أهالي عفرين: يتحدثون عن الظلم و "دود الخل"

الظلم و الانتهاكات بحق أبناء الشعب الكردي الذين بقوا في مدينة عفرين يزداد يوماً بعد يوم على يد جيش الاحتلال التركي. أهالي عفرين الذين تمكنوا من انقاذ انفسهم يصفون تلك الممارسات الوحشية التي تعرضوا لها وعن الخيانة في عفرين.

 الدولة التركية و بقايا المرتزقة من التنظيمات الإرهابية أمثال داعش, النصرة و القاعدة و بهدف احتلال عفرين و إبادة الشعب الكردي لا تزال تمارس تلك الأساليب الوحشية في عفرين.

أيضاً تركيا و إطار الاتفاق الذي تم بينها و بين روسيا ( الغوطة مقابل عفرين) وبهدف تغير ديموغرافية المنطقة جلبت الكثير من المجموعات المرتزقة مع عائلاته من الغوطة الشرقية وباقي المناطق في سوريا و أدخلتهم مقاطعة عفرين و بنت لهم المخيمات كما استولت على الكثير من منازل و ممتلكات أهالي عفرين و منحتها لهؤلاء. إلى جانب هذه السياسات تزداد الضغوطات و الانتهاكات بحق أهالي عفرين الذين بقوا في مدينة عفرين.

احد هالي عفرين الذي رفض الخروج من قرته أثناء الهجمات التركية على عفرين وفيما بعد بسبب الظلم و الضغوطات الكبيرة تمكن من إنقاذ نفسه السيد ( ي.ن.ا) تحدث إلى وكالة فرات للأنباء عن تلك المعاناة, الظلم و الانتهاكات التي حصلت لأهالي عفرين الذين يعيشون في ظل الاحتلال التركي و مرتزقتها.

السيد ( ي.ن.ا) أوضح الاحتلال التركي و مرتزقتها فرضت حظر التجوال على جميع أحياء مدينة عفرين و بشكل يومي يتم اختطاف المواطنين و يتعرضون للتعذيب على أيدي قوى الاحتلال. أيضاً السيدة (ن.ج) من احدى قرى عفرين أوضحت ان المرتزقة التابعة لما يسمى المجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS هم الذين يقدمون المعلومات عن أهالي عفرين لقوات جيش الاحتلال التركي والتي بدرورها تداهم المنازل و تختطف أبناء عفرين.

تعرضنا للسلب و النهب

السيد ( ي.ن.ا) أوضح انه و أثناء الهجمات الاحتلالية على عفرين رفض الخروج من أرضة و منزلة, بقي بمفردة في القرية. و يضيف: بعد ان بدأ المرتزق بالبحث و التحري عنه منذ يومين بات مجبراً على الخروج من القرية. السيد ( ي.ن.ا) قال: في البداية خرج جميع أفراد عائلتي من القرية و بقيت هناك بمفردي. لكن فيما بعد المرتزقة بدأوا بالتحقيق معي و اتهموني باني املك سلاح و قلت لهم بأني لا املك اي سلاح. بعد ترددهم بشكل كبير على منزلي, ادركت انهم يحاولون النيل مني, لهذا انضممت إلى مجموعة من أهالي القرية وتمكنت من الخروج من القرية. في الطريق أوقفتنا مجموعة من المرتزقة و طلبوا منا المال لقاء تحريرنا كل شخص دفع خمسة آلاف ليرة, لم نكل نملك ذلك المبلغ فأخذوا كل ما كان في حوزتنا من مال و مستلزمات خاصة لقاء اطلاق سراحنا. وهكذا تمكنا من الخروج من القرية.

حظر التجوال في المدينة مستمر

السيد ( ي.ن.ا) أوضح ان المرتزقة وحتى يتقبلهم المجتمع و أهالي عفرين في الأيام الأولى لم يتعرضوا لاحد. لكن فيما بعد بدأت بالتحقيق مع الناس وإعلان حظر التجوال بشكل يومي بعد الساعة العاشرة مساءاً وبدأت باختطاف الناس و مداهمة المنازل. وتابع بالقول: في احد الأيام وفي ساعة متأخرة من بعد منتصف الليل داهموا منزل شقيقي وأخذوه بالقوة, وفيما بعد اطلقوا سراحه بعد تعرض للتعذيب و الضرب المبرح, كانت الحجة هو عدم التزامه بالحظر المفروض على المدنية. والى اليوم الحظر مفروض على المدينة بعد الساعة العاشرة ليلاً.

