افين يوسف حول كتابة القصة:أهم المواضيع التي تشدني هي تلك التي تتعلق بقضايا شعبي الكردي ومعاناته

أشارت الكاتبة والاعلامية،أفين يوسف بأنه من المفروض أن يساهم التطور التكنولوجي والعولمة في زيادة الثقافة لدى الشعوب، وما يجري هو الإنبهار بهذا التطور والانجرار نحو مستنقع العولمة.

وكانت قصة الاعلامية والكاتبة والرئيسة المشتركة لإتحاد الاعلام الحر أفين يوسف (الدقائق الخمس)، قد حازت على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة في مهرجان أدب وفن المرأة الخامس والذي جاء بتاريخ ٢/ ٣ /٢٠٢٠ وحول حيثيات تلك القصة وتقيم واقع القصة والكتابة اجرت وكالة فرات للانباء  ANF حوار مع الكاتبة افين يوسف.

والى نص الحوار:

-كيف تقيمين واقع القصة القصيرة في مناطق شمال وشرق سوريا من حيث خبرات الكتابة ودرجات نضج التجربة الإبداعية لدى كل قاص او قاصة؟

أنا لست ناقدة أدبية ولست بصدد تقييم أحد لكن سأتحدث عن القصة المكتوبة باللغة العربية كوني أكتب بها، برأيي هناك ثلاثة مستويات للكتابة الأدبية وخاصة القصة القصيرة، المستوى الأول وهو الذي يمتلك كافة مقومات القصة ويتقن اللغة بشكل جيد ويملك الفكرة التي تحاكي آلام المجتمع والمواطن وهؤلاء من القلائل، المستوى الثاني وهو الذي يملك الفكرة ولكنه لا يتقن حياكة مجرياتها أو أنه لا يتبع مقومات القصة ومعاييرها وأحياناً كثيرة يخلط بين القصة والخاطرة فيضيع المغزى الحقيقي منها، المستوى الثالث وهو الأكثر انتشاراً في مناطقنا وهو الكاتب الذي لا يتقن اللغة ولا يعلم ما هي مقومات القصة أو على أية معايير يجب أن يستند، لكنه يملك الفكرة فقط وعلى الرغم من ذلك يعتقد أنه يمكن أن يصوغها ويحبكها ويجعل منها قصة أدبية فيقع في شرك النقاد.

-الى اي مدى ساهمت العولمة والقرية الكونية، وضياع الخصوصية الثقافية،على موضوع القصة القصيرة وهل نحن امام زوال او انقراض القصة القصيرة؟

من المفروض أن يساهم التطور التكنولوجي والعولمة في زيادة الثقافة لدى الشعوب، وتسخير هذا التطور  بما يزيد من تقدم المستوى الثقافي لديهم لكن ما يجري هو الإنبهار بهذا التطور والانجرار نحو مستنقع العولمة وإقصاء الأنواع الثقافية التي تستند الشعوب على عكاز أدبها وتاريخها.

لا أعتقد أن القصة القصيرة أمام الزوال أو الانقراض فهناك العديد من المهتمين بهذا المجال وهم يعملون على إنعاش هذا النوع الأدبي.

-هل لجمال القصة اعتبارا لديك بشكل خاص ولدى الاجيال المعاصرة بشكل عام ؟

لكل نوع أدبي جمالية خاصة يمتاز بها عن النوع الآخر، ولكل منها قراؤها، وبالنسبة لي أحب القصص الكلاسيكية التقليدية والروايات العالمية، وبكل تأكيد سيكون لدى الأجيال المعاصرة آراء مختلفة فهم يتأثرون بشكل كبير بالتطور التكنولوجي والعولمة.

-كيف ترين مسألة الرمز او الاشارة اوالغموض  كأداة قصصية معتمدة في القصص ؟

لكل كاتب أسلوبه في كتابة القصة، فأنا مثلاً لا أحبذ استخدام الرموز والصور الغامضة، وأعتمد على الأسلوب السردي، فأنا أعتقد أن القصة القصيرة هي الأكثر قراءة ويجب أن يفهمها معظم فئات المجتمع، ولا يجب على القارئ بذل الجهد ليفهم مغزاها ومعاني كلماتها، نحن نكتب للناس جميعاً ولا نكتب للنخب فقط.

-هنالك سؤال بسيط نوع ما يخطر ببال المتلقي والقارئ متى تختارين عنوان القصة، هل قبل كتابتها أم بعد الكتابة؟ أم أثناء الكتابة؟

أنا أختار عنوان القصة بعد الانتهاء منها، اختيار العنوان هو أصعب المراحل والذي يأخذ مني وقتاً طويلاً من التفكير ليكون ملفتاً ومناسباً لمضمون القصة ويجذب القارئ في آن معاً.

