استقالة جماعية فى "هيئة الإغاثة العالمية" المحسوبة على الإخوان في بريطانيا

أكدت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن مجلس أمناء هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية فى بريطانيا، سيقدم استقالة جماعية، اليوم السبت، بعدما تبين أن أحد أعضائه استخدم تعبيرات معادية للسامية، وأشاد بإرهاب تنظيم الإخوان.

 

وكشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، أن مجلس الأمناء فيما يعرفُ بـ"هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية"، والمصنفة على لائحة الإرهاب فى دول عربية، يستعد لتقديم استقالة بعدما تورط عضوان في الإدلاء بمواقف عنصرية ومتطرفة تتماشى مع خطاب تنظيم "الإخوان" الإرهابي.

وقبل أسابيع، اضطر القيادي الإخواني، حشمت خليفة، إلى الاستقالة من رئاسة "الهيئة" المحسوبة على الإخوان، بعدما كشفت الصحافة البريطانية أنه أدلى بمواقف تحرض ضد اليهود وتؤجج خطاب التطرف.

وتحت ضغط مواجهته صحفيا بإتهامات تتعلق بالعنصرية، اضطر القيادي الإخواني، حشمت خليفة، إلى الاستقالة من رئاسة ما يعرف بـ"هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية"، بعدما كشفت صحيفة "التايم" حضه على الكراهية، زاعما الاعتذار عن تصريحاته، لكن يبدو أن معركة الصحافة البريطانية لا زالت مستمرة مع الهيئة المثيرة للشبهات.

لكن الشخص الذي حل مكان حشمت في رئاسة المنظمة، وهو المعتز طيارة ليس أفضل حالا، لأنه تورط أيضا في خطاب الكراهية، بينما تزعم "الهيئة" أنها تعمل في مجال خيري يفترضُ فيه "النبل الإنساني".

وأوردت "ذا تايمز" أن المعتز طيارة أبدى موقفا مؤيدا لحركة حماس ووصف عناصرها بالأبطال، كما أنه أساء بشكل بذيء لزعماء دول عربية، بذريعة أنهم تابعون لبريطانيا والولايات المتحدة، بحسب زعمه، علما أن مقر الهيئة يقع في برمنغهام.

وأشار المصدر إلى النعوت القبيحة التي صدرت عن المعتز طيارة في وصفه لليهود، أي أن المدير الجديد لا يختلف في شيء عن خلفه المستقيل.

وأضافت الصحيفة أن أول مهمة مطلوبة من مجلس الأمناء الذي سيعين، يوم السبت، هو التخلص من إرث خطاب الكراهية وضمان عدم صدور مواقف مماثلة في المستقبل من قبل الأعضاء.

لكن متابعين يستبعدون أن يحصل تغير كبير في المنظمة، لأن الأشخاص الذين يتولون تسييرها والنشاط في صفوفها ينتمون في أغلبهم إلى تنظيم الإخوان، أما العمل الخيري فمجرد واجهة لخدمة أجندات محددة مسبقا.

وتناولت عدة صحف بريطانية الشهر الماضي التدوينات التي نشرها القيادي الإخواني المقيم بالمملكة المتحدة حشمت والتي تحض على الكراهية والتطرف والتمييز العنصري، في مقابل الدفاع عن رموز تنظيم الإخوان الإرهابي.

ونشرت صحيفة التايمز البريطانية، تدوينات أساء فيها القيادي المستقيل إلى كل من اليهود، بينما هاجم في القيادة السياسية في مصر عبر كلام بذيء له علاقة أيضا باليهود الذين وصفهم القيادي الإخواني بـ"أحفاد القردة والخنازير"، وأوضحت الصحف أن حسابه أصبح محجوباً من فيسبوك حاليا.

وقالت "التايمز" إن هذه المنظمة التي تنشط في بريطانيا، بينما أدرجتها دول كثيرة في قائمة الإرهاب، تحصل على 570 مليون دولار دخل سنوي، وأوضحت الصحيفة البريطانية بعض الموارد تأتي من منظمة الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية ودافعي الضرائب في بريطانيا.

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إنه تمت كتابة التدوينات المتطرفة بين 2013 و2015 ولكن ظهرت للنور مجددا خلال اليومين الماضيين. واضطر القيادي الإخواني المعروف بمواقفه المتطرفة، إلى الاستقالة، بعدما عرضت صحيفة "تايمز" تدوينات وصفت بالمعادية للسامية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

ووصف خليفة أيضا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بألفاظ خارجة على صفحته على فيسبوك، وفق ما أوردته التايمز.

وعقب تداول هذه الآراء البعيدة عن مقتضيات العمل الخيري والإنساني، قال مسؤولو المنظمة أنهم سيفتحون تحقيقا أوليا في التصريحات صدر عن رئيسها، وعقب الضغوط، زعمت الهيئة "الإنسانية الخيرية" أنها تأسف بكل إساءة تسبب بها كلام حشمت خليفة، وأضافت أن ما صدر عنه من إساءات يتعارض مع ما سمتها بـ"قيم المنظمة".

وأوضحت "ديلي ميل" أن الرجل البالغ من العمر 63 عاماً كان يعمل في المؤسسة "الخيرية" منذ عام 1999 وقد شغل عددًا من المناصب العليا داخل المنظمة التي كان دخلها السنوي على مدار السنوات الخمس الماضية 570 مليون جنيه إسترليني.

استقال خليفة بعد أن واجهته التايمز، مدعيا إنه "يأسف" لنشره المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي ويأسف على أفعاله. كما زعم: "لم أكن أنوي إهانة الجالية اليهودية ولا أملك آراء معادية للسامية. وتابع "لقد كرست الكثير من حياتي لتعزيز التسامح وحرية الدين والمعتقدات".

وقالت ما يعرف بـ"الإغاثة الإسلامية" للصحيفة البريطانية إن تدوينات الفيسبوك الخاصة بحشمت، التي تم إجراؤها بين 2013 و 2015، "تتعارض مع قيم ومبادئ الإغاثة الإسلامية في جميع أنحاء العالم".

وأضافت المنظمة: "حشمت خليفة استقال من مجلس أمناء الإغاثة الإسلامية حول العالم بأثر فوري". كما أنه لن يلعب أي دور آخر في أي "مجالس إغاثة إسلامية" أخرى. 

وتبرأت المنظمة من حديثه بالقول: "نحن نرفض وندين الإرهاب ونعتقد أن جميع أشكال التمييز - بما في ذلك معاداة السامية - غير مقبولة".