أندريه هونكو: الأسباب التي تكرس الصمت الدولي تجاه العزلة القائد أوجلان واضحة

أكد النائب في البرلمان الألماني والعضو في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا(MPKE) أندريه هونكو أن "العزلة التي تفرضها تركيا على القائد أوجلان تجعلها تخطو خطوات إلى الخلف".

قال النائب في البرلمان الألماني والعضو في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا(MPKE) أندريه هونكو: "إن الدول الأوروبية تواجه العديد من الأزمات، وأنها تهاب المواجهة مع أنقرة ولا ترغب في المزيد من الخلافات لأن العزلة التي تفرضها تركيا على القائد أوجلان تجعلها تخطو خطوات إلى الخلف".

أقر مجلس البرلمانيين التابع للجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا (MPKE)، والتي تركيا عضوة فيها في 24 من كانون الثاني بخصوص ممارسات النظام التركي بالإجماع أنه على النظام التركي إخلاء سبيل البرلمانيين المعتقلين في السجون التركية.

ويتابع المجلس الأوروبي اقتراحات لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) بخصوص وضع القائد أوجلان المعتقل في إمرالي، وقدمت لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) تقريرها عن زيارة إمرالي الذي قامت به في شهر نيسان من عام 2016 وشهر آذار من عام 2018.

وجاء في التقرير أن القائد اوجلان لم يلتق بمحاميه منذ خمسة أعوام ولم يلتقي بذويه منذ 18 شهراً، من جهة تركيا لم تفعل شيئا بعد تقرير لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT)، ومن جهة أخرى وبعد قرار الجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا(MPKE) توجهت انظار الجميع إلى بروكسل وستراسبوغ. ولكن ورغم أن حملات الإضراب عن الطعام وصلت إلى مستوى حرج، ورغم نداء الشعب الكردي للاتحاد الأوروبي(YE) والمجلس الأوروبي، فأنهم يواصلون صمتهم.

الأزمة الداخلية أهم ما أوروبا في الوقت الراهن

وتحدث البرلماني من الحزب اليساري والعضو في الجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا(MPKE) أندريه هونكو عن صمت المجلس الأوروبي تجاه العزلة التي تفرضها تركيا على القائد أوجلان وتجاه عدم اتخاذ أي قرار يضغط على تركيا التي تعتبرها عضو من أعضائها.

وقال: "برأيي هناك سببين لصمت المجلس الأوروبي وهما من جهة تتعلق بالسياسة الداخلية والأخرى بالسياسة الخارجية الأوروبية. ومن جهة أخرى الأزمة الداخلية التي تواجهها الدول الأوربية. تعيش فرنسا وإيطاليا أزمات داخلية بسبب المظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها أصحاب السترات الصفراء، وهناك ازمة كبير بين المانيا وفرنسا بسبب مشروع هيركا باكور _2 ، وأيضا عدم وضوح حول ما يجري بين الاتحاد الأوروبي وانجلترا، ومن جهة أخرى أن أزمة أوكرانيا لم تحل بعد".

وأضاف "ولكل هذه الأسباب والأزمات فإن الدول الأوروبية منغلقة على نفسها ولهذا تهمل المواضيع الاخرى. وأساس هذه المواضيع متعلقة بالعلاقات مع تركيا وسلطوية أردوغان. وأيضا لم يمر عاما على الانتخابات الأخيرة التي جرت بحماية سلطة اردوغان".

لا يظهرون خلافات جديدة مع اردوغان

وتابع هونكو حديثه: "أوروبا تفكر بابقاء اردوغان في السلطة لمدة أربعة أعوام أخرى. لذلك فإن القوى المهيمنة التي توضح سياسة أوروبا تخطط بألا تصتدم مع حكومة انقرة في الأربعة أعوام القادمة. ولهذا لا يولون أهمية كبيرة لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها تركيا في إمرالي".

وأضاف "والموضوع الذي يسطر عناوينهم هو انتخابات البرلمان الأوروبي من جهة ومن جهة أخرى من سيصبح السكرتير العام للمجلس الأوروبي. وعندما تنشغل أوروبا في مواضيعها حينها ستزداد العزلة وستتفاقم الأزمة الكردية".

وتحدث هونكو عن التقرير الذي لقي اقبالا من جهة الجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا (MPKE) وقال: "إنه أمر مهم، ولكن هذا لا يعني بأنها ستتخذ قرارات للضغط على تركيا بشكل فوري".

وأوضح أن هذا مشروع وأن التقرير الذي لاقى إقبالا في المجلس الأوروبي هو الخطوة الأولى لهذا المشروع، وأن الخطوة الثانية تتمثل في تحويل التقرير إلى لجنة الوزراء في المجلس الأوروبي ولا نعلم ماذا سيقررون حيال ذلك". وتابع: القرار الذي يتعلق بالرئيس المشترك الأسبق لحزب الشعوب الديمقراطي(HDP) صلاح الدين ديمرتاش ما يزال يسطر العناوين الأساسية للمواضيع التي تناقشها لجنة الوزراء، ولكن لم يتوصلوا إلى أية قرارات حيال ذلك. وأكد هونكو أن الجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا(MPKE) والأطراف الأخرى تتعمق في أعمال لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) حيال مسألة العزلة في إمرالي، لأن لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) مرتبطة بالمجلس الأوروبي.

وقال: "إن التقارير التي تسلمها لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) مهمة جداً، فعندما تتابع لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) شؤون جميع المعتقلات في أوروبا فأنها تتشارك في تقاريرها مع حكومات تلك الدول. أما ما يتعلق بالتقرير الذي جمعته لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) عن معتقل إمرالي فإنها في البداية ستتشاركه مع الحكومة في أنقرة وبعد مرور عام على التقرير تتشاركه مع الرأي العام".

السكرتير العام للمجلس الأوروبي لا يتخذ قرارات ضد أردوغان

وعبر هونكو عن عدم إيمانه بأن يقوم السكرتير العام للمجلس الأوروبي بالضغط على سلطة أردوغان.

وقال: "اجتمع جاكلاند مرات عديدة مع أردوغان ولم يكن يعترض الممارسات التي يمارسها (أردوغان)، إن مهمة جاكلاند تنتهي في شهر حزيران، وفي الوضع الراهن فإن المرشح الأقوى لإدارة شؤون المجلس الأوروبي هو ديدر ريندرس. وفي توقعاتي فإن وزير خارجية بلجيكا ريندرز سيوجه انتقادات كبيرة إلى تركيا.

وأكد هونكو أنه لا يصدق بوجود معتقل شبيه بمعتقل إمرالي، وأنه يجب على تركيا التصرف وفقاً لمواثيق حقوق الإنسان الأوروبية، ويجب اتباع الحقوق التي تمارس في معتقلات الدول الأوروبية في معتقل إمرالي أيضاً.

وقال: "إن المؤسسة الوحيدة القادرة على تطبيق ذلك هي لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT). لذلك في رأيي يجب الاجتماع مع اللجنة والضغط عليها حيال الانتهاكات التي تمارسها تركيا".

وتحدث هونكو بشأن النداء الذي أطلقه الوزير الألماني عندما أجاب على اسئلة الحزب اليساري بأنه يجب على الحكومة التركية انهاء العزلة في إمرالي،قائلاً: "إن من بين الدول القادرة على الضغط على تركيا هي ألمانيا ولكنني لست على يقين بأن الحكومة الفدرالية في ألمانيا ستقوم بذلك في الوقت الراهن". وأضاف "عندما قامت تركيا باخلاء سبيل الرهائن الألمانيين لم تبق أية أزمة بين تركيا وألمانيا".