- بالعودة الى قصتك،سيامند احدى الشخصيات،التي ترتكز عليها قصتك وهي التي نقلت القصة من مجرد كونها سرداً إلى عمل إبداعي ممتع من هو سيامند ويمثل من في واقعنا الحالي؟

سيامند شخصية نموذجية من واقعنا يمثل الإنسان الكردي الذي ضاقت به السبل خاصة بعد الأزمة السورية، وهو ملاحق من الجهات الأمنية الحكومية وأيضاً من الجماعات المسلحة لأنه يدعو إلى حل قضية شعبه الكردي، اضطرللهجرة كغيره من الناس ليحمي نفسه وعائلته.

-من خلال قراتي للقصة لاحظت وادركت تماما ماحملته في مضمونها من ضياع وشتات وفقدان للامل وايضا الامل الذي لمسته في شخصية سيامند هنا يخطر في بال القارئ العديد من الاسئلة ومنها او اهمها،اثناء كتابتك للقصة هل تضعين نصب عينيك ماذا سأقول؟ وماذا سأقدّم للقارئ؟ام لديك اهداف اخرى من خلال الكتابة كاامراة بشكل خاص وقاصة بشكل عام؟

كل كاتب لديه هدف معين من كتابة القصة، كما ذكرت سابقاً تتكون الفكرة في البداية وهي التي تحمل الكاتب على الكتابة، لأنه يرى بأن من واجبه إيصال تلك الفكرة لعامة الناس وللمعنيين أيضاً، فهناك قضايا مجتمعية لا يدركها الناس إلا بعد تناولها من قبل الكاتب كمقال أو كقصة أو رواية، وهنا يكمن واجب الكاتب تجاه مجتمعه، بالنسبة لي كامرأة أحب تناول قضايا المرأة بشكل خاص ولكن هذا لا يعني أن أتجه إلى الكتابة المتعصبة للمرأة، فالمجتمع بشكل عام مرتبط ببعضه وكل فكرة تعني الجميع على اختلاف الجنس والفئة.

-ماهي ابرز الموضوعات التي تشد اهتمامك في أدب القصة بجانب ذاك الموضوع الذي عبرتي عنه بكل جدارة في قصتك؟

 أهم المواضيع التي تشدني هي تلك التي تتعلق بقضايا شعبي الكردي ومعاناته.

-هل ثمة من إضافات نوعية جعلت قصتك مختلفة بغض النظر عن كونها قصيرة ولاتقارن بالرواية عن الروايات مثلاً؟

أنا أبتعد عن الأسلوب المستحدث في كتابة القصة، فمعظم الكتاب يستخدمون لغة صعبة تشبه قصائد الشعر في صورها ومفرداتها وغموضها، ويعتقد بعض الزملاء أن أسلوبي روائي أكثر منه أن يكون قصصي.

-هل يستطيع العنوان أن يجسد معنى القصة بالكامل نوع ما ؟

العنوان هام جداً، فهو أول جملة يقرؤها القارئ، فإما أن يجذبه للكتاب أو ينفره منه، لذلك على الكاتب أن يفكر كثيرا في العنوان المناسب لمجريات القصة، ربما يعطي من خلاله لمحة أو ومضة عن مضمون القصة لكنه لا يجسدها أو يشرحها، يجب أن يتمتع ببعض الغموض ليجبر القارئ على القراءة.

-هل تستطيعين وصف حال النقد القصصي في مناطق شمال شرق سوريا اليوم ؟

حقيقة نحن اليوم أمام وضع مؤسف، فالشخص المناسب ليس في المكان المناسب، واستخدام البعض لمواقع التواصل الاجتماعي كمنصة لنقد الأشخاص أو التشهير بهم بات أمراً شائعاً، فالجميع يرى نفسه ناقداً والجميع يرى أنه في مستوى يسمح له بتقييم الكتّاب والشعراء، إن غياب النقاد الحقيقيين يسمح لهؤلاء بالتسلق والمبالغة في الإهانة، ويسمح في ذات الوقت بانحطاط المستوى الثقافي وازدياد عدد المتسلقين على الواقع الأدبي، ونلاحظ أيضاً أن دور النشر الموجودة في شمال وشرق سوريا تساهم بشكل أو بآخر في تدني مستوى المطبوعات في المنطقة، بسبب عدم وجود أشخاص أكفاء في اللجان المختصة بتقييم المطبوعات ما يعني عدم وجود رقابة أدبية أونقد أدبي.

اخيراً ما هي رسالتك كقاصة من خلال قصتك هذه؟

تنعدم الخيارات حين تصبح غريباً في وطنك.