البعض يتجسس لصالح تركيا

السيد ( ي.ن.ا) وفي دوام حديثة أشار إلى ان البعض من الكرد يتجسس لصالح المرتزقة و جيش الاحتلال التركي تابع بالقول: البعض من الكرد يتجسس لصالح المرتزقة و الجيش التركي, إذا كيف علموا بأني املك سلاح و حققوا معي بهذا الخصوص. جاءوا إلى قريتنا و قالوا للكثيرين انتم تملكون أسلحة و اعتدوا بالضرب على مختار القرية. السيد ( ي.ن.ا) يضيف : هؤلاء المحتلين أعداء ويفعلون كل ما يحلوا لهم و يؤذوننا وهذا أمر طبيعي لاننا بالنسبة له أعداء. أكثر ما آلمنا هو وجود خونه بيننا من اهل عفرين يقدمون المعلومات للمرتزقة.

مصادرة ممتلكات أهالي القرية

بالحديث عن عمليات السلب و النهب و الخطف السيد ( ي.ن.ا) اكد ان الكثير من أهالي عفرين خطفوا من قبل الجماعات المرتزقة, كذلك صودرت ممتلكاتهم و مواسيهم و منازلهم و تباع بالقول: المرتزقة صادروا 22 رأس غنم من أغنام أبن شقيقي. جميع القرى تعرضت للسلب و النهب. بعض العائلات حاولت العودة إلى قريتي عين دارا و باسوطيه لكن المرتزقة طردوهم و منعوهم من العودة إلى قراهم و منازلهم بعد أن استولوا عليها.

أعضاء مجلس ENKS يقدمون المعلومات للمرتزقة و جيش الاحتلال

بدورها السيدة (ن.ج) والتي تعيش في احد قرى عفرين و خلال تواصلها مع وكالتنا فرات للأنباء عبر الهاتف أوضحت ان الجماعات المرتزقة تداهم منازل المدنيين و تفتشها ومن يتقدم هذه الجماعات هم أعضاء و مناصرين لما يسمى بالمجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS. السيدة (ن.ج) أضافت أنه و بحسب المعلومات التي تعطى للمرتزقة عن مقاتلي YPG و YPJ الشخصيات الوطنية الكردي و منازل ذويهم, المرتزقة تداهم المنازل و تنهب ممتلكاتهم. أعضاء الـ ENKS يتجولن مع قوات جيش الاحتلال التركي و المرتزقة و يقدمون لهم المعلومات عن أهالي تلك القرى.

عمليات اختطاف كثيرة

السيدة (ن.ج) قالت: ان قوات الاحتلال التركي و المرتزقة اقدموا على اختطاف الكثيرين من أهالي قرى عفرين والى اليوم مصيرهم مجهول و تابعت: لا احد يعلم إلى أين يتم اختطاف هؤلاء. لكن البعض يقول أنهم يرسلون إلى مدينة إعزاز ويتم محاكمتهم هناك. والى اليوم تقوم المجموعات المرتزقة بجمع أهالي القرى في الساحات و تفرض عليهم الشروط و القوانين الجائرة. يقولون لنا انهم سيعملون على تشكيل مجالس للقرى و يتجولن فيها مع أعضاء الـ ENKS.

يأخذون أموال أهالي عفرين منهم بالقوة

السيدة (ن.ج) أعلنت ان الاحتلال التركي و المرتزقة تمنع أهالي القرى من العودة إلى منازلهم ومن يسمح لهم بالعودة يكون مقابل دفع مبلغ كبير من المال لهم. و أوضحت ان احدى العائلات التي سمح لهم بالعودة إلى منزلهم في قرية باسويطه فرض عليهم دفع 300 ألف ليرة سورية مقابل العودة. كما أن المرتزقة فرضت الضرائب على أهالي قرى عفرين و من لا يملك المال لدفع الضريبة يتم مصادرة أملاكه مقابل قيمة الضريبة المفروضة بالقوة.