، بسبب رفع إيران للقيود المفروضة على أنشطة تخصيب اليورانيوم.

وقد بدأت إيران مرحلتها الخامسة والأخيرة من التزاماتها في 5 كانون الثاني/يناير، أي بعد يومين من قيام الولايات المتحدة بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد في 3 كانون الثاني/يناير، بمعنى آخر أن إيران لم تعد ملزمه بقيود الاتفاق النووي ولكنها ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتوجه إيران أصابع الاتهام إلى الدول الأوروبية، بأنها هي من تخرق الاتفاق النووي وتخنع للتهديدات الأمريكية.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ان الأوروبيين ضحوا ببقية الصفقة لتحقيق مكاسب اقتصاديه بعد "ابتزاز" ترامب.

ونشر ظريف في تغريدة له على صفحته في التويتر "ترامب هدد سراً بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات الأوروبية (إذا لم تشرع في آلية فض النزاعات)" ، مشيراً إلى تقرير صحيفة واشنطن بوست.

وقال ظريف عن هذه الآلية "أصدقائي، هذا لن يفلح" ، مضيفاً أن ذلك لن يؤدي إلا إلى "زيادة شهيه ترامب".

 وأضاف ظريف "إذا كنت تريدون بيع شرفكم، تفضلوا و أفعلوها؛ ولكن حينها لا يمكنكم الحديث عن المبادئ الأخلاقية أو القوانين العظيمة